قضية جنوب اليمن
وليد الأبارة (اليمن)
مع بقاء أبطال حرب 1994 في اليمن على رأس السلطة والانقلاب؛ أجدني أتعاطف مع إخواني في الجنوب، ومطالبهم العادله؛ وكشمالي، أعترف أن أغلب القوى في الشمال لا ترغب بوحدة الأنداد بين الشمال والجنوب، ولا تزال القوى التي شاركت في تلك الخرب، ونهبت وسرقت مقدرات الدولة الجنوبية، ترى حربها تلك مقدسة ووطنية، كما هو حال علي عبدالله صالح (في الأمس واليوم) مع الحركة الحوثية.
حين طالب الأسكتلنديون بالانفصال عن بريطانيا، خرجت إليهم الملكة بجملتها الشهيرة "نحن نحبكم، ولا نريدكم أن تنفصلوا"، وصرّح وزير الاقتصاد البريطاني "إن خيارات الإنسان الأسكتلندي أهم من خسارة 40% من الدخل القومي البريطاني ما لو تم الانفصال". تلك الأصوات المؤمنة بالإنسان، وحقه المشروع في الاختيار، جعلت الشعب الأستكتلندي يصوت بنسبة 53% لمصلحة البقاء مع بريطانيا، ولو لوحت السلطة الملكية والحكومة بالقوة، لأتخذت القضية بين البلدين مساراً مختلفاً، على الرغم من أن في بريطانيا واحد من أفضل الجيوش في التاريخ، وتحالفاته تمتد على طول بقاع المعمورة المتتبع لسلوك سلطة المنتصرين في 1994، وسلطة المتوافقين في 2011 وسلطة اﻻنقلابيين والسلطة الشرعية حالياً يدرك، بما لا يدع مجالا للشك، واحدية العقيدة السياسية تجاه التعاطي مع الجنوب، أرضاً وإنساناً، ولا وجود لأي متغير، على الرغم من التصريحات النارية التي كان يطلقها سياسيو "اللقاء المشترك" في دفاعهم المستميت عن القضية الجنوبية، قبل سقوط صالح، وانقلبت 360 درجة على نفسها، ونكثت بوعودها السابقة، بعد إخراجه من السلطة.
أكثر القضايا الوطنية تعقيدا هي (القضية الجنوبية) بأبعادها ومآلاتها المتشعبة، إذ لا تزال تطرح نفسها كل يوم، على طاولة الحوارات، بين مختلف الأطراف السياسية، منذ وثيقة العهد والاتفاق في عام 1993، مرورا بالحوار الموفمبيكي، ووصولا إلى جنيف ثم الكويت، في الأيام المقبلة؛ إلا أن كل تلك الحوارات فشلت، وأعقب كل اتفاق حرب ضروس. وللإنصاف، كانت الحروب والانقلابات على الاتفافيات السياسية تبدأ من داخل مركز السلطة في صنعاء، ومن طرف واحد، هم نحن الشماليون، وإن لعب بعض القيادات العسكرية الجنوبية دوراً محورياً فيها، إلا أن تحالفاتهم كانت تقتصر على المنافع الشخصية، وليس كحلول جذرية للقضية الجنوبية، ضمن القضية الوطنية الأم، اليمن شماله وجنوبه .
وفي مفاوضات الكويت، سيذهب المختارون بعناية لتمثيل القضية الجنوبية من أحد جنرالات حرب المنتصرين، عبد ربه منصور هادي، الذي يشغل حاليا منصب الرئيس الشرعي. وعلى الرغم من أن القضية وضعت في زنزانة الهامش السياسي والعسكري، إلا أن الزخم الجماهيري والشعبي للقضية الجنوبية في تنام مضطرد، حتى أنه ابتلع أغلب الفئات الاجتماعية والتوجهات السياسية للجنوب، ودعوات الاحتشاد التي أطلقتها عناصر الحراك للاحتشاد، في 17 من شهر إبريل/ نيسان الجاري، بالتزامن مع انعقاد مفاوضات الكويت، دليل قاطع على أن الإرادة الشعبية في الجنوب تسير بالضد من إرادة المنتصرين في حرب 1994، والتي جمعتهم المصادفة ، امس، في مسمى (الانقلابيون والشرعيون).
