قصة قصيرة: أصابع "الحُزن الخَفيّ"

01 نوفمبر 2015

إحدى جلسات مجلس الشعب المصري

+ الخط -

تضحك؟ من حقك أن تضحك. أنت لم تجرب أبداً مهانة ذلك الإحساس، وكل الذين لم يجرّبوا مهانته يجدونه مضحكاً، مع أنهم لو جرّبوا تلك المهانة لما ضحكوا، حتى وإنْ حدث ذلك لأشد خصومهم لدداً.

أنت تعرف ماذا يطلقون على ذلك الفعل المهين في التعبير الشعبي الدارج، هه؟، نعم، بالله عليك ألا تجد في اختيار اسم كهذا أمراً لا يليق بما يحمله الفعل من مهانة، ألا تجد أن تلك التسمية تحمل عبثاً، يليق بالروح الشعبية الجارحة الراغبة في التشفي ممن يؤذيها، هل يمكن أن أطلق اسماً عابثاً مثيراً للسخرية على فعل القتل أو جريمة الإغتصاب؟ فلماذا إذن اختار شعبنا لذلك الفعل الجارح المؤلم اسماً عابثاً كهذا؟ ألا يُعتبرُ فعلٌ كهذا قتلاَ لروح المفعول به وإهدارا لكرامته؟ هل تجدني مبالغا فيما أقوله؟ جرب، إذن، أن تجد إصبع شخص آخر في مؤخرتك، عندها فقط ستتفق معي في كل ما أقوله، وستطالب باتخاذ إجراءات فورية لتغيير الاسم الشعبي لذلك الفعل الدنيء، فضلا عن التضامن مع كل من طالب بالأمس تحت قبة البرلمان، باتخاذ إجراءات عاجلة لوضع مادة خاصة في قانون العقوبات، تجرّم كل من يرتكب فعلاً دنيئاً، كهذا الذي ما زلنا نبحث له عن اسم يختصره، من دون أن نلجأ إلى اسمه الشعبي البذيء.

تضحك مجددا؟ من حقك أن تضحك. لكن، صدّقني، ليس من حقك أن تلوم أعضاء البرلمان، لأنهم يركّزون على قضية كهذه تراها هامشية، وتعتبرها امتداداً لتركيزهم على قضايا تافهة، لا علاقة لها بهموم الناس وأحلامهم، لو وضعت نفسك مكان أي منهم، وعرفت ما حدث لهم في ذلك اليوم الحزين، لما ضحكت على الإطلاق.

شوف يا سيدي، أنت الآن عضو برلمان نجحت في انتخابات حرة ونزيهة، ما زال كارنيه المجلس طازجاً في جيبك، تدخل إلى قاعة المجلس الكبرى، في يومك النيابي الأول، يملؤك الفخر والحماس، لأنك حصلت على ثقة أبناء دائرتك الذين ينتظرون منك الكثير، تتجه نحو مقعدك، منتظراً بدء جلسة الإجراءات، لكي تقف وتقرأ اليمين الدستوري الذي تدشن به مهام عملك، فور جلوسك على مقعدك تجد نفسك وقد انتفضت من عليه، لأنك شعرت بإصبع يندس عنوة في مؤخرتك.

مستمر أنت في الضحك؟ ليس في الأمر ما يضحك على الإطلاق، لك أن تعلم أن قاعة المجلس كادت تتحول إلى أرض معركة دامية في ذلك اليوم الذي لم تطلع له شمس، كان من حسن الحظ أن كاميرات التلفزيون لم تكن قد بدأت بثها وقائع الجلسة التاريخية على الهواء، وإلا لكان الملايين قد رأوا تلك الصفعة التي انهال بها أول النواب الجالسين على خد جاره الذي كان يتخذ لتوه وضع الجلوس، نظر الكل ذاهلين إلى ما حدث، وتوقعوا معركة حامية الوطيس، فقد كان النائب الصافع ينتمي إلى أكبر الأحزاب الإسلامية تأثيراً وانتشاراً، بينما كان النائب المصفوع ينتمي إلى أعرق الأحزاب الليبرالية في البلاد، وكان قادة الحزبين، بالمصادفة، قد خاضا معارك إعلامية حامية الوطيس، قبل أيام من افتتاح البرلمان لأعماله.

