وتطرقت المخرجة الفلسطينية أسماء أبو جزر، إلى قضية الزواج المبكر، عبر فيلم "خرابيش"، الذي عرض على خشبة مسرح "رشاد الشوا" الثقافي وسط مدينة غزة، والذي تناول قصة "أمل" التي أجبرتها أسرتها على الزواج من شخص ميسور مادياً، إلا أنّه استخدم معها ضمن أحداث الفيلم كل أشكال العنف، والضحية طفلهما الوحيد.
وتقول المخرجة أبو جزر، وهي خريجة إذاعة وتلفزيون من جامعة الأقصى، والتي تشارك للمرة الأولى في المهرجان لـ"العربي الجديد"، إنها حاولت التطرق للقضية بأسلوب مختلف، وذلك إيماناً منها بأهمية الأفلام والمحتوى المرئي، وقدرتها على جذب الأنظار نحو مختلف القضايا.
أما المخرجة الفلسطينية سحر فسفوس، فناقشت حياة الكثير من النساء اللواتي يقتلن على خلفية ما يسمى "شرف العائلة"، وتلصَق بهن اتهامات باطلة من أجل سلب حقوقهن الشرعية، إذْ تظهر أحداث الفيلم الروائي القصير "حياة"، ومدته 9 دقائق، أن الفتاة المتهمة بقضية شرف يقتلها شقيقها بسبب الإرث.
بينما تحدث المخرج الفلسطيني ميسرة دوحان، من خلال فيلم "أوراق الورد"، وهو روائي قصير ومدته 7 دقائق، عن معاناة الأرملة بعد وفاة زوجها، إذ تظهر مجريات الفيلم نهش القريب والغريب في المرأة، بعد وفاة زوجها من أجل المال والزواج، طارحاً مثلاً امرأة فقيرة تتعرض لضغط من صاحب البيت لدفع الإيجار، ويطلب الفتاة الصغيرة للزواج.
"السراب"، فيلم آخر من الأفلام المعروضة، طرحت المخرجة باسمة أبو شليح من خلاله قضية الهجرة، خاصة مع انعدام سبل الحياة في وطن اجتاحته هموم البطالة وانعدام الأمن والاستقرار، إلا أن تفاصيله تظهر الجانب الآخر من رحلة الهجرة، والواقع الأسوأ بفعل تعامل المهاجرين مع السماسرة، ومافيا التهريب، التي تحول آمالهم وطموحاتهم الوردية لكابوس مميت.
المخرج، فتحي عمر ناقش عبر فيلم "إنعاش" الروائي القصير، ومدته 10 دقائق قضية الإدمان، حيث تحولت حياة "عبير" وهي بطلة الفيلم، والتي كانت تحلم ببناء عشها الصغير مع زوجها وابنتها الصغيرة، إلى كابوس يطارد أحلامها ومستقبلها، بعد أن أصبح زوجها مدمناً على الأقراص المخدرة، لكنها تحاول حماية عائلتها.
وتطرق الفيلم الأخير، وهو بعنوان "فنجان قهوة" للمخرج محمود أبو داود إلى تفاصيل حياتية، عبر قصة "سحر" الزوجة المطيعة التي تحب أسرتها، و"منال" الفتاة التي تبحث عن شريك حياتها، وتدور مجريات الفيلم برفقة فنجان القهوة.
بدورها، تقول منسقة الكرنفال، ومنسقة برنامج الفيديو في مركز شؤون المرأة، اعتماد وشح، لـ"العربي الجديد" إن الأفلام جاءت نتاج مسابقة أعلن عنها المركز، تتعلق بقضايا المرأة، مشيرةً إلى أنه تم استقبال نحو 25 فيلماً لمخرجين ومخرجات شابات. وتم تشكيل لجنة لاختيار وإنتاج 10 أفلام، ولتنقية تلك الأفلام واختيار ستة منها للمشاركة في الكرنفال السينمائي.
أما مديرة مركز شؤون المرأة، أمال صيام، فتوضح أن الإصرار السنوي على تنظيم المهرجان يأتي لتشجيع النساء، وخاصة المخرجات، لدخول عالم السينما وصناعة الأفلام التي تعكس معاناة النساء، وواقع المرأة الفلسطينية، وتسلط الضوء على الصعوبات التي تواجهها المرأة الفلسطينية في ظل استمرار الحصار والانقسام والاحتلال الإسرائيلي.