قطع التيار الكهربائي منذ 10 أيام شرق أفغانستان

23 أكتوبر 2018
عرقلة الحياة اليومية والتجارية للسكان(نور الله شيرزادا/فرانس برس)
+ الخط -



يعرقل قطع التيار الكهربائي من قبل طالبان وبعض القبائل حياة المواطنين في شرق أفغانستان، خصوصاً في إقليمي ننجرهار ولغمان، وتحديداً في مدينة جلال أباد المركز التجاري وإحدى المدن الرئيسة في البلاد.

وقطْعُ "طالبان" للكهرباء ليس الأول في شرق أفغانستان، وحجة الحركة في ذلك أن الحكومة وتحديداً القوات الخاصة (كوماندوز) تشن العمليات ليلاً على منطقة باد بخت الاستراتيجية المطلة على الأقاليم الشرقية، ننجرهار ولغمان وكنر، التي تمر أسلاك التيار الكهربائي عبرها شرقاً. أما حجتها الثانية أن الحكومة لا تعطي التيار الكهربائي لمنطقة باد بخت، وبالتالي لا بد من حرمان الجميع منه.

لكن مدة قطع التيار طالت هذه المرة، ووقفت طالبان مع قبائل المنطقة ضد الحكومة التي تسعى منذ أيام لترميم ما خربه سكان منطقة باد بخت وطالبان من أسلاك الكهرباء. من هنا لا توجد أي بوادر لحل المعضلة خلال الفترة القريبة المقبلة.

وعند انقطاع الكهرباء على يد سكان المنطقة ومن ورائهم طالبان، حاولت الحكومة المحلية في إقليم ننجرهار التفاوض معهم، وبعد ثلاثة أيام من المباحثات وافق سكان منطقة باد بخت على السماح لموظفي إدارة الكهرباء بترميم التيار، وتوجهت فرق الصيانة إلى تلك المنطقة.

لكن الفرق كشفت عند وصولها إلى المنطقة أن الأسلاك الكهربائية وتوابعها سُرقت، ما دفعها للمغادرة لإحضار ما يلزم لإعادة التيار مجدداً. وفي المرة الثانية وصلت الفرق ومعها مهندسون التي اصطدمت بمسلحي طالبان بعد أن تحصنوا في المنطقة كلها، واختطف مسلحوها جميع من حضر من المهندسين والموظفين، الذين ما زالوا في عداد المفقودين.

وقصد زعماء القبائل ومندوبو السكان في مدينة جلال أباد مرات عدة حاكم إقليم ننجرهار حيات الله حيات، الذي وعد مراراً بالتصرف إزاء القضية، مؤكداً أن الحكومة كانت مشغولة قبل اليوم بأمور الانتخابات.

بهذا الخصوص قال أحد وجهاء مدينة جلال أباد، فيض الدين عرب، لـ"العربي الجديد" اليوم الثلاثاء: "ذهبنا مرتين إلى حاكم إقليم ننجرهار، ووعدنا بأن الحكومة تتخذ خطوات جادة إزاء القضية، واعتذر بأن الحكومة كانت مشغولة بالانتخابات، ولكني لا أظن أن يفعل شيئاً لأن وراء القضية طالبان والمنطقة استراتيجية والحركة مسيطرة عليها بالكامل، من هنا لا يمكن للحكومة أن تسيطر على تلك المنطقة بسهولة، وبالتالي لا بوادر لحل الأزمة".

وأوضح عرب إن "المشكلة الأساسية تطاول العامة من المواطنين، لأن الأثرياء وكبار المسؤولين لا يحرمون من الكهرباء فلديهم مولدات، وبالتالي المتضررون الفعليون أيضاً هم المستشفيات والمساجد، من هنا لا بد أن تعيد طالبان النظر إلى القضية لأن المواطنين العاديين يدفعون الثمن".

ويتضرر من انقطاع التيار أيضاً شريحة التجار وأصحاب المحال التجارية خاصة بعد صلاة المغرب. وأوضح رضوان الله خان، صاحب محل تجاري في منطقة دنده غاره، لـ"العربي الجديد"، إن "أعمالنا دُمّرت بسبب فقدان التيار الكهربائي، لا يمكننا تشغيل المولد على مدى 24 ساعة، خصوصاً أن أسعار الوقود ارتفعت وأعمالنا أصبحت ضعيفة جداً في الأيام الأخيرة".