الواضح أنّ الهدف من المرسوم الملكي السعودي تمهيد الطريق لانتقال السلطة من الملك سلمان الثمانيني إلى ولي العهد الجديد الثلاثيني، أي انتقال السلطة في المملكة من جيل أبناء عبد العزيز إلى جيل أحفاده، وهي سابقة تاريخية في حكم آل سعود، وقد يكون لها تداعيات خطيرة على نظام الحكم الملكي وآليات انتقال السلطة.
كما يمكن أن تمتد تداعياتها لوحدة العائلة السعودية الحاكمة بسبب الصراع على النفوذ والسلطة، إذ من المتوقع أن تتعالى أصوات معترضة من داخل العائلة الحاكمة قد تشكك بشرعيّة تسلّم شاب ثلاثيني زمام الأمور في المملكة على حساب أولاد عبد العزيز الذين انحصرت الخلافة بينهم منذ وفاة الوالد المؤسس عام 1953.
واعتبرت محطة "فوكس نيوز" اليمينية أن الإسراع في التغييرات الداخلية السعودية يتفق مع أجندة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مشيرة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني إلى أن مستقبل الحكم في السعودية كان قد تقرر في شهر مارس/ آذار الماضي عندما استقبل ترامب في البيت الأبيض الأمير محمد بن سلمان، بصفته ولي ولي العهد السعودي، وعقد معه محادثات رسمية بغياب ولي العهد حينها محمد بن نايف.
ووُجّهت انتقادات للرئيس الأميركي بسبب ذلك، واعتبر مقالٌ نشره موقع "بوليتيكو" أن اجتماع ترامب مع ولي ولي العهد واستقباله بشكل رسمي في البيت الأبيض هو تدخل أميركي في الخلافات الداخلية السعودية وانحياز لصالح محمد بن سلمان على حساب محمد بن نايف، إضافة الى أنه خروج عن تقاليد السياسة الخارجية وخرق لبروتوكول الاستقبال في البيت الأبيض.
من جهتها، وصفت شبكة "سي ان ان" المراسيم الليلية السعودية بالدراماتيكية واستعرضت التأثيرات المنتظرة لتعيين محمد بن سلمان "قليل الخبرة" على أولويات السياسة الخارجية الأميركية. وقالت إن الأولويات الأميركية في الشرق الأوسط هي الاستقرار ووضوح الرؤية.
وأضافت أن تعيين محمد بن سلمان غير المجرب بدون شك هو انحراف عن تلك الثوابت، وربطت "سي ان ان" بين اشتعال حرب اليمن وتأجيج التوتر مع إيران في الخليج والحملة الأخيرة ضد دولة قطر مع تزايد نفوذ محمد بن سلمان في الإدارة السعودية.
وقالت إن على إدارة ترامب أن تتوقع مزيداً من التوتر في المستقبل مع تسلم محمد بن سلمان أمور الحكم. وأشارت "سي ان ان" إلى "الأزمة الحالية بين السعودية وقطر، حيث تسعى الرياض لعزل الدوحة تحت ذريعة ادعاءات دعم الإرهاب، هي بمثابة المشي على حبل مشدود بالنسبة للولايات المتحدة".
وتوقعت الشبكة الإخبارية الأميركية أن يُصعّد الحكم السعودي التوتر، بعد قرار تعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد، مع كل من قطر واليمن وإيران. وحول ما يعنيه ذلك بالنسبة لقطر، قال تقرير الشبكة: "الرسالة إلى قطر واضحة، توقعوا مزيداً من التوتر. فتعيين محمد بن سلمان يعني أن الخط المتشدد باقٍ في السعودية وأن الأصوات الحكيمة لم تعد لها كلمة مسموعة في السلطة الجديدة ومع جيل الحكام السعوديين الجدد".