قصي علي الذي تشتتت أحلامه

29 مارس 2018
يقرأ القصص (العربي الجديد)
+ الخط -

قضت الحرب على الكثير من أحلام الأطفال. إضافة إلى التعليم، يحلمون بالأمن والأمان وعدم خسارة الأقارب والأصدقاء والبيت. تركوا كل شيء، بيوتهم وأسرّتهم وألعابهم، ولجأوا.

قصي علي في الحادية عشرة من عمره. خرج مع أهله من مخيم اليرموك في سورية بسبب الحرب الدائرة في بلاده في عام 2012، وتحديداً بعدما قصفت الطائرات المخيم، كما يقول. يتابع أنه يتحدر من صفد في فلسطين، لكنّه ولد لاجئاً في مخيم اليرموك. "لا أعرف شيئاً عن فلسطين غير أن العدو الصهيوني انتزعها من أجدادي، وأعرف أنني لاجئ في سورية وصرت لاجئاً في لبنان. في الوقت الحالي، أعيش في منطقة البركسات المحاذية لمخيم عين الحلوة في مدينة صيدا (جنوب لبنان)".

يروي قصي قصّة لجوئه. يقول: "تركنا سورية بسبب الحرب. في بداية القصف على مخيم اليرموك، كنت وأمي وأخي في منطقة الحجر الأسود. هناك مكثنا في بيت صديقة أمي، وكانت القذائف تسقط فوق المخيم. وفي الصباح، حضر خالي ورافقنا إلى المخيم. واستعداداً لتناول الغداء، خرج اثنان من أخوالي من البيت لإحضار الطعام. وبينما هما في طريق عودتهما إلى البيت، بدأ القصف. ولحسن الحظ أن جروحهما كانت طفيفة. انتقلنا من منزلنا إلى بيت خالي قرب سوق فلسطين في اليرموك أيضاً. لكن كنا نسمع أصوات الدبابات. ثم خرجنا من المخيم وذهبنا إلى فندق في دمشق. بعدها، جئنا إلى لبنان. في البداية، قدم خالي وزوجته إلى مدينة صيدا، وقد استأجر منزلاً. وبعد فترة، لحقنا به، ومكثنا معهما مدة سنتين. ثم جئنا إلى مخيم عين الحلوة لنسكن في منطقة البركسات في بيت استأجره لنا أبي". يضيف: "نعتمد في مصروفنا على الأونروا، وعلى ما يرسله لنا والدي من مال بعدما هاجر إلى ألمانيا في عام 2015، ونحن في انتظار لمّ الشمل. في ألمانيا أمان".


وعن المدرسة، يقول قصي إنه في الصف السادس أساسي، لكنه لا يحب المدرسة كثيراً. وعلى الرغم من أن علاماته مقبولة، لا يرغب في متابعة تعليمه. في أوقات بعد الظهر، "أحضر إلى جمعية ناشط لقراءة القصص. وفي أحيان أخرى، أجلس في الشارع مع الحرس التابع لحركة فتح، نتحدث في أمور المخيم. أجلس معهم لأن أصدقائي الذين هم في مثل سني لا يرغبون بمصادقتي ومرافقتي".

وعن العودة إلى سورية، يقول: "أتمنى أن تنتهي الحرب حتى أعود إلى بيتي وأرى أقاربي ونجتمع مجدداً. كما أرغب في رؤية أصدقائي مرة أخرى، الذين أبعدتني عنهم الحرب ولم أعد أعرف شيئاً عنهم".
المساهمون