قراءات في وصال ابن الفارض

11 يوليو 2015
حسين إيراندوست / إيران
+ الخط -

لا زال شعر عمر بن الفارض (القرن الثاني عشر ميلادي) جذاباً للقراء والمستمعين. لغتُه المليئة بالنغمية وتعدّد الصور وتراكيبها العجيبة جعلت من شعره ساقية تتجدّد فيها المياه على مرّ القرون. ولعل الأمسية الشعرية التي تقام غداً، الأحد 12 تموز/ يوليو، في "بيت الست وسيلة" في القاهرة تحاول أن تبرز هذه الخصائص في شعره، كما تظهر أن فنه مستمر في الشعر الحديث.

الأمسية تحمل عنوان "نماذج من شعر عمر بن الفارض" لكنها لا تقتصر على تقديم أشعاره، بل تتضمّن أيضاً قراءات شعرية معاصرة تقاربت وتقاطعت مع عوالم الشاعر الصوفي.

يقرأ خلال الأمسية عدد من الشعراء المصريين، هم محمد الشهاوي وفولاذ عبد الله الأنور والحساني حسن عبد الله. في حين يلقي محمد إبراهيم أبو سنة شيئاً من أشعاره بعد أن يقدّم مداخلة يعرّف بها بتطوّر الفن الشعري لدى صاحب "التائية الكبرى". يقدّم الأمسية محمد منصور، ويرافق الإلقاءات الشعرية الموسيقيّ أشرف زيدان.

لا يخلو استحضار ابن الفارض اليوم من أبعاد. فثمة نزعة للعودة إلى الصوفية على مستويات عدة، خصوصاً في مصر، من الاحتفالات والشعائر وصولاً إلى التمثل الفني لغوياً وتشكيلياً وموسيقياً.

يبدو الشعر، واحداً من أكثر الفنون استيعاباً للموروث الصوفي، وابن الفارض بالذات هو واجهة الشعر الصوفي عموماً.

خاصية أخرى تجعل من شعر "سلطان العاشقين" بضاعة قابلة للترويج اليوم، وهو أنه يقدّم نموذجاً لقصيدة تتعالى على القلق اليومي وتتطلّع إلى حالة من الهدوء النفسي، حالة تبدو مطلباً للإنسان المعاصر خاصة في ظرف كالتي تمرّ بها البلاد العربية.

على مستوى المضامين، وضع ابن الفارض ما يشبه لعبة مفاهيمية، حيث أنه يقلب بين مفهومي الحقيقة والخيال. الحقيقة بالنسبة له هي الصورة الروحية بينما أن الخيال هو الظاهر المادي. ولعل عملية القلب هذه بين الحقيقة والخيال، في سياقها الحالي، هي التي تبرر استدعاء ابن الفارض وتصوّراته.

المساهمون