قصة طفل يمني... بائع حلوى صباحاً وتلميذ مساءً

عدن

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
05 أكتوبر 2019
01A39879-A816-4E7F-B25D-0240AC23A1D8
+ الخط -
في أحد أزقة عدن اليمنية، يبدأ الطفل أحمد الأسدي كل صباح بإعداد حلوى "الفول العدني" الشعبية المعروفة بـ"الملبس" لبيعها في شوارع المدينة، ويتمكن عبر ما يجنيه من إعالة أسرته، وتأمين احتياجاته الدراسية في ظل أسوأ أزمة إنسانية تشهدها البلاد.

كاميرا "العربي الجديد" زارت الطفل أحمد الأسدي في منزله وتعرفت عن قرب على تفاصيل حياته، ورحلة جهاده اليومي من الشارع إلى المدرسة.

يقول الأسدي لـ "العربي الجديد"، إنه " تعلّم إعداد وصناعة هذه الحلوى الشعبية على يد والدته، وكانت في بداية الأمر تعدّها له ويتكلف هو ببيعها، ثم قرر بعد ذلك أن يعدها بنفسه ومن تم اتخذها سبيلا لتأمين مصروفه".

ويوضح أنه يعمل في الصباح ليتمكن من الدراسة في المساء بمدرسة 14 أكتوبر القريبة من منزله"، مضيفا أن صناعته لهذه الحلوى الشعبية ومن ثم بيعها هي وسيلته الأساسية في إعالة أسرته، وتأمين احتياجاته الدراسية في ظل أسوأ أزمة إنسانية تشهدها البلاد، بحسب تقرير سابق للأمم المتحدة، إذ يعيش البلد في حالة حرب منذ مارس/آذار 2015.

ويؤكد الأسدي أن الظروف التي يعيشها قاسية، لكن لا غنى له عن العمل كي يتمكن من مواصلة دراسته وحياته. ويوضح بأنه يشعر بالواجب تجاه نفسه، حيث يقوم بإعالة ذاته ليخفف على أسرته همّ إعالته.

ويقول الأسدي، إنه يقوم بترويج منتجاته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن شقيقته تقوم بمساعدته في ذلك من خلال قيامها بترويج الحلوى في وسائل التواصل، وقد توافد إليه الزبائن عبرها من عدة مديريات في عدن.

نجح الأسدي في الترويج للحلوى الشعبية التي يقوم بإعدادها، والتي تسمى "الفوفل الملبس"، وتعد هذه الحلوى من أبرز أنواع الحلويات العدنية، إذ تنتج يدويا في المنازل من خلال دق الفوفل إلى قطع صغيرة وإضافة السكر وجوز الهند (النارجيل).

الاستعداد للعمل مع كل صباح يتطلب تحضير أربعة أكواب من السكر ووضعها على النار يوضح الأسدي.

يواصل حديثه لـ "العربي الجديد" بالقول إن المرحلة التي تلي هذه العملية، هي تحريك السكر على نار هادئة، وعند فوارنه تتم إضافة "الفوفل" عليه مع تحريكه في آنية الطبخ. بعد ذلك يتم إضافة "النارجيل" بعد وضعه في صحن، ثم يباشر في تقطيع الحلوى في صحون بلاستيكية صغيرة قبل توصيلها إلى الزبائن.


ورغم قساوة الظروف المحيطة به، فإنّ هذا الصبي مصرّ على الابتسامة في وجه المحن، وتحدي كل الصعاب التي قد تعترض سبيله وهو يرسم في الأفق حلم غد جميل.

ذات صلة

الصورة
دمار بمدرسة تابعة للأونروا بدير البلح، 6 يوليو 2024 (الأناضول)

مجتمع

تواصل إسرائيل للعام الثاني حرمان الطلاب الفلسطينيين من حق التعليم في غزة، ما يضعهم أمام مستقبل غامض ومجهول، وسط تفاقم المعاناة وانهيار النظام التعليمي..
الصورة
تلميذات تدرسن فوق الركام بمدينة خانيونس (هاني الشاعر/الأناضول)

مجتمع

تواجه المبادرات التعليمية الكثير من التحديات وسط الحرب في غزة نظراً إلى غياب الدعم الرسمي والتمويل الذي أوقف العديد منها.
الصورة
أطفال فلسطينيون يدرسون في خيمة بدير البلح، في 9 يونيو 2024(الأناضول)

مجتمع

قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الجمعة، إن أكثر من 625 ألف طفل فلسطيني حرموا من الدراسة لأكثر من ثمانية أشهر جراء الحرب..
الصورة
طلاب مدرسة الفاخورة يطالبون بالعودة إلى مقاعد الدراسة (العربي الجديد)

مجتمع

تجمّع عشرات من تلاميذ مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بمخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، وسط ساحتها، الثلاثاء..