حين طالب الأسكتلنديون بالانفصال عن بريطانيا، خرجت إليهم الملكة بجملتها الشهيرة "نحن نحبكم، ولا نريدكم أن تنفصلوا"، وصرّح وزير الاقتصاد البريطاني "إن خيارات الإنسان الأسكتلندي أهم من خسارة 40% من الدخل القومي البريطاني ما لو تم الانفصال". تلك الأصوات المؤمنة بالإنسان، وحقه المشروع في الاختيار، جعلت الشعب الأستكتلندي يصوت بنسبة 53% لمصلحة البقاء مع بريطانيا، ولو لوحت السلطة الملكية والحكومة بالقوة، لأتخذت القضية بين البلدين مساراً مختلفاً، على الرغم من أن في بريطانيا واحد من أفضل الجيوش في التاريخ، وتحالفاته تمتد على طول بقاع المعمورة المتتبع لسلوك سلطة المنتصرين في 1994، وسلطة المتوافقين في 2011 وسلطة اﻻنقلابيين والسلطة الشرعية حالياً يدرك، بما لا يدع مجالا للشك، واحدية العقيدة السياسية تجاه التعاطي مع الجنوب، أرضاً وإنساناً، ولا وجود لأي متغير، على الرغم من التصريحات النارية التي كان يطلقها سياسيو "اللقاء المشترك" في دفاعهم المستميت عن القضية الجنوبية، قبل سقوط صالح، وانقلبت 360 درجة على نفسها، ونكثت بوعودها السابقة، بعد إخراجه من السلطة.
أكثر القضايا الوطنية تعقيدا هي (القضية الجنوبية) بأبعادها ومآلاتها المتشعبة، إذ لا تزال تطرح نفسها كل يوم، على طاولة الحوارات، بين مختلف الأطراف السياسية، منذ وثيقة العهد والاتفاق في عام 1993، مرورا بالحوار الموفمبيكي، ووصولا إلى جنيف ثم الكويت، في الأيام المقبلة؛ إلا أن كل تلك الحوارات فشلت، وأعقب كل اتفاق حرب ضروس. وللإنصاف، كانت الحروب والانقلابات على الاتفافيات السياسية تبدأ من داخل مركز السلطة في صنعاء، ومن طرف واحد، هم نحن الشماليون، وإن لعب بعض القيادات العسكرية الجنوبية دوراً محورياً فيها، إلا أن تحالفاتهم كانت تقتصر على المنافع الشخصية، وليس كحلول جذرية للقضية الجنوبية، ضمن القضية الوطنية الأم، اليمن شماله وجنوبه .
وفي مفاوضات الكويت، سيذهب المختارون بعناية لتمثيل القضية الجنوبية من أحد جنرالات حرب المنتصرين، عبد ربه منصور هادي، الذي يشغل حاليا منصب الرئيس الشرعي. وعلى الرغم من أن القضية وضعت في زنزانة الهامش السياسي والعسكري، إلا أن الزخم الجماهيري والشعبي للقضية الجنوبية في تنام مضطرد، حتى أنه ابتلع أغلب الفئات الاجتماعية والتوجهات السياسية للجنوب، ودعوات الاحتشاد التي أطلقتها عناصر الحراك للاحتشاد، في 17 من شهر إبريل/ نيسان الجاري، بالتزامن مع انعقاد مفاوضات الكويت، دليل قاطع على أن الإرادة الشعبية في الجنوب تسير بالضد من إرادة المنتصرين في حرب 1994، والتي جمعتهم المصادفة ، امس، في مسمى (الانقلابيون والشرعيون).