قاهر القمم المصري يرتاد الفضاء

19 مارس 2014
+ الخط -

يوشك المغامر ومتسلق الجبال المصري عمر سمرة أن يصبح أول مصري يسافر إلى الفضاء بعد فوزه في مسابقة "إكس سبيس أكاديمي"، بعد أن تم اختياره ضمن 23 شخصا فازوا في مسابقة للسفر إلى الفضاء في 2015.
وكان سمرة (35 عاما) أول مصري وأصغر عربي ينجح في الوصول إلى قمة إيفرست، وهو المصري الوحيد الذي قهر القمم السبع بتسلق أعلى جبل في كل قارة.

وقال سمرة: "فكرة الصعود للفضاء بدأت لدي قبل أن أصعد الجبال أو قبل أن أفكر في تسلق الجبال، فمنذ أن كان عمري عشر سنوات كنت أحلم كغيري من الأطفال أن أسافر في الفضاء، وكنت أقرأ كثيرا عن الخيال العلمي، لكن في الواقع لم تكن هناك فرصة لذلك لأن مصر ليس بها برامج فضاء، وهذا الأمر لم يكن متاحا إلا لأناس محدودين من دول معينة ووكالات محددة مثل ناسا أو غيرها في بلدان أخرى. وظل هذا حلما بعيد المنال حتى شهر فبراير / شباط 2013، حين طرحت شركة "يونيليفر" مع شركة "سبيس إكسبلوريشن كوربوريشن" فكرة عمل مسابقة تتيح الفرصة لأي إنسان بصرف النظر عن مجال عمله أو خبرته أو هويته أن يصل للفضاء، فعاد الحلم يراودني ثانية".

استمرت المسابقة تسعة أشهر في عام