ويأتي هذا القصف بعد توفر معلومات استخباراتية لوحدات الحرس والجيش الوطنيين بوجود عناصر مسلحة في المنطقة.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الوطني، المقدم بلحسن الوسلاتي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذا القصف يندرج في إطار العمليات العسكرية التي تقوم بها وزارة الدفاع تعقبا لعناصر إرهابية".
وأضاف أنّ العملية انطلقت من جبل بيرينو بالقصرين، وهي لا تزال متواصلة.
وقال الخبير الأمني، والعميد السابق في الحرس الوطني، علي زرمدين، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المنطقة العسكرية تمتد جغرافيا إلى الشعانبي، الذي يضم بدوره عدة أجزاء، كبيرينو، وسمامة، والمغيلة، وصولا إلى سيدي بوزيد وسط الجمهورية التونسية".
وأوضح أن هذه المناطق تسمى الظهيرة التونسية، وهي نقاط التقاء الجماعات المسلحة، التي استغلت من الجبال والمناطق الغابية فضاء لها، بحكم خصوصياتها الجغرافية وغاباتها الكثيفة، لتتولى التخطيط وتنفيذ هجماتها، مشيرا إلى أن هذه الفضاءات هي الملجأ الأول للإرهابيين.
وأكد زرمدين، أن صعوبة التضاريس وامتداد الجبال إلى خمير والكاف بالشمال الغربي، وحتى إلى مناطق جبلية في الجزائر كجبل العاتر والوادي والجهات المقابلة وجبال القبايل يتيح لهذه العناصر الالتقاء والتواصل.
في السياق ذاته، تواصل الوحدات الأمنية، تعقب المسلحين، وقد تمكنت من القبض على امرأة بتاجروين للاشتباه في تموين ودعم المسلحين في جبال الكاف.
وضُبطت المرأة حوالي الساعة الخامسة صباحا صحبة شخص على متن شاحنة خفيفة في جهة الدهماني. وبعد تفتيش السيارة، تمّ العثور على أوعية ماء بلاستيكية ومجموعة من الملابس القديمة وكمية من مادة الفحم وكيسين يحتويان على كمية من الخبز.
وجاء في بيان لوزارة الداخلية، أمس، أنه "بتعميق التحريات حول المعنيين، تبيّن أن المرأة من مواليد 1992 وهي زوجة عنصر إرهابي متواجد في جبال الكاف، وقد تمّت إحالتها إلى القضاء سنة 2014 للاشتباه في الانضمام إلى تنظيم إرهابي وبقيت في حالة سراح".