قُتل سبعة باكستانيين، على الأقل، وأصيب 26 آخرون بجراح، جراء مواجهات عنيفة بين القوات الحدودية الأفغانية والقوات الباكستانية على نقطة تشمن الحدودية بإقليم بلوشستان، جنوب غرب باكستان، فيما أصيب ثلاثة من جنود الجيش الأفغاني.
ولا تزال المواجهات، إلى الآن، متواصلة، إذ وصلت تعزيزات جديدة من الطرفين إلى المنطقة.
وبينما تؤكد مصادر أمنية أفغانية أن القتلى الباكستانيين كلهم جنود، وأن عدد القتلى أكثر مما تذكره المصادر الباكستانية، تؤكد مصادر أخرى أن القتلى والجرحى في الجانب الباكستاني كلهم مدنيون.
وقالت مصادر أمنية باكستانية إن القوات الحدودية الأفغانية فتحت، صباح اليوم، النيران على المناطق الباكستانية، مستخدمة الصواريخ والأسلحة الرشاشة، مما أدى إلى مقتل سبعة مدنيين، وإصابة 26 آخرين بجراح.
وقال مسؤول أمني باكستاني في المنطقة، يدعى ساجد عبد الله، إن القوات الحدودية الأفغانية لا تزال تستهدف مناطق باكستانية، وأن عدداً من الجرحى حالتهم خطرة، وقد تم نقلهم إلى مدينة كويتا، عاصمة إقليم بلوشستان.
من جهته، أكد مكتب العلاقات العامة في الجيش الباكستاني، في بيان، أن القوات الأفغانية فتحت النيران على المناطق الباكستانية دون أي مبرر، وأنها تخلق المشاكل على الحدود منذ فترة.
ولم تذكر المصادر الباكستانية دور القوات الباكستانية ورد فعلها إزاء النيران الأفغانية، كما لم تذكر أي سبب واضح من وراء نشوب المواجهات العنيفة التي لا تزال متواصلة، عدا أن الجانب الأفغاني فتح النيران على المناطق الباكستانية.
في المقابل، ذكرت مصادر أفغانية أن المواجهات بدأت بين الطرفين بعد أن دخلت القوات الباكستانية إلى حي لقمان التابع للأراضي الأفغانية، بهدف إجراء إحصائية السكان المتواصلة في كل أرجاء باكستان، وأن المواجهات بدأت بعد ما امتنعت القوات الباكستانية عن الخروج من تلك المنطقة.
وأضافت المصادر أن القوات الأفغانية قتلت، لحد الآن، ثمانية من جنود الحرس الحدودي الباكستاني، ودمرت مدرعتين تابعتين للجيش.
وقال المتحدث بإسم الحكومة المحلية في قندهار، صميم خبلواك، إن المواجهات بين الطرفين بدأت بعدما دخلت القوات الباكستانية إلى الأراضي الأفغانية، وإنها خلفت خسائر بشرية لدى الطرفين، موضحاً أن المواجهات أسفرت عن تدمير مدرعتين للجيش الباكستاني.
كما ذكر مصدر أمني في قندهار، لـ"العربي الجديد"، أن مسؤول أمن قندهار، الجنرال عبد الرازق، وصل إلى المنطقة وهو يدير المعارك الحدودية، فيما لا توجد أية محاولة لتهدئة الأوضاع.
وجاء هذا التطور بعد يومين من زيارة رئيس الاستخبارات الباكستانية، الجنرال نويد مختار، لكابول، حيث طلب من الرئيس الأفغاني، أشرف غني، زيارة باكستان، ولكن الرئيس الأفغاني رفض المطلب الباكستاني، وفق مصادر في الحكومة الأفغانية، قائلاً إنه لا يمكن تعزيز العلاقات بين الدولتين حتى تتخلى باكستان عن مساندة حركة "طالبان".