قص شعر ابنته ونشر الفيديو على الإنترنت.. فانتحرت

07 يونيو 2015
الفضح العام سلوك يمارسه بعض الآباء على أبنائهم
+ الخط -

تحت ستار التسلية، يختار كثيرون من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعية، فضح أطفالهم بطريقة هزلية، من خلال نشر فيديوهات تخصهم، غير أن فئة أخرى من الناس قد تجد في الفضح على مواقع التواصل الاجتماعي سبيلاً لتحقيق أهداف أخرى، كتلقين الأبناء درساً لا ينسى، من دون الانتباه إلى أن هناك شعرة دقيقة تفصل بين الفضح المضحك، والفضح المؤذي، إن لم يكن قاتلاً.

ليس واضحاً بالضبط ما الذي أقدمت على فعله إيزابيل لاكسمانا البالغة من العمر (13 عاماً) وأوقعها في ورطة مع والدها، لكن من المؤكد أنها، وبنظره، اقترفت فعلاً يبرر العقاب الذي استحقته. حيث أقدم الوالد على جزّ شعرها الأسود الطويل، وسجل عقابه هذا في مقطع فيديو، ومن ثم نشره على الإنترنت.

في الفيديو، نسمع الوالد الذي لا يظهر وجهه، وهو يسأل إيزابيل عن عدد المرات التي سبق ونبهها فيها إلى تصرفاتها، فتجيبه: "مرتان"، ثم يمضي في سؤالها إن كان ما فعلته يستحق كل الضريبة التي ترتب عليها دفعها (مصوراً كومة الشعر الأسود الملقاة على الأرض)، فتجيبه وهي تهز رأسها المجزوز بطريقة عشوائية: "لا".


بعد أيام عدة، صدمت إيزابيلا المجتمع الأميركي، عندما قفزت من فوق جسر واشنطن، حيث كانت تستقل السيارة رفقة جدتها، لتسقط على الطريق السريع المزدحم. واعتبر موتها انتحاراً.

أحدث انتحار إيزابيل عاصفة من الانتقادات، في وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعية، وصل حد المطالبة بزج والدها في السجن، باعتباره المسؤول المباشر عن المصير المأساوي الذي لقيته ابنته.

وفي محاكاة ساخرة من الفضح العام الذي يمارسه الأباء على أبنائهم، قام بعضهم بتصوير مقاطع فيديو، حذروا خلالها من عواقب الاستخدام السيئ لمواقع التواصل الاجتماعي.

وذهب بعض النشطاء لإنشاء موقع إلكتروني وصفحة على فيسبوك، بعنوان "العدالة لإيزابيل"، اهتموا فيها بنشر كل ماهو متعلق بالحادثة، من أخبار ومواد إعلامية ومشاركة من المجتمع المدني، وطالبوا بمحاسبة الأب، منددين بالعنف الممارس على الأطفال من قبل من ينبغي أن يرعوهم، آملين أن تفتح حادثة إيزابيل الأعين على الفضح المذل الذي يقوم به بعض الناس عامة، والأهل خصوصاً، على وسائل التواصل الاجتماعي، ومحذرين من عواقبه التي قد تنتهي بتلك المأساوية.


 
دلالات