وقال الناشط الإعلامي أحمد عاشور، لـ"العربي الجديد"، إن الطيران الروسي شن سلسلة من الغارات على أماكن متفرقة من المدينة، تركزت على مفرق ثانوية الرشيد وقرب المياه والقصر العدلي وساحة التجمع وحديقة الرشيد، مشيراً إلى سقوط "قتلى وجرحى لم يتم إلى الآن إحصاؤهم بدقة".
من جهتها، ذكرت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم أن "طائرات روسية شنت 10 غارات على أحياء مدينة الرقة".
إلى ذلك، نقلت "حملة الرقة تذبح بصمت"، وهي تجمع لنشطاء مناهضين للتنظيم من مدينة الرقة، عن مقاتلين في "داعش" أنهم أسقطوا طائرة روسية في قرية المنصورة وألقوا القبض على الطيار، لافتة إلى أنهم يتواجدون في حالة استنفار في المدينة.
في السياق نفسه، قال عاشور إنه على "تواصل مع عدد من الأشخاص في القرية التي سقطت فيها الطائرة، وأكدوا أنهم لم يروا أي شيء"، فيما لم يتسنّ لـ"العربي الجديد" التأكد من مصادر مستقلة بسبب سيطرة التنظيم بشكل كامل على محافظة الرقة.
وفي سياق متصل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان وقوات المعارضة إن جيش النظام السوري، المدعوم بغطاء جوي روسي، شن اليوم هجوما عنيفا على مناطق سيطرة المعارضة في الشمال من حلب، وهو ما يهدد بقطع الطرق إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في المدينة.
وقال عبدالله عثمان، رئيس المكتب السياسي للجبهة الشامية، وهي من جماعات المعارضة، لـ"رويترز"، إن التصعيد بدأ خلال الليل، وإن المنطقة على قدر كبير من الأهمية، وإنه إذا "تقدمت" قوات النظام فإن هذا سيعزز سيطرتها على حلب.
ولم يرد ذكر لهجوم الجيش في وسائل إعلام النظام، والتي نقلت، في وقت سابق اليوم الخميس، عن مصدر عسكري قوله إن "جبهة النصرة" المرتبطة بتنظيم "القاعدة" قصفت مناطق سكنية في حلب، مما أسفر عن إصابة عدد كبير من المدنيين.
وقال رئيس المرصد السوري، رامي عبدالرحمن، إن مخيم حندرات المقام على قمة هضبة مطلة على طريق رئيسي له أهمية استراتيجية، مضيفا أن النظام حاول اليوم التقدم والسيطرة على بعض أجزاء هذه المنطقة التي يمكن منها منع أي مقاتل من المعارضة من الخروج من حلب أو دخولها.
وقال الصحافي عدنان الحسين، لـ"العربي الجديد"، إن "المواجهات أسفرت، حتى ظهر اليوم، عن استعادة مقاتلي المعارضة السيطرة على قرية حوار كلس، على الحدود السورية التركية، فيما تمكن مقاتلو "داعش" من التقدّم والسيطرة على قريتي جارز وبراغيدة".
وكانت المعارك بين الجانبين قد اندلعت على أشدها قبل خمسة أيام، حيث أحرزت فصائل المعارضة تقدّماً غير مسبوق منذ سنتين، بعد سيطرتها على بلدة الراعي الاستراتيجية، وقرى وبلدات عدة، على طول الشريط الحدودي، قبل أن يستعيد التنظيم زمام الأمور من جديد.
وحول أسباب خسارة قوات المعارضة مناطقها سريعاً، يرى الحسين أن المعارضة انطلقت في معركتها على طول الحدود، ولم تقم بالتقدّم عرضاً، في حين أن التنظيم يقوم بضربها في مناطق مختلفة بين الفينة والأخرى، على طول 20 كيلومترا.
ورأى الناشط الإعلامي أن على المعارضة "جلب تعزيزات إلى هذه الجبهة، والتوسع عرضاً، لتفادي ترك مناطق سهلة للانقضاض، وتحسين الوضع الأمني لديها، بغية القضاء على الخلايا النائمة التي ما زالت تسلم المناطق لـ"داعش"".
يشار إلى أن مقاتلي المعارضة السورية يقاتلون في حلب على ثلاث جبهات، ضد قوات النظام السوري، وتنظيم "داعش"، و"قوات سورية الديمقراطية".