قبل قمة ألمانيا إيطاليا.. ما سبب ألوان القمصان العكسية؟

قبل مواجهة ألمانيا وإيطاليا المرتقبة في الدور ربع النهائي ليورو 2016، تبرز قصة لون القميصين "الأزرق" و"الأبيض"، لأن إيطاليا وألمانيا ترتديان منذ سنوات طويلة ألواناً لا تشبه أبداً العلم الوطني للبلاد.

إيطاليا - الأزرق
يتكون العلم الإيطالي من الألوان (الأخضر، الأبيض، الأحمر)، ورغم أن الأبيض هو قميص منتخب "الأزوري" الثاني، إلا أن القميص الأساسي للمنتخب الإيطالي منذ الأزل هو "الأزرق" غير الموجود أصلاً في العلم.

وقع الاختيار على اللون الأزرق لقميص إيطاليا تيمناً بعائلة "سافوي" أقدم العائلات الملكية في العالم، والتي وجدت في عام 1003، والتي كانت متواجدة في عدد من الدول من بينها إيطاليا، ليبيا، كرواتيا، ألبانيا، إسبانيا، الصومال، إثيوبيا.

وبدأ استعمال اللون الأزرق في إيطاليا في عام 1812، حتى تم اعتماده اللون الرسمي للمنتخب بعد ذلك، لكن القصة بدأت في الستينيات عندما تواجه 13 محاربا إيطاليا في مواجهة 13 محاربا فرنسيا في تحدي "بارليتا"، وهو قتال في المدينة كان تراثاً في ذلك الزمان.

ونشأ تحدي "بارليتا" بعد أن تم القبض على 13 محاربا فرنسيا خلال الحروب واعتقلهم الجيش الإسباني كرهائن وجلبهم إلى مدينة "بارليتا"، ثم أقيم تحدي "بارليتا" بين المحاربين الإيطاليين والفرنسيين.

وفي ذلك اليوم كان المحاربون الإيطاليون يرتدون وشاحا أزرق سماويا المعروف اليوم "بالأزوري"، وبعد الفوز بالتحدي أصبح لون الأزرق هو اللون الرسمي للمنتخب الإيطالي في كرة القدم.

ألمانيا - الأبيض
يتكون علم ألمانيا من الألوان (الأسود، الأحمر، الأصفر)، لكن قميص المنتخب الألماني الأول بعيد كل البعد عن أي لون متواجد في العلم الوطني، لأن منتخب "المانشافت" ومنذ الأزل يرتدي القميص الأبيض، وهو القميص الذي حقق فيه البطولات العالمية جميعها.

وتأتي فكرة اللون الأبيض في قميص المنتخب الألماني من أيام دولة "بروسيا" التي كانت أول شبه أساس ألمانيا الحالية، لأنها الإمبراطورية التي وحدت جميع المناطق آنذاك، والأهم أن علم "بروسيا" كان الأبيض والأسود وفي داخله النسر الألماني الذي عرفناه كشعار لألمانيا الغربية أيام الحرب.

وأصبح الأبيض اللون الأساسي لقميص المنتخب الألماني قبل الحرب العالمية الأولى، وما زال حتى اليوم اللون الأساسي "للمانشافت" ومعظم الرياضات الأخرى في ألمانيا، ولهذه الأسباب أصبح اللون المُفضل للمنتخب الوطني.

ورغم أن "بروسيا" انتهت ولم تعد موجودة وأصبحت ألمانيا مكانها، إلا أن دورها كجامع للدويلات الجرمانية، يبرز مجدداً في كل بطولة كبرى، تحديداً بعد انتهاء الحرب الباردة وتوحيد الألمانيتين، مطلع التسعينيات. وحدة ألمانيا، المستوحاة من وحدة "بروسيا"، مفتاحها الأبدي في كل معركة كروية.