على امتداد 53 سنة من عمر مهرجان قرطاج الدولي (المهرجان الفني الأول في تونس)، لم تشهد دورة من دوراته جدلاً سياسياً مثل الذي شهدته دورته الأخيرة. فقد كان الجدل فيما مضى يتعلق بالمسائل الفنية، لكن هذه السنة أخذ طابعاً سياسياً بعد برمجة عرض للكوميدي الفرنسي من أصول يهودية ــ تونسية ميشال بوجناح ليلة 19 تموز/ يوليو الحالي. فهذا العرض أثار جدلاً كبيراً حول استضافة فنان معروف بمواقفه الموالية للحركة الصهيونية وافتخاره بذلك، مما جعل البعض من التونسيين ينظمون وقفة احتجاجية أمام قاعة العرض، شهدت مشادات كلامية ومناوشات مع قوى الأمن التونسي.
كما شهدت ليلة 25 تموز/يوليو وأثناء عرض "صنعت اليدين" للفنان التونسي مرتضى تدخلاً من قبل قوات الأمن التونسي لمنع مجموعة من الشبان يرتدون ثيابا تحمل شعار حملة "منيش مسامح" (لن أسامح) ضد قانون المصالحة مع رجال أعمال وموظفين فاسدين. هكذا تدخلت قوات الأمن لمنع الناشطين من الدخول إلى العرض وهو ما اعتبره الكثيرون اعتداء على الحريات الفردية، ومنها حرية اللباس حتى وإن كان هذا اللباس يحمل شعارا لحملة ضد قانون يرفضه الكثير من التونسيين.
السماح بعرض ميشال بوجناح الذي شاهده حوالي 600 متفرج، ثمّ منع بعض الشباب من مواكبة عرض آخر بسبب ملابسهم، اعتبره عدد كبير من التونسيين "وصمة عار فى تاريخ المهرجان". وقد غطى هذا الجدل إعلامياً على العروض الأخرى التي تميزت بنجاح جماهيري كبير مثل عرض الفنان اللبناني راغب علامة، وفنان الراب الفرنسي "بلاك أم"، وعرض الفنانة السورية فايا يونان، وعروض فنية أخرى شهدت إقبالاً جماهيرياً مقبولاً، مثل عرض أوبريت "المدينة" لنافع العلاني وإخراج أمال علوان. وهو عرض فني ضخم يرتكز بالأساس على الغناء والموسيقى والرقص والتمثيل، مصحوب بمعزوفات ووصلات غنائية تبين تطور الأغنية التونسية الحضارية بداية من سنة 1900 مصاحبة بلوحات راقصة ترسم فترة تاريخية ما ومعبرة عن مضمون الأغنية. كما شهد مسرح قرطاج الأثري عروضاً أخرى مثل عرض
Postmodern Jukebox من الولايات المتحدة الأميركية.
هذه العروض الفنية عرف بعضها النجاح وبعضها الآخر أثار الكثير من الجدل الفني، لا السياسي مثل عرض الافتتاح "ستون سنة من الموسيقى التونسية"، وهو عرض للموسيقار الشاذلي القرفي ويشارك فيه كل من الفنانين عدنان الشواشي، سلاف، محمد الجبالي، أسماء بن أحمد، نورالدين الباجي، قاسم كافي، رشيد الماجري، رحاب الصغير ومنجي الصفاقسي والأوركسترا التونسية. هذا العرض رغم ما قيل عنه، ورغم رهان إدارة المهرجان عليه مثلما صرح بذلك مدير الدورة 53 لمهرجان قرطاج الدولي مختار الرصاع، إلا أنه لم يحظ بإعجاب الكثير من المشاهدين الذين اعتبروه عرضاً عادياً لم يرتق إلى مستوى افتتاح تظاهرة بحجم مهرجان قرطاج الدولي.
ملاحظات أزعجت كثيرا صاحب العرض شادي القرفي الذي اعتبر من انتقدوا العرض "لا يفهمون في الموسيقى جيداً"، مضيفاً أن "نقدهم مبني على استهداف لشخصه وليس تقييماً موضوعياً لعمله".
