ويشارك في المنتدى أكثر من 2500 متخصص من الكوادر الصحية، من 75 دولة يبحثون على مدى ثلاثة أيام، العديد من المحاور ذات العلاقة برعاية المريض، والمفهوم المعروف عالميا باسم "المتعة في العمل"، وعلوم التحسين والتطوير، وسلامة المرضى، والقيادة، وبناء القدرات.
وافتتح رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الداخلية، الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني: "ركن المعرفة"، وهو المعرض المصاحب للمنتدى، ويعرض المشاريع التي تنفذها الدولة في القطاع الصحي، وفي مجال تحسين خدمات الرعاية الصحية المقدمة لسكان قطر.
وتؤكد الاستراتيجية الوطنية للصحة في دولة قطر 2018 ــ 2022، على أن مبدأ تنمية وتطوير النظام الصحي لأي أمة، لا يعمل فقط على الحفاظ على الصحة العامة وعلاج المرضى، بل إنه بمثابة استثمار حيوي في هذه الأمة ومستقبلها.
وأشارت وزارة الصحة، إلى أن رؤيتها تتلخص في تحسين الوضع الصحي للشعب القطري، وتلبية احتياجات الجيل الحالي والأجيال القادمة، ووضع نظام متكامل يهدف إلى توفير مستوى أفضل من الخدمات الصحية وخدمات الرعاية وتقديم قيمة أعلى للجميع.
ويركز النهج المتبع في القطاع الصحي القطري في السنوات المقبلة، على رؤية صحة أفضل ورعاية أفضل وقيمة أفضل، مع ضمان اعتبار هذه الجوانب الثلاثة ركائز كل عمل صحي، لتحقيق النتائج المرغوبة.
وأوضح مساعد وزيرة الصحة للشؤون الصحية، صالح علي المري، خلال مؤتمر صحافي عقد عقب تدشين الاستراتيجية اليوم، أن الاستراتيجية تحدّد 12 أولوية، خضع كل منها لعملية حوار ونقاش مكثف شارك فيها خبراء متخصصون من المجتمع الصحي وقدموا مساهمات متعمقة، ونجم عن العملية مجموعة متنوعة من الأنشطة التي اقترحها الخبراء، ثم خضعت الأنشطة المقترحة بدورها إلى تحليل وتمحيص دقيق نتج عنه وضع قائمة شاملة بالأنشطة التي تسهم في تحسين صحة المجتمع القطري.
وردا على سؤال حول مدى تأثير الحصار الجائر المفروض على قطر منذ نحو 10 اشهر، أكد المري، أنه لا يوجد تأثير يذكر للحصار على الاستراتيجية الوطنية للصحة أو على القطاع الصحي بشكل عام، لأن دولة قطر تعتمد نهج تعدد المصادر ولا تعتمد على مصدر واحد.
وحول أهمية منتدى الشرق الأوسط للجودة والسلامة في الرعاية الصحية، قال رئيس قسم أمراض الدم والأورام، بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان بمؤسسة حمد الطبية، الدكتور محمد أسامة الحمصي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن التركيز على موضوع الجودة ذو أهمية كبرى في الطب، لأن المطلوب ليس تقديم الخدمات اللازمة للمرضى، وافتتاح المستشفيات وتوفير الوسائل والتقنيات، الجودة أيضا تهمنا، وهذا المؤتمر السادس ويمنحنا تحسين الجودة، فهو علم قائم بذاته، له طرق وخطوات تستهدف تقديم أفضل خدمات للمرضى.
وأوضح أن الآلاف من المرضى ونزلاء المستشفيات، حتى في أميركا، يموتون ليس من جراء مضاعفات المرض الذي يعانون منه، ولكن بسبب الأخطاء الطبية مثلا، أو لأسباب أخرى تحدث داخل المستشفى، مريض يأخذ العلاج داخل المستشفى بشكل منتظم، ولكن عند توجهه إلى الحمام، يسقط ويصاب بنزيف دماغي، ويموت ليس بسبب مضاعفات المرض الذي أدخله المستشفى، ولكن بطريقة رعاية المريض، لذلك موضوع المؤتمر مهم جدا، بما يساهم بالوصول إلى الرعاية الصحية الفضلى للمرضى.
وأضاف الحمصي، أن الجودة تشمل أيضا رعاية الأطفال والاهتمام ببرنامج التغذية لديهم والوقاية من الالتهابات، وكذلك رعاية الأمهات والحوامل، إضافة إلى رعاية كبار السن أيضا.
وتسلط جلسات المنتدى الذي تنظمه مؤسسة حمد الطبية بالتعاون مع معهد تطوير الرعاية الصحية بالولايات المتحدة الأميركية، الضوء على أحدث وأبرز المبادرات والابتكارات التي يشهدها قطاع تحسين جودة الرعاية الصحية حول العالم، ويشكل المنتدى منبرا للقادة ومزودي الرعاية الصحية، للتواصل وإنشاء شبكات جديدة وبناء شراكات مصممة خصيصا بما يتيح ترسيخ المعرفة والفهم والدفع بعجلة الابتكار.