الدراز حيث يتحدر عيسى قاسم... معقل للمعارضة ووجع رأس السلطة في البحرين

23 مايو 2017
القرية تشهد اضطرابات منذ 2011 (محمد الشيخ/ فرانس برس)
+ الخط -
عادت قرية الدراز في البحرين، والتي يتحدر منها المرجع الديني الشيعي المعارض عيسى قاسم، إلى الواجهة الإعلامية، مع الحملة الأمنية الواسعة التي بدأتها السلطات، أمس الإثنين، لكن ما هذه القرية وما سبب الحملة عليها في هذا التوقيت؟

تقع قرية الدراز في شمال غربي مملكة البحرين، وتبعد عن العاصمة المنامة قرابة 15 كيلومتراً. تعرف بأنها واحدة من أبرز المناطق التي تشهد احتجاجات بشكل متقطع، منذ حراك 14 فبراير/شباط 2011، ما شكّل مصدر أرق للسلطات؛ خصوصاً أنّ هذه الاحتجاجات تخللتها أعمال عنف جوبهت من الأمن بالقوة، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى على مدار الأعوام الماضية.

تحيط بالدراز قرية باربار من الشرق، وبني جمرة من الجنوب، والبدّيع من الغرب، ويبلغ عدد سكانها قرابة 18 ألف نسمة. وتحوي القرية على آثار من حضارة دلمون العريقة، تعود إلى أكثر من ألفي سنة قبل الميلاد. واشتهرت بعمل سكانها في الغوص والزراعة، قبل اكتشاف النفط في الخليج العربي.
تضمّ الدراز أيضاً عدداً كبيراً من المساجد والمآتم، والجمعيات الخيرية التي تعمل على خدمة سكان القرية. لعلّ أبرز وجوهها الشيخ عيسى قاسم؛ أحد أكثر الشخصيات شعبية لدى المعارضة البحرينية.
ومنذ اعتقال قاسم في يونيو/ حزيران الماضي، بعد إسقاط الجنسية عنه، بعد اتهامه من قبل الحكومة بالطائفية، والتورط في غسيل أموال، تصاعدت حدّة الاحتجاجات، وباتت تنظم مسيرات شبه ليلية في القرية، فيما أقيمت اعتصامات أمام بيته.

ما شكّل للسلطات الأمنية وجع رأس إضافي، خصوصاً أنّ هذه التحرّكات لقيت تحشيداً من قبل المعارضة المقيمة في الخارج، والتي تتهمها الحكومة بالتحرّك وفق إملاءات خارجية، خصوصاً من قبل إيران؛ ما دفع السلطات إلى شنّ حملة أمنية لفض الاعتصامات وتفريق المحتجين ووضع أسوار حول بيت قاسم، في خطوة لوضعه تحت الإقامة الجبرية بعد صدور حكم بسجنة لمدة عام مع وقف التنفيذ لمدة ثلاث سنوات.

وقد أسفرت العملية الأمنية عن سقوط قتيل وعشرات الجرحى، بينهم عناصر أمن، فيما قالت السلطات إنها اعتقلت 50 مطلوباً أمنياً في منزل عيسى قاسم.

وجاء في بيان لوزارة الداخلية، صدر صباح اليوم، إن قوات الشرطة ألقت القبض "على 50 شخصاً من المطلوبين أمنياً والفارين من سجن جو والمحكومين بقضايا إرهابية، من بينهم عدد من الأشخاص لجؤوا إلى منزل المدعو عيسى قاسم والكائن في المنطقة". وهي ليست المرّة الأولى التي تقول السلطات البحرينية إنها اعتقلت من تصفهم بـ"الإرهابيين" في الدراز، إذ أعلنت أكثر من مرة عن اعتقال خلايا إرهابية في القرية مرتبطة بإيران؛ غير أنّ المعارضة تنفي ذلك، وتعتبر أنّ السلطات تواجه تحرّكاتها ومطالبها بالقمع.