شهدت مدينة التل في ريف دمشق، اليوم الإثنين، حظر تجول كاملاً على خلفية اشتباكات عنيفة بين المعارضة السورية المسلحة وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في وقت انتقلت فيه المواجهات إلى منطقة وادي بردى القريبة.
وأفادت مصادر ميدانية، لـ"العربي الجديد"، بأن "مقاتلي المعارضة أسروا 15 عنصراً للتنظيم في منطقة وادي بردى بريف دمشق، فيما فجر أحد شرعيي الأخير والملقب (أبي بكر العطار) نفسه بحزام ناسف عند محاولة توقيفه واعتقاله، مما أدى لمقتله على الفور دون سقوط أية إصابات في صفوف المعارضة".
من جهته، قال الناشط الإعلامي، عمر التلي، الناطق باسم الهيئة الإعلامية العسكرية في ريف دمشق، إن "أحد مقاتلي المعارضة أطلق قذيفة من نوع آر بي جي على مقر للتنظيم قرب دوار البانورما وسط مدينة التل، تبعه على الفور انتشار أمنيّ متبادل وإغلاق شبه كامل للطرقات الرئيسية والفرعية".
وبحسب التلي، فإن "الاشتباكات دامت ساعات بين الطرفين لتتطور بشكل لافت بعد تدخل (جبهة النصرة) لصالح المعارضة المسلحة، موقعة سبعة قتلى وعشرات الجرحى من المدنيين، بينهم نساء وأطفال حالتهم خطيرة، وسط حالة من الهلع عاشها السكان الذين يشكّل النازحون النسبة الأكبر منهم".
وأشار الناطق باسم الهيئة الإعلامية إلى أن"بعض المساجد طلبت من الأهالي عبر مكبرات الصوت التبرع بالدم لجرحى الاشتباكات، كما دعتهم لالتزام منازلهم في خطوة أشبه بفرض حظر للتجول في المدينة، فيما انتشر عدد من المقاتلين في الشوارع".
واعتبر المصدر أنّ "تبادل التهم حول الوقوف وراء الاغتيالات المجهولة التي طاولت الطرفين خلال الفترة الماضية، والتي كانت آخرها محاولة اغتيال أحد عناصر تنظيم داعش في السابع والعشرين من شهر يناير/كانون الثاني الفائت أدت إلى انفجار الوضع وتحوله لصراع مباشر كان نتيجة حتمية لحالة الاحتقان بين الطرفين".
ووفقاً لمصادر إعلامية، فإن تنظيم الدولة نشر عشرات من عناصره في منطقة السرايا وسط مدينة التل، كما طالب الأهالي بالتزام البيوت وإغلاق المحال التجارية حتى إشعار آخر.
وكان تنظيم الدولة قد ظهر في مدينة التلّ الواقعة تحت سيطرة المعارضة قبل عشرة أشهر ورفض عدة مبادرات محلية طرحها بعض الوجهاء لتوقيع ميثاق "صلح" بينهما، بعد مصالحة وقعتها الأخيرة مع قوات النظام في السادس والعشرين من شهر أغسطس/ آب عام 2015 لفك الحصار، الذي كان مفروضاً على المدينة، مقابل تحييدها عن أية أعمال عسكرية مناهضة للنظام.
وتقع مدينة التل في سلسلة جبال القلمون الممتدة من دمشق جنوباً إلى حمص شمالاً، وتبعد عن مدينة دمشق نحو 14 كم إلى الشمال، وتضم أكثر من مليون نسمة وتعيش حصارا خانقا يفرضه النظام وميليشيا حزب الله اللبناني منذ أكثر من مائتي يوم.