قبل انطلاق البطولة... تاريخ العرب في بطولة كأس القارات

16 يونيو 2017
بطولة كأس القارات تنطلق غداً (Getty)
+ الخط -

تتجه أنظار عُشاق الساحرة المستديرة في شتى أنحاء العالم صوب ملعب كريستوفسكي بمدينة سانت بيتيرسبرغ الروسية، والذي سيحتضن مباراة افتتاح النسخة العاشرة من بطولة كأس القارات، والتي تستضيفها روسيا خلال الفترة ما بين السابع عشر من شهر يونيو/ حزيران الجاري وحتى الثاني من شهر يوليو/ تموز المقبل.

وتشهد النسخة الحالية من بطولة كأس القارات غياباً عربياً نادراً، حيث لم تنجح أي من المنتخبات العربية في القارتين الآسيوية والأفريقية في الوجود ضمن منافسات النسخة العاشرة في تاريخ البطولة، بعد فشلها في اعتلاء منصات التتويج على الصعيد القاري.

وستمثل الكاميرون قارة أفريقيا فيما ستمثل أستراليا قارة آسيا، بينما ستُوزع باقي بطاقات الظهور الست على كل من: منتخب روسيا البلد المستضيف، ومنتخب ألمانيا حامل لقب كأس العالم، ومنتخب البرتغال بطل أوروبا، ومنتخب تشيلي بطل أميركا الجنوبية، ومنتخب المكسيك بطل أميركا الشمالية، ومنتخب نيوزلندا بطل أوقيانوسيا.

وتُعد هذه هي المرة الرابعة التي ستُقام فيها بطولة كأس العالم للقارات لكرة القدم بغياب تام للمنتخبات العربية بعد بطولات: 2001 التي أقيمت في كوريا الجنوبية واليابان، و2003 في فرنسا، و2013 في البرازيل، حيث دائماً كانت تشهد البطولة العالمية حضوراً للمنتخبات العربية، والتي ترك بعضها أثراً قوياً في تاريخ المسابقة، فيما جاء حضور بعضها الآخر باهتاً بلا أي إضافة حقيقية.

1992
شهدت النسخة الأولى من بطولة كأس القارات التي أقيمت عام 1992 تحت اسم بطولة كأس الملك فهد مشاركة أربعة منتخبات: من بينها المنتخب السعودي الذي صعد آنذاك إلى نهائي البطولة، قبل أن يخسر على أرضه أمام المنتخب الأرجنتيني بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف، ليُحقق الأخضر السعودي بالتالي أفضل نتيجة لمنتخب عربي حتى الآن.

1995
فيما عرفت النسخة الثانية من بطولة كأس القارات التي أقيمت أيضاً في المملكة العربية السعودية مشاركة 6 منتخبات في مقدمتها: السعودية كونها البلد المستضيف، حيث لم ترقَ مشاركة المنتخب السعودي في تلك النسخة لمستوى الآمال والتطلعات، إذ جاء أداء الأخضر باهتاً وسلبياً ليُودع البطولة من الدور الأول دون أن يُحقق أي نقطة واحدة، ليُسجل المنتخب السعودي بالتالي أسوأ نتيجة لصاحب الأرض حتى الوقت الحالي.

1997
وفي عام 1997، قرّر الاتحاد الدولي لكرة القدم تغيير اسم هذه البطولة من بطولة كأس الملك فهد إلى كأس القارات، وإدراجها كبطولة رسمية تقام تحت مظلته، حيث اكتمل لأول مرة عقد المنتخبات إلى ثمانية، كان من بينهما منتخبان عربيان هما: مستضيف البطولة الأخضر السعودي بطل آسيا، ووصيفه منتخب الإمارات، واللذان خرجا من الدور الأول للبطولة، بعدما اكتفى كل منهما بتحقيق فوز واحد وكان على حساب: أستراليا وجنوب أفريقيا على الترتيب وبالنتيجة ذاتها هدف دون مقابل.

1999
وتأخر ظهور المنتخبات العربية الأفريقية في بطولة كأس القارات إلى نسخة عام 1999 التي أقيمت في المكسيك بمشاركة المنتخب المصري بعد فوزه بلقب كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 1998، إلى جانب المنتخب السعودي، والذي شارك في البطولة للمرة الرابعة بوصفه بطلاً لآسيا.

