قلتُ لك مراراً

12 يوليو 2016
"بورتريه عائلي"، فيرا تماري/ فلسطين 1997
+ الخط -
قلتُ لك مراراً
وبينما كنتُ أقول كانت الأنفار تصنع بموتها شعوباً
والأبديةُ تتمايلُ
مثل سفينةٍ لتوّها تكتشف البحر
قلتُ لك مراراً
وبينما أقولُ كنتُ أصنع موتي
قلتُ لك مراراً أيها التمثال الطيني
لكن منذ متى يسمع الطين؟
ممّن كان يسخر الخزّاف
وهو يصنع لك أُذنين كبيرتين لا تسمعان
ممّن أيها الطين
ولِمَ صنع لك الخزّاف قلباً؟
حين تبكي فإنك تسيل
ولا تبقى منك سوى الكلمات.
إنني الآن أمشي عليك
أي أنني أمشي على موتي
لكن هل تصدّق أن مستعمرين جاؤوا من وراء البحار وسرقوك؟ 
أيها الطين لقد سرق الغزاة موتي.

***
ها أنت تجلس في ظهيرة الأربعاء من شتاء الكرمل
قرب صنوبراته وبحره
أيها الطين
لقد عشتَ بما يكفي
لتجلس الآن وتبكي.

المساهمون