قلق غربي من غزو روسي لشرق أوكرانيا

24 مارس 2014
انتشار قوات روسية وعناصر موالية لموسكو بسيفاستوبول (فيكتور دراشيف-Getty)
+ الخط -
تصاعدت المخاوف من تكرار سيناريو شبه جزيرة القرم في شرق أوكرانيا، بعد تظاهرات نظمت من قبل موالين لروسيا، ترافقت مع تحذيرات لحلف شمال الأطلسي من تواجد قوة روسية كبيرة توجد على الحدود الشرقية لأوكرانيا.

ونظم موالون لروسيا تظاهرات في شرق البلاد. ففي دونيتسك، أحد أهم مدن شرق أوكرانيا، تظاهر نحو 5 ألاف شخص، مطالبين بإجراء استفتاء على الانفصال عن أوكرانيا والاندماج مع روسيا، في وضع مشابه للقرم. كما جرت تظاهرات أيضاً في مدينتي لوهانسك وخاركوف. ودعا المحتجون إلى عودة الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش.

وفي السياق، قال القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا، الجنرال الأميركي فيليب بريدلوف، إن قوة روسية كبيرة توجد على الحدود الشرقية لأوكرانيا. وأكد أنه يشعر بالقلق من أن تهدد هذه القوة منطقة ترانسنيستريا الواقعة في مولدوفا، التي أعلنت استقلالها عن مولدافيا عام 1990، لكن لم تعترف بها أي دولة عضو في الأمم المتحدة.

في المقابل، قلل نائب وزير الدفاع الروسي، أناتولي أنتونوف، من هذه المخاوف. وأكد أن روسيا ملتزمة بالاتفاقيات الدولية التي تقضي بتحديد حجم القوات العسكرية قرب حدودها مع أوكرانيا.

في هذه الأثناء، أعلن الكرملين، الأحد، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل، تحادثا هاتفياً، وعبرا عن الرضا للتوصل لاتفاق لإرسال مراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى أوكرانيا.

وقال المكتب الصحافي لبوتين: "أثير الموضوع بعد بحث إعادة توحيد القرم مع الاتحاد الروسي". وأضاف: "بخصوص الأزمة في أوكرانيا عبر الطرفان عن الرضا في ما يتعلق بالاتفاق على تفويض بعثة مراقبة من منظمة الأمن والتعاون في اوروبا".

واتفقت روسيا، يوم الجمعة الماضي، مع الاعضاء الـ 56 الآخرين في المنظمة على ارسال بعثة مراقبة إلى أوكرانيا لمدة ستة أشهر. لكن روسيا قالت إن البعثة ليس لها تفويض في القرم التي ضمتها موسكو، بعدما وافق الناخبون في شبه الجزيرة الواقعة في البحر الاسود على الانضمام إلى روسيا في استفتاء رفضت الدول الغربية الاعتراف به.

ورفضت الحكومة الألمانية التفسير الروسي بأن استبعاد القرم من تفويض البعثة إلى أوكرانيا اعتراف ضمني من المنظمة، التي تضم دولاً على ضفتي المحيط الاطلسي، بأن شبه الجزيرة تنتمي الآن إلى روسيا.

في غضون ذلك، استمر الوضع خارج قاعدة فيودوسيا البحرية في القرم متوتراً، فيما عقدت الحكومة الأوكرانية اجتماعاً في كييف وسط المخاوف من غزو روسي لشرق أوكرانيا.

وأعلن رئيس الوزراء الأوكراني، أرسيني ياتسينيوك، إلغاء زيارته إلى لاهاي لاجراء محادثات مع بعثة صندوق النقد الدولي. وكان من المفترض أن يلتقي ياتسينيوك أعضاء مجموعة السبع، اليوم الاثنين، قبل قمة نووية رئيسية، لكنه اختار البقاء في كييف لمتابعة التطورات الميدانية.

وفيما لاتزال قاعدة فيودوسيا في يد الجيش الأوكراني ويحاصرها جنود روس، أعرب رئيس الوزراء الأوكراني عن قلقه على الجنود في القرم. وقال: "الجيش يحتاجنا فوراً لاستكمال التعبئة".

بدوره، أكد وزير الدفاع الأوكراني، إيغور تنيوخ، أن قرار سحب الجنود الأوكرانيين من القرم لم يتخذ بعد.

وأضاف: "إذا كان القرار هو إخراج جزء من القوات المسلحة فنحن مستعدون لاستضافة الجنود وعائلاتهم"، فيما أكدت وزارة الدفاع الروسية أن العلم الروسي يرفرف الآن فوق 189 منشأة عسكرية في القرم.

من جهته، قال القائم بأعمال الرئيس الأوكراني، ألكسندر تورتشينوف، إن أحد كبار قادة القوات الجوية محتجز بعد اجتياح قوات موالية لروسيا قاعدته في شبه جزيرة القرم. ودعا إلى إطلاق سراحه. ويتولى الكولونيل يولي مامشور، قيادة قاعدة بلبيك الجوية القريبة من سيفاستوبول.

المساهمون