وقد شاء القدر أن يقع المنتخبان العربيان في مجموعة واحدة، حيث ودّع منتخب الفراعنة البطولة من الدور الأول بينما حقّق الأخضر السعودي فوزاً واحداً في أول مواجهة عربية خالصة في كأس القارات بالتفوق على مصر (5 – 1) ليتأهل للدور نصف النهائي قبل أن يتلقى خسارة قاسية (8 – 2) أمام المنتخب البرازيلي، في أكبر هزيمة لمنتخب عربي في تاريخ البطولة، ليحتلّ بعد ذلك المركز الرابع بعدما مُني بهزيمة أخرى بنتيجة هدفين دون مقابل أمام المنتخب الأميركي في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.

2001
غابت المنتخبات العربية عن بطولة كأس القارات لأول مرة في نسخة عام 2001، وتُوج المنتخب الفرنسي آنذاك باللقب بعد فوزه على حساب نظيره البرازيلي في المباراة النهائية، ليُحقق منتخب الديوك إنجازاً تاريخياً من خلال تتويجه بثلاثة ألقاب عالمية في غضون 3 سنوات هي: كأس العالم 1998، وبطولة أمم أوروبا لكرة القدم 2000، وكأس القارات 2001.

2003
لم تنجح المنتخبات العربية التي تُنافس فقط في القارتين الأفريقية والآسيوية في الوجود في بطولة كأس القارات 2003 بعد أن فشلت جميعها في اعتلاء منصات التتويج على الصعيد القاري، حيث شهدت البطولة التي أقيمت في فرنسا مشاركة 8 منتخبات، هي: فرنسا، البرازيل، تركيا، بعد اعتذار ألمانيا وصيفة كأس العالم 2002، وكولومبيا، الكاميرون، اليابان وأخيراً نيوزيلندا.

2005
عادت المنتخبات العربية للمشاركة في النسخة السابعة من بطولة كأس القارات بعد غياب عن الدورتين الخامسة والسادسة، إذ رفع المنتخب التونسي لواء كرة القدم العربية في البطولة السابعة التي أقيمت في ألمانيا عام 2005 بصفته بطلاً لبطولة أمم إفريقيا لكرة القدم 2004، حيث اكتفى منتخب نسور قرطاج آنذاك بتحقيق فوز معنوي وحيد في الجولة الثالثة على حساب منتخب أستراليا بنتيجة هدفين دون مقابل، بعدما كان قد خسر في أول جولتين على يد منتخب ألمانيا ومنتخب الأرجنتين، ليُودع البطولة من الدور الأول.

2009
شهدت النسخة الثامنة من بطولة كأس القارات، والتي أقيمت في جنوب أفريقيا خلال الفترة ما بين 14 يونيو/ حزيران إلى 28 يونيو/ حزيران 2009، مشاركة منتخبين عربيين هما: المنتخب المصري بطل كأس الأمم الأفريقية 2008، والمنتخب العراقي حامل لقب بطولة كأس آسيا 2007، حيث قدّم المنتخبان العربيان عروضاً طيبة للغاية وكانا قاب قوسين أو أدنى من بلوغ الدور نصف النهائي لولا تعثرهما في الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول.

وفجّر منتخب الفراعنة مفاجأة كبيرة بعد تحقيقه فوزاً تاريخياً على حساب إيطاليا بطلة العالم بهدف نظيف وهو الانتصار الذي جاء بعد خسارة في الوقت القاتل (4 – 3) أمام البرازيل بطلة أميركا الجنوبية، لكن الانهيار في الجولة الثالثة بخسارة 3-0 أمام المنتخب الأميركي قد أطاح الفراعنة خارج المسابقة، فيما اكتفى المنتخب العراقي بتحقيق تعادلين مع جنوب أفريقيا ونيوزيلندا بينما خسر بصعوبة بهدف نظيف أمام إسبانيا ليودع البطولة من الدور الأول.

2013
وعادت المنتخبات العربية لتغيب عن بطولة كأس القارات بعد أن أخفقت جميعاً في الحصول على بطاقة التأهل للنسخة الأخيرة من البطولة العالمية التي استضافتها البرازيل في عام 2013 بمشاركة إسبانيا بطلة كأس العالم 2010 وكأس الأمم الأوروبية 2012، واليابان المتوجة بكأس آسيا 2011، والمكسيك بطلة الكأس الذهبية 2011، وتاهيتي الفائز بلقب كأس أوقيانوسيا 2012، وإيطاليا وصيفة كأس العالم 2010، ونيجيريا بطلة كأس الأمم الأفريقية 2013، والأوروغواي، بطلة كوبا أميركا 2011.

المساهمون