دشنت قطر، اليوم الأحد، خطين ملاحيين جديدين يربطان ميناء حمد الدولي، بموانئ جنوب شرق آسيا ودول حوض المتوسط، وذلك في إطار تنويع تجارتها الخارجية وزيادة صادراتها وتلبية احتياجات السوق المحلية من السلع والخدمات.
وقال مدير ميناء حمد الدولي، عبد العزيز اليافعي، في مؤتمر صحافي عقده للإعلان عن تدشين الخطين الملاحيين إن "هذه الخطوط ستشكل إضافة ستعزز القدرة التنافسية للميناء بالنسبة للموانئ الإقليمية والعالمية، مضيفاً أنه سيجري في القريب العاجل "تدشين خطوط إضافية من شأنها تعزيز عمل الميناء الذي يمثل إضافة قيمة لمنظومة الموانئ الإقليمية والعالمية".
ولفت الى أن تدشين الخط الملاحي البحري مع ميناء شنغهاي في الصين التي تعد أكبر مصدر في العالم سيرفع حجم الصادرات الى دولة قطر، التي ستشمل كافة أنواع البضائع والمنتجات، ولن تقتصر على مواد البناء، مضيفاً أن خط شنغهاي ثاني خط يتم تدشينه مع الصين، متوقعاً تدشين خط ثالث مع الموانئ الصينية قريباً.
وقال اليافعي، إن الخطين الجديدين سيحققان مكاسب اقتصادية، وتابع "لقد بدأ ميناء حمد الدولي بجني مكاسب اقتصادية منذ إطلاق أعماله ضمن مجموعة موانئ الدولة"، لأن الخطوط المباشرة تقلل التكلفة وتختصر الوقت على المستورد باعتبارها تأتي مباشرة من موانئ المنشأ الى ميناء حمد دون الحاجة الى الموانئ الوسيطة.
وسيجري كل من الخطين الملاحيين، رحلة واحدة خلال الأسبوع بمعدل أربع رحلات في الشهر وتستغرق الرحلة 21 يوماً.
وتتوفر في ميناء حمد الدولي ثلاث محطات رئيسية للحاويات قدرتها الاستيعابية 7.5 ملايين حاوية نمطية في السنة، هذه المحطة ستسهم في تغطية الاحتياجات المحلية من السلع بالإضافة إلى مساهمتها في تغطية احتياجات المنطقة من السلع المختلفة، فيما يبلغ عدد الخطوط البحرية التي تربط ميناء حمد بموانئ عالمية نحو 12 خطاً بحرياً.
وتوقع اليافعي أن يستقبل ميناء حمد أكثر من 1000 سفينة، حتى نهاية العام، لكن الأهم كما قال يتمثل في حجم التجارة التي ستصل الى قطر، متوقعاً أن يستقبل الميناء ما بين 800 ألف ومليون حاوية نمطية في السنة الواحدة.
وقال مدير ميناء حمد الدولي، إن الميناء قطع أشواطاً متقدمة، للبدء في إعادة التصدير، وذلك بهدف تحقيق التكامل بين ميناء حمد وموانئ المنطقة، خاصة أن معظمها وصل الى أعلى قدرة استيعابه لها، وأكد التزام الميناء بتقديم كافة التسهيلات المتاحة للشركات لجذب وارداتها عبر ميناء حمد الذي أصبح جاهزاً لاستقبال مختلف أنواع الحاويات من مختلف قارات العالم.
وافتتح أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مطلع شهر سبتمبر/ أيلول الجاري ، ميناء حمد في منطقة أم الحول جنوبي الدوحة، وهو أحد أكبر وأحدث موانئ المنطقة، ومن المتوقع أن يستحوذ على أكثر من ثلث تجارة الشرق الأوسط، وأن يوفر أكثر من 200 في المائة من احتياجات السوق المحلية.
وسيوفر الميناء العديد من فرص العمل ويمثل رافداً مهماً للقطاع الخاص في قطر، وقد تم إنشاء منطقة اقتصادية متاخمة له في إطار سعي البلاد لزيادة صادراتها غير النفطية وإنشاء صناعات تحويلية، ومن المقرر أن تتم المرحلة الثانية من إنشائه بين عامي 2020 و2021.
وكشفت وزارة المواصلات القطرية أن الميناء يضم مشروعاً لتخزين السلع الغذائية ليوفر مخزوناً استراتيجياً يكفي ثلاثة ملايين نسمة لمدة عامين، وأن بإمكانه توفير أكثر من 200 في المائة من التزامات واحتياجات السوق المحلية، كما يتوقع أن يساعد الميناء في خفض كلفة الاستيراد وأن يستحوذ على 35 في المائة من تجارة الشرق الأوسط.
وجاء افتتاح الميناء قبل ستة أشهر من الموعد المقرر، وبلغت تكلفة إنشائه 7.4 مليارات دولار. وهو يمتد على مساحة 28.5 كيلومتراً مربعاً، ومجهز بأحدث الأجهزة التي تمكن من تحميل الشاحنات والمناولة بسرعة فائقة، كما يستوعب الميناء 5000 سفينة سنوياً، ويتسع لـ 1.7 طن من البضائع العامة سنوياً.
وتسعى الدوحة من خلال الميناء الى التغلب على الحصار المفروض عليها، من خلال توفير خطوط نقل بحرية عالمية متعددة وتنشيط حركة الاستيراد، فمنذ بدء الحصار المفروض من قبل السعودية والإمارات والبحرين قبل ثلاثة أشهر دشنت قطر 12 خطاً ملاحياً جديداً مع عدد من الدول.