قتلى وتوتر على الحدود الهندية ــ الباكستانية

06 أكتوبر 2014
التوتر سيؤثر سلباً على العلاقات بين الدولتين(رانا ساجد حسين/Getty)
+ الخط -
لقي تسعة أشخاص مصرعهم وأصيب آخرون، اليوم الإثنين، في تبادل لإطلاق النار بين قوات الأمن الهندية والباكستانية، في منطقة حدودية متنازع عليها بين البلدين.
وتبادل البلدان الاتهامات بالتسبب في الحادث الذي يؤجج التوتر بين القوتين النوويتين اللتين تواجهتا في ثلاث حروب، اثنتان منها بسبب كشمير.

واحتجت باكستان على انتهاك القوات الهندية، المرابطة على الحدود المشتركة، لاتفاق وقف إطلاق النار بين الدولتين، وإطلاقها النار عشوائياً على الجانب الباكستاني، ما أدى إلى مقتل أربعة مواطنين باكستانيين وإصابة ثلاثة آخرين.  كما دعت إلى عقد اجتماع عسكري طارئ  بين الطرفين لبحث ملابسات انتهاك وقف إطلاق النار.

وأشارت وزارة الخارجية الباكستانية إلى أن القوات الهندية انتهكت ست مرات، منذ بداية شهر أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، اتفاق وقف إطلاق النار بين الدولتين، والذي يجري العمل به منذ عام 2003. وشددت على أن باكستان لن تقبل بانتهاك حدودها وسترفع الملف على المستويات الدبلوماسية كافة.

بدوره، قال مكتب العلاقات العامة في الجيش الباكستاني، إن القوات الهندية انتهكت وقف إطلاق النار من دون أي مبرر؛ وبحسب بيان الجيش، فإن القوات الحدودية الباكستانية والقوات الخاصة (الرينجرز) المرابطة على الحدود، ردت بالمثل لإجبار القوات الهندية على وقف إطلاق النار.

وقالت مصادر محلية، إن تبادل إطلاق النار بين الطرفين لا يزال متواصلاً على الحدود بين الدولتين في أوقات متقطعة، وأن التوتر لا يزال يسود الحدود.

من جهتها، اتهمت الهند القوات الباكستانية المرابطة على الحدود بين الدولتين بأنها بادرت إلى إطلاق النار على أحياء عدة في الجانب الهندي، ما أدى إلى مقتل خمسة مواطنين هنود، وإصابة 25 آخرين. وقال قائد قوات الحرس الحدودية الهندية، الجنرال راكيش كمار، إن القوات الباكستانية أطلقت النار عشوائياً على القوات الهندية، ما أجبر القوات الهندية على الرد بالمثل.

وفي رواية أخرى، أفاد قيادي ثانٍ في الجيش الهندي، أن قوات الجيش قتلت ثلاثة مسلحين، على الحدود الهندية الباكستانية، كانوا يحاولون التسلل إلى الأراضي الهندية.

ووقعت الهند وباكستان قبل عشرة أعوام اتفاقية وقف إطلاق النار بينهما، لكن منذ سنتين تعرضت الحدود إلى انتهاكات متواصلة. وتتهم كل من الهند وباكستان الطرف الثاني بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار.

وكان مواطنان باكستانيان لقيا حتفهما في إطلاق نار للقوات الهندية على نقطة سيالكوت، خلال شهر أغسطس/ آب الماضي، وقد احتجت باكستان لدى الهند آنذاك، وطالبت الحكومة الهندية بوقف الانتهاكات الحدودية.

وبينما يسود التوتر الحدود الغربية بين الهند وباكستان، تشهد الحدود الشرقية بين الهند وأفغانستان توتراً بين حين وآخر. كما تشهد مناطق الشمال الغربي من باكستان، القريبة من الحدود الأفغانية الباكستانية، موجة من العنف في الآونة الأخيرة، ما سيزيد من الضغوط على باكستان.

ويعتبر المحلل الأمني الباكستاني، شفاعت خان، أن التوتر الحالي على الحدود الهندية الباكستانية سيؤثر سلباً على العلاقات بين الدولتين، الأمر الذي يتيح الفرصة لعمل الحركات الجهادية في المنطقة، ولا سيما أن تنظيم "القاعدة" أعلن فرعه الجديد، أخيراً، في المنطقة، تحت اسم "قاعدة الجهاد في شبه القارة الهندية".
المساهمون