صوت الصفعة الذي دوّى في القاعة أعقبته جملة صارخة، هتف بها الصافع "إنت إتجننت.. إيه اللي إنت بتعمله ده"، ليتهاوى بعدها النائب المصفوع على مقعده مذهولاً، قبل أن ينتفض قافزاً من مقعده كأن عقربة لدغته، لينهال بدوره على الصافع بصفعة أقسى أعقبها بجملة صارخة "تصدق إنك إنسان حقير". لم يفهم أحد من الذين تابعوا المشهد شيئاً مما حدث، فجأة انشغل المجاورون للاثنين بمحاولة إبعاد يدي كل منهما عن رقبة الآخر، قبل أن تدوّي أصوات متناثرة من أطراف القاعة صارخة "الله.. في إيه.. إيه ده.. عيب كده.. إيه اللي بيحصل ده"، وتندلع اشتباكات ثنائية في جنبات القاعة، لم تكن أطرافها هذه المرة متنافرة سياسياً، فبعض المشتبكين بدنياً كانوا من أبناء حزب سياسي واحد، بل إن بعضهم كانت تربطه بالآخر المشتبك معه صداقات عمر قديمة لم تنجح حتى المعتقلات في زعزعتها. ومع ذلك، سقطت الآن بشكل غامض لم يفهمه كل الذين كانوا يراقبون الموقف من شرفة الصحافة، والذين بدا لأقدمهم أنه يشهد عجباً عجاباً لم يسمع بحدوثه من قبل في كل برلمانات العالم.

كان أكبر الأعضاء سناً الذي تم اختياره لرئاسة جلسة الإجراءات قد وصل، بعد عناء، إلى منصة المجلس، مستعدا للجلوس على كرسي الرئيس، ليعلن من عليه بدء جلسة الإجراءات. وعندها، فاجأه ذلك المنظر الغريب لقاعة المجلس، وهي تتحول إلى ساحة شعبية مليئة بالمشتبكين. أمسك الرجل بالمطرقة الخشبية الموضوعة أمام كرسي رئيس المجلس، وأخذ يضرب بها بكل ما أوتي من قوة، وهو يصرخ في الميكروفون بصوته الجهوري "بس يا عضو منك ليه.. ما يصحش يا إخوانا والله.. ما تفعلونه لا يصح على الإطلاق.. لم أر شيئاً معيباً مثل هذا في حياتي البرلمانية التي دامت أربعين عاماً.. أقسم بالله الذي لا إله غيره أنني سأحيلكم جميعاً إلى لجنة القيم، حتى لو لم يكن ذلك من صلاحياتي.. اتقوا الله في أنفسكم، وفي شعبكم الذي اختاركم لتمثيله، ولتلبية طموحاته وأحلامه"، لكن كل ما ارتجله من جمل غاضبة لم يفلح أبداً في تهدئة ثائرة النواب الذين كان كل منهم منشغلا بالإمساك بخناق الجالس إلى جواره. نظر أكبر الأعضاء سناً بنفاد صبر إلى أصغر الأعضاء سناً، الجالس إلى شماله، فوجده يدور حول نفسه، وهو يتلفت يميناً وشمالاً بذعر. نظر إلى ممثلة المرأة التي تجلس إلى يمينه، والتي تم اختيارها لتكون وكيلة له في هذه الجلسة، ففوجئ بها وقد سقطت على الأرض مغشياً عليها، ثم فوجئ بأصغر الأعضاء سناً، وهو يقترب منه، وقد كاد الدم ينفجر من وجهه، وهو يقول له بذعر "الكراسي دي فيها حاجة غريبة حضرتك".

