قضية "الألف": كوداما من جديد

26 نوفمبر 2016
(بابلو كاتشادخيان أمام المكتبة الوطنية)
+ الخط -

يبدو أن قضية "الألف" حُسمت أخيراً في صالح ماريّا كوداما، أرملة بورخيس، والتي طالما تعاملت بصرامة مع "محاولات العبث" بإرث زوجها. لم تنفع الوساطات وآراء الكتّاب المتعاطفين في الأرجنتين في ثني ماريّا عن ملاحقة بابلو كاتشادخيان الذي كتب "الألف المُضخَّمة"، وأصدرته مطبعة الشعر الأرجنتينية، 2009. صدر الحكم أخيراً، واُدين كاتشادخيان بانتهاك حقوق الملكية الفكرية العائدة لـ ماريا كوداما، حسب التشريع الحالي المعمول به.

بدأت القصّة قبل ما يقارب الخمسة أعوام عندما رفع سوتو، محامي كوداما، قضية ضدّ كاتشادخيان يتّهمه فيها بالانتحال. لم يقل الروائي الشابّ يوماً إنّ هذا الكتاب من تأليفه، بل منذ البداية أعلن أنه كتاب تجريبيّ في الأدب، مبنيٌّ على مؤلَّف بورخيس الشهير، "الألف".

عندما بدأ كاتشادخيان مشروعه كان يأمل بأنّ تلقى تجربته اهتماماً بين القرّاء والنقّاد، فهو يستحضر دوماً فكرة بورخيس عن المرايا في الأدب، وكيف تعكس الإبداعات بعضها بعضاً عبر تاريخ الأدب الذي يراه بورخيس تحويراً وتنويعاً لكل ما تقدّم من نصوص.

والمفارقة هي أن بورخيس اشتُهر بدفاعه عن الانتحال في الأدب، ويُحكى عنه إنه كان يستوقف القارىء المعجب به، في أكثر من مناسبة، حين يقرأ عليه مقاطع من قصائده أو قصصه، قائلاً: "هذا كلام جميل حقّاً، لستُ أدري ممّن سرقتُه".

في الحقيقة، هذا ما حصل. لاقى الكتاب استقبالاً طيباً رغم قلّة عدد النسخ المطبوعة منه، ولم يعترض أحد على ما قام به كاتشادخيان سوى البعض القليل من الكتّاب -ومحامي كوداما بالطبع- في حين وجد روائيون وكتاب أرجنتينيون معروفون في هذه التجربة إغناءً وتجديداً، وأكثر من ذلك، لقد وقفوا إلى جانبه في الدعوى القضائية التي يواجهها.

في تموز من السنة الماضية، شارك حشدٌ من أولئك الكتّاب في وقفة احتجاجية ضدّ اتهامات كوداما نظّموها أمام المكتبة الوطينة في العاصمة بوينس آيرس، من بينهم ثيسار آيرا، خورخي بانيسي، ماريّا بيّا لوبيث، كلاوديا بينييرو.

بيد أن التقرير النهائي للجنة المختصّة، التي أسندت إليها المحكمة مهمّة المقارنة بين الكتابين في العام الماضي، جاء أمس في صالح كوداما، وهكذا أُقِرّ أن "الألف المضخّمة" كتابٌ فيه تعدٍّ صريح على الحقوق الفكرية لـ بورخيس، في كتابه "الألف".

المساهمون