وبحكم خبرته الممتدة منذ 17 عاماً كمصور صحافي في قطاع غزة، كان سالم يعرف أن أحداث يوم الجمعة ستكون أكثر سخونة عن غيره من الأيام، في مخيمات الاحتجاج، التي أقيمت على طول الحدود، الأسبوع الماضي.
إذ منذ 30 مارس/آذار، أخذ آلاف المتظاهرين الفلسطينيين في دحرجة إطارات السيارات المشتعلة وإلقاء الحجارة، أحياناً باستخدام المقاليع، أثناء اشتباكات يومية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي على الجانب الآخر من السياج الحدودي.
Twitter Post
|
وهذه مهمة صحافية قد تكون قاتلة. فمنذ بدء الاحتجاجات قُتل عشرات الصحافيين بالرصاص وأصيب صحافيون.
لذا ذهب سالم إلى المكان مبكراً، قبل أن يصل المحتجون، مرتدياً خوذته وسترته الواقية من الرصاص التي تبرز هويته الصحافية بوضوح، كما حمل قناعاً واقياً من الغاز.
وبين الساعة الثانية والثالثة بعد الظهر، اشتدت الاحتجاجات، وفجأة انقشع الدخان وحانت اللحظة.
ويسترجع سالم ما حدث قائلاً "كنت على بعد 300 متر من السياج. وكان هؤلاء الشبان ينادون على شبان آخرين ويحثونهم على التقدم من أجل عبور السياج الحدودي".
ويقول سالم "كان المكان كله مغطى بالدخان الكثيف المتصاعد من إطارات محترقة كثيرة. اقتربوا من بعضهم البعض في حماس. وفي الخلفية، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاز الكثيف المسيل للدموع، وحاولت إطفاء الإطارات المحترقة".
ويضيف "في اللحظة التي رأيت فيها المشهد، علمت أنها صورة جيدة وقوية". ويتابع "شعرت أن الصورة مليئة بالغضب والحماس".
وبمجرد أن التقط سالم صورته، اختفى الشبان وسط الدخان الأسود الكثيف باتجاه الحدود والقناصة الإسرائيليين.
وبعد أن حسب سالم حساباته، وجد أن من الخطر للغاية الذهاب معهم، كما أن الدخان الأسود الذي أضفى على الصورة بعداً درامياً عاد ليحجب الرؤية، مما يجعل التقاط الصور مهمة مستحيلة. وجعل الدخان أيضا سالم لا يعرف ماذا يحدث من حوله، لذا حان وقت مغادرة المكان إلى مكتب "رويترز" في غزة لنشر الصورة.
الصورة لفتت أنظار الإعلام الأجنبي ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وشبهها كثيرون بلوحة الفنان الفرنسي، يوجين ديلاكروا، وعنوانها "الحرية تقود الشعب"، وتجسد الثورة الفرنسية.
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|
(رويترز، العربي الجديد)