لم يفهم أكبر الأعضاء سناً كل ما حاول زميله الصغير أن يشرحه له، ما اضطر زميله لكي يدفعه بحدة نحو كرسي الرئيس الوثير، لعله يفهم مقصده، من دون أن يضطر لمزيد من الشرح المحرج، لكنه لم يحسب حساب رد الفعل الغريزي الذي اتخذه الرجل "الكبارة"، والذي دفع العضو الشاب ثمنه، عندما وجد نفسه ملتصقاً بجدار القاعة، بعد أن دفعه الكهل العجوز بقوةٍ بدت غريبة عليه، وهو ينتفض مبتعداً عن الكرسي، قبل أن يستدير لينظر إليه ذاهلاً، ثم يقرب رأسه منه، ويمد يده ليتحسس باطنه الجلدي بتردد، متفكّراً فيما شعر به منذ قليل، قبل أن يتجه إلى الميكروفون، لكي يصرخ فيه بحرقة "يا إخواني إنها مؤامرة، ليفلت كل منكم خناق أخيه، فإنها مؤامرة، والله الذي لا إله غيره إنها لمؤامرة.. لقد أدركت، الآن، لماذا تمسكون بخناق بعضكم.. جلست مثلكم على كرسي رئيس المجلس، وشعرت بما شعرتم جميعا به.. أقسم بالله إنكم إذا لم تتوقفوا عن الخناق، فإنني سأطلب من كاميرات التلفزيون أن تبدأ بث الجلسة على الهواء، لكي تشاهد البلاد بأكملها ما تفعلونه ببعضكم".

وقع تهديد الرجل الحكيم على الجميع وقع الصاعقة، فتوقفوا عن الخناق، ناظرين إلى الكاميرات بحذر، ليجدوا مصوريها فاغري الأفواه، يحاولون استيعاب ما يرونه حولهم من جنون. من جديد، عاد صوت الرجل الحكيم، لكي يجلجل في القاعة التي عمّها الهدوء أخيراً "نعم، يا إخوتي، صدقوني، لقد شعرت مثلكم بإصبع ما ييندس بداخلي، ويعبث بي.. وأنا، كما ترون، لا يجلس إلى جواري أحد.. أليس هذا ما جعلكم تشتبكون مع بعضكم البعض.. هه.. أليس كذلك.. لا تخجلوا، فنحن لسنا على الهواء.. ولا بد أن نصارح أنفسنا لكي نجد حلاً، قبل أن تبدأ إذاعة الجلسة على الهواء.. لن يكون هناك مجال لتأخير البث منعاً للقيل والقال.. أنتم تعلمون أن البلاد لا تحتمل مزيداً من الشائعات.. لذلك، تكلموا بالله عليكم.. هل وجدتم إصبعاً يعبث بكم كما عبث بي؟".

بدأ بعض النواب يهزّون رؤوسهم، وهم يتلفتون حولهم خجلاً، بينما بدأ نواب آخرون يقسمون أنهم مظلومون، لأن جيرانهم أمسكوا بخناقهم، من دون أن يكون لهم يد فيما حدث لهم. سادت القاعة حالة من المصارحة والمكاشفة، تحولت إلى هرج ومرج، لكن ذلك سرعان ما توقف، عندما حاول عضو مجهد الجلوس على مقعده، لأنه شعر بالتعب، قبل أن ينتفض من مقعده صارخاً "تاني.. لا مش معقول كده"، أخذ يمسك بمؤخرته متألماً هذه المرة، وهو يدور حول نفسه ويصرخ غاضباً، ما شد انتباه الجميع أن أحداً لم يكن يجلس، وقتها، إلى جوار النائب المنتفض. وهو ما جعل أكبر الأعضاء سناً، يعود إلى الجلجلة في القاعة "ألم أقل لكم.. هي ورب الكعبة مؤامرة.. هناك من يسعى لإفشال هذا المجلس التاريخي.. إنني أتهم رموز النظام الساقط بتدبير هذه المؤامرة الرخيصة التي نحمد الله أننا لم نتعرّض لها ونحن على الهواء، وإلا لكنا قد تحولنا إلى مسخرة للبلاد بأسرها".

