28 مايو 2018
قضاء الله وقطر!
كانت هناك نكتة متداولة في الشارع اليمني أن أحد الرؤساء العرب التقى بالرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح أثناء الثورة الشبابية، وعندما سأل الرئيس العربي، الأخير، عن أسباب الثورة في اليمن، ردّ عليه صالح بقوله: قضاء الله وقطر!
نظام الرئيس اليمني السابق وحزبه ووسائل إعلامه كانوا وما زالوا يكيلون التهم لأمير قطر وقناة الجزيرة بأنهم السبب الرئيسي للثورة في اليمن! وأن النظام القطري كان يضخ الملايين من الدولارات لدعم الساحات في اليمن! وأنهم قبل الثورة دعموا الحوثي أثناء الحروب الست مع النظام اليمني.
والآن، بعد حصار قطر، أصبح انتقاد الدوحة هو أقصر الطرق للتقرب للنظامين السعودي والإماراتي، لذا سارع الرئيس اليمني، هادي وشرعيته الرخوة، لقطع العلاقات مع قطر، وتسابق الكثير من النقاد والصحافيين والسياسيين اليمنيين لكيل التهم لقطر.
صحيح أن قطر وبقية دول الخليج لعبت دورا محوريا في ثورات الربيع العربي، لكن تضخيم الأمور بهذا الشكل وتحويل الصراع نحو قطر فقط أصبح مدعاة للسخرية والتهكم.
نعم، تفوقت قطر على دول الحصار، ونجاح قطر ليس بسبب التخبط السياسي والعسكري والإعلامي لدول الحصار فقط، ولكن أيضا بسبب سياسات القمع وانتهاك الحريات الأساسية التي مارستها دول الحصار ضد مواطنيها.
الدور الخليجي واضح وجلي في ثورات الربيع العربي، ولكنه لن يمنح تلك الأنظمة الحصانة، بل على العكس سوف يجعلنا نجتهد في رد الجميل ودعم مواطني الخليج العربي في أي حراك سلمي والذي نتمنى أن يكون بداية لربيع خليجي لانتزاع كافة الحقوق من تلك الأنظمة المستبدة!