قمة "إيغاد" في أديس أبابا: عودٌ على بدء

24 اغسطس 2014
توقعات بفشل القمة الأفريقية (الأناضول/Getty)
+ الخط -
اتفق وزراء خارجية الدول الأعضاء، في "الهيئة الحكومية للتنمية في شرقي أفريقيا" (إيغاد) على خارطة طريق تقدمت بها، اليوم الأحد، إلى القمة الأفريقية بشأن الأزمة في جنوب السودان، وسط تكتم شديد على بنودها.

وجاء ذلك، خلال اجتماع مغلق للمجلس الوزاري لوزراء خارجية الدول الأعضاء في "إيغاد" بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا اليوم.

وعلم "العربي الجديد"، أن "القمة ستبحث مقترحاً بفرض عقوبات على الأطراف المتنازعة في الدولة الفتية (الحكومة والمعارضة)، تنفذ على الطرف المعرقل للعملية السلمية بهدف الضغط لتفعيل عملية التفاوض المتعرقلة منذ انطلاقها في فبراير/شباط الماضي.

وبدأت وساطة لجنة "إيغاد" تحركات مكوكية قبيل انعقاد القمة، في محاولة لإنقاذ المفاوضات الجارية حالياً، بغياب الحكومة في جوبا، والمقتصرة على المتمردين بقيادة، رياك مشار، و"أصحاب المصلحة" في محاولة لإقناع جوبا بالعودة إلى طاولة التفاوض.

وأبلغت مصادر جنوبية "العربي الجديد"، أن "الرئيس الكيني، أوهورو كينياتا، أبلغ الرئيس الجنوبي، سلفاكير ميارديت، أبلغ الأخير، نفاد صبر إيغاد، من عرقلة الطرفين للتفاوض"، وأكدت أن "الاجتماع تمخض عنه حلول توافقية، وافق بموجبها الرئيس سلفاكير، على العودة للتفاوض من جديد".

ويستبعد مراقبون أن تنجح القمة التي ستعقد مساء اليوم، في الخروج بقرار موحّد في شأن العقوبات، ولاسيما في ظل الانقسام داخل دول "إيغاد"، في شأن تلك الخطوة وما يمكن أن تسفر عنها من انعكاسات سلبية، تزيد من وتيرة الحرب وتحولها إلى حرب قبلية بشكل سافر، فضلاً عن تخوف بعض الدول من تضرر مصالحها الاقتصادية والسياسية مع جوبا، في حال أيدت تلك الخطوة.

ويرى رئيس منظمة "الأخوة السودانية الشمالية ـ الجنوبية"، محجوب محمد صالح، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "القمة لن تخرج بجديد، وإنما ستكرر بياناتها السابقة".

وأضاف صالح أن "من الصعب أن تتوقع من قمة اليوم، أن تحدث اختراقاً كبيراً في ملف الجنوب، وهذا واضح من التحركات الأخيرة لبعض دول إيغاد، خارج إطار القمة في محاولة لإنجاحها".

وأكد أن "المفاوضات أثبتت ضعف قدرات إيغاد التفاوضية، موضحاً أن "ليست إيغاد وحدها من فشل في إيصال الفرقاء لاتفاق سلام، وإنما مجلس الأمن والولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي، فشلوا أيضاً في ذلك، على الرغم من استمرارهم في المحاولة".

وأوضح "أن قضية الحرب في الجنوب من الصعب حلها بالطريقة الجارية حالياً، ولاسيما أنها تعد الأكثر تعقيداً ولها جذور وخلفيات تاريخية وقبلية وسياسية وشخصية". واعتبر أن "حلّها دفعة واحدة في غياب الخبرة السياسية للقادة الجنوبيين استحالة".

ورأى أن "الحل لا بد أن يأتي على أجزاء، عبر إقناع الطرفين بالوصول لاتفاق مرحلي، بتكوين حكومة قومية لعامين، ومن خلالها يتم حل القضايا الأخرى على مراحل".

وحول العقوبات التي تتجه "إيغاد" إلى فرضها، أكد صالح أنها "لن تكون مجدية، ولاسيما أنها تتطبق على شخصيات عبر منع السفر وحجز الأرصدة". 
المساهمون