سادت لحظات صمت في القاعة لم تستمر طويلا، ليعلو اللغط من جديد في القاعة، بعد أن بدأ الجميع يحاولون فهم ما حدث لهم منذ قليل، أخذ هذا يقسم أنه متأكد من أن هذه الجريمة النكراء يقف وراءها رجال النظام السابق الذين ما زالوا يتولون مناصب قيادية في إدارة البرلمان مذكراً بأنه طلب طردهم من مناصبهم، قبل بدء البرلمان أعماله، وأخذ ذلك يتهم واحداً من أشهر رجال الأعمال العلمانيين في البلاد بأنه يقف وراء ما حدث، لأن شركة المقاولات التابعة له هي التي قامت بتأثيث القاعة وتجديدها، قبل افتتاحها، وهي التي لا شك زرعت بطريقة تكنولوجية غير معلومة أصابع خفية، تعبث بمؤخرات النواب فور جلوسهم. قاطعه نائب آخر، مذكّرا أن النواب الذين ينتمون إلى الحزب الذي يرعاه رجل الأعمال العلماني تعرضت مؤخراتهم أيضا للعبث بها، فيما قال نائب آخر للجميع أن يتذكّروا أن في الخارج مظاهرات يشترك فيها شباب من كل الأحزاب التي لم تنجح في الانتخابات، يرفعون لافتات تطالب النواب بأن يمسحوا كراسيهم قبل الجلوس عليها، لأن عليها دماء الشهداء، زاعما أن تلك اللافتات تشكل تهديداً صريحاً، لا يمكن فصله عما حدث منذ قليل، بل ووصل الأمر إلى أن يصرخ نائب كث اللحية في الجميع، مطالبا إياهم بتقوى الله، ومذكّراً أن ما حدث وراءه عدم الاستجابة لطلبات حزبه بضرورة تشغيل أجزاء من القرآن الكريم، قبل دخول القاعة، لكي تطرد منها مردة الجن الذين يمكن أن يكون رجال النظام الساقط قد قاموا بتسخيرهم لإفساد عمل النواب الإسلاميين، بينما كان أكثر من نائب في مواضع متفرقة من القاعة يحاول، بين الحين والآخر، تجريب الجلوس على مقعده تاركا مؤخرته تهبط بحذر على الكرسي، بعد أن مسح الكرسي مراراً وتكراراً، ليجد كل منهم نفسه، وقد قفز من جديد في سماء القاعة، وهو يسب ويلعن.

فجأة، رأى النواب أمين عام المجلس، وهو يدخل إلى القاعة ممسكاً بالمسؤول عن صيانة القاعة من قفاه، وهو يجرجره إلى حيث يواجه النواب جميعاً، وهو يصرخ "أقسم بالله العظيم أنني بريء من كل ما حدث، ده المسؤول عن الصيانة حاسبوه، إنما أنا لا علاقة لي بالنظام السابق، ولا برجاله، ويشهد الله على ذلك". دفعه المسؤول عن الصيانة بعيداً، قبل أن يصرخ بدوره "وهو أنا يعني اللي تبع النظام السابق، يا حضرات النواب، أقسم بالله العلي العظيم إن مافيش إيد إتمدت على الكراسي دي من حوالي شهر.. وما حدش دخل القاعة دي إمبارح إلا رجالة أمن الدولة عشان يفتشوها.. ولو في حد عايزين تتهموه إتهموهم هم بقى.. ماتجوش علينا إحنا الغلابة".

تعقد الموقف، عندما دخل إلى القاعة اللواء المسؤول عن تأمين البرلمان مهرولاً نحو أكبر الأعضاء سناً، وناوله هاتفه المحمول، ليتحدث فيه باحترام شديد، ثم يعيده من جديد للواء، قبل أن يقول للأعضاء في الميكروفون، بنبرات متوترة مرتبكة، "يا جماعة عندنا مشكلة كبيرة.. تلقيت من قيادة البلاد أمراً بضرورة البدء في نقل الجلسة على الهواء مباشرة، لأن العالم بأسره ينظر إلينا الآن.. ولا مجال لتأخير البث، لأنه سيفتح تكهنات كثيرة بلادنا في غنى عنها.. لذلك، أريد أن أسألكم هل يمكن أن تتحملوا الجلوس على مقعدكم خلال ساعات بث الجلسة على الهواء". دوّت أصوات النواب ساخطة لاعنة شاتمة في القاعة، قبل أن يعود أكبر الأعضاء سناً للضرب بمطرقته، وهو يصرخ في الميكروفون، "كان مجرد سؤال يا سادة. أنا أعلم أن الموضوع صعب. أنا أعلم ذلك جيداً، فقد مرضت بالبروستاتا والبواسير معاً، وأعلم كم هو مؤلم الاقتراب من منطقة كهذه، وأعلم أن هذا الأمر لن يمر مرور الكرام، وأنه لا بد من إجراء تحقيقات حاسمة فيه، تكشف لنا من هو المجرم الذي قرّر أن يعبث بنا، لكنني كنت لا بد أن أسألكم سؤالي هذا قبل أن أقترح الاقتراح الذي يمكن أن يحل الأزمة مؤقتاً، حتى تعبر هذه الجلسة، وأتمنى إذا أعجبكم أن نعتمده، لكي نبدأ وقائع الجلسة التاريخية فوراً على الهواء مباشرة".

... بعد لحظات، كانت البلاد بأكملها تشاهد بدء وقائع جلسة الإجراءات التي تفتتح أعمال البرلمان الذي يبدأ مرحلة جديدة في تاريخ البلاد. لم يستغرب أحد أن جميع النواب ظلوا واقفين طوال ساعات الجلسة الممتدة، فقد رأى الملايين، قبل قليل، أكبر الأعضاء سنا وهو يفتتح الجلسة بكلمة تاريخية حماسية، أقسم فيها باسم النواب جميعا أنهم لن يجلسوا على كراسيهم أبداً، طوال الجلسة الافتتاحية، احتراماً وتقديراً لأرواح الشهداء التي جاءت بالنواب إلى البرلمان. بكى الشعب كله وهو يستمع إلى تلك الكلمة التي ألهبت عواطفه، ورأى نوابه يصفقون لها بتأثر بالغ، لكن أحداً من الشعب لم يفهم لماذا ظهر بعد قليل نوابه المحترمون، وهم يفغرون أفواههم ذهولاً، في أثناء نظرهم إلى أعلى القاعة، حيث تتمركز شاشة إلكترونية كبيرة، لم تقترب منها كاميرات التلفزيون أبداً ليقرأ الناس ما كان نوابهم ينظرون إليه.

وحدهم الذين كانوا موجودين في القاعة، من صحفيين وموظفين ومصورين، عرفوا سر ذلك الذهول الذي اكتسى ملامح النواب، فقد قرأوا هم أيضا تلك الرسالة التي تمت كتابتها على الشاشة الكبيرة، قبل أن تختفي سريعا بشكل ظل، حتى اليوم، لغزاً لم تكتشف سره كل أجهزة التحقيق التي ما زالت تعمل جاهدة لكشف المتسبب في مهزلة العبث بمؤخرات النواب، وهي المهزلة التي بلغت ذروتها بتلك الرسالة التي قرأها النواب على شاشة المجلس الداخلية: "إذا لم تقتصوا لنا من الذين قتلونا، فلن تهنأوا أبدا بالجلوس على كراسيكم. الإمضاء الشهداء".

هه. هل ما زلت تريد أن تضحك؟ 

ـ إحدى قصص مجموعتي القصصية (الشيخ العيل) نُشرت مطلع سنة 2012

 

605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.