مهرجان قرطاج فى دورته 53 التي انطلقت يوم 13 تموز/ يوليو الحالي وتختتم يوم 19 آب/أغسطس المقبل ستتواصل عروضه بحفلات فنية ومسرحية أخرى، مثل حفل الفنانة شيرين عبد الوهاب وحفل الفنانة أميمة الخليل وحفل الفنانة نانسي عجرم. كما ستحضر فيه بعض العروض التونسية لفنانين شبان مثل عرض الفنان صبري مصباح، وعرض للفنانة آمال المثلوثي صاحبة أشهر أغنية أنشدت إبان الثورة التونسية "إحنا أحرار". كما ستكون هناك بعض العروض المسرحية مثل عرض المسرحي لطفي العبدلي "عبدلي شو" وعرض مسرحية "دراما" للفنان محمد كوكة.
اقــرأ أيضاً
السماح بعرض ميشال بوجناح الذي شاهده حوالي 600 متفرج، ثمّ منع بعض الشباب من مواكبة عرض آخر بسبب ملابسهم، اعتبره عدد كبير من التونسيين "وصمة عار فى تاريخ المهرجان". وقد غطى هذا الجدل إعلامياً على العروض الأخرى التي تميزت بنجاح جماهيري كبير مثل عرض الفنان اللبناني راغب علامة، وفنان الراب الفرنسي "بلاك أم"، وعرض الفنانة السورية فايا يونان، وعروض فنية أخرى شهدت إقبالاً جماهيرياً مقبولاً، مثل عرض أوبريت "المدينة" لنافع العلاني وإخراج أمال علوان. وهو عرض فني ضخم يرتكز بالأساس على الغناء والموسيقى والرقص والتمثيل، مصحوب بمعزوفات ووصلات غنائية تبين تطور الأغنية التونسية الحضارية بداية من سنة 1900 مصاحبة بلوحات راقصة ترسم فترة تاريخية ما ومعبرة عن مضمون الأغنية. كما شهد مسرح قرطاج الأثري عروضاً أخرى مثل عرض
Postmodern Jukebox من الولايات المتحدة الأميركية.
هذه العروض الفنية عرف بعضها النجاح وبعضها الآخر أثار الكثير من الجدل الفني، لا السياسي مثل عرض الافتتاح "ستون سنة من الموسيقى التونسية"، وهو عرض للموسيقار الشاذلي القرفي ويشارك فيه كل من الفنانين عدنان الشواشي، سلاف، محمد الجبالي، أسماء بن أحمد، نورالدين الباجي، قاسم كافي، رشيد الماجري، رحاب الصغير ومنجي الصفاقسي والأوركسترا التونسية. هذا العرض رغم ما قيل عنه، ورغم رهان إدارة المهرجان عليه مثلما صرح بذلك مدير الدورة 53 لمهرجان قرطاج الدولي مختار الرصاع، إلا أنه لم يحظ بإعجاب الكثير من المشاهدين الذين اعتبروه عرضاً عادياً لم يرتق إلى مستوى افتتاح تظاهرة بحجم مهرجان قرطاج الدولي.
ملاحظات أزعجت كثيرا صاحب العرض شادي القرفي الذي اعتبر من انتقدوا العرض "لا يفهمون في الموسيقى جيداً"، مضيفاً أن "نقدهم مبني على استهداف لشخصه وليس تقييماً موضوعياً لعمله".
مهرجان قرطاج فى دورته 53 التي انطلقت يوم 13 تموز/ يوليو الحالي وتختتم يوم 19 آب/أغسطس المقبل ستتواصل عروضه بحفلات فنية ومسرحية أخرى، مثل حفل الفنانة شيرين عبد الوهاب وحفل الفنانة أميمة الخليل وحفل الفنانة نانسي عجرم. كما ستحضر فيه بعض العروض التونسية لفنانين شبان مثل عرض الفنان صبري مصباح، وعرض للفنانة آمال المثلوثي صاحبة أشهر أغنية أنشدت إبان الثورة التونسية "إحنا أحرار". كما ستكون هناك بعض العروض المسرحية مثل عرض المسرحي لطفي العبدلي "عبدلي شو" وعرض مسرحية "دراما" للفنان محمد كوكة.