كوابيسي؟ يبدو الأمر كما لو أننا حصلنا على فرصة جديدة لنسأل أنفسنا عما يجب أن نصبح. كوابيسي؟ إنها مغامرات مع اللاوعي: مغامرات أتمنى حين أصحو منها لو أصير في حالة ذوبان أو تبخر.
ذلك أني من النوع الذي يعتمد دائمًا على نفسه، في كوابيسه.
قد يكون الوقت قد حان للقيام بأشياء أخرى في السرير، لكنني جد كسول.
جد كسول، كوني أكتب هذه اليوميات نهاراً، فأتعب.
أكتبها، لأن المنفي، تلك القشّة المعلّقة بين هاويتين، وما يكابده من الحيرة والقلق، التوتر والحنين، هو شأن يهمني عاطفيًا وحرفيًا.
أكتب لأني استخلصت، بعد ثماني سنوات، أن أي نوع من أنواع الهجرة، سواء أكان لجوءاً أم نزوحاً أم اغتراباً، يصيب القلب والجسد، مدى العمر، بعطب مزمن.
أكتب لأن المنفيين الوحيدين الذين لا يعضّون أصابعهم وألسنتهم، هم بالضبط أولئك الذين ينكرون "عضّة" الواقع.
لو كنت سعيداً بمنافيّ، ما اقتربت من الكتابة أبدًا.
فالكتابة بالمجمل هي حاجة إلى تعويض من نوع ما، ولذا لا يقربها إلا ناقص.
وقد يكون ناقص عقل فلا يعرف أن تحويل الحياة إلى كلمات هو أمر جد خطير، كفيل بتنغيص حياة أقوى كائن بشري.
* شاعر فلسطيني مقيم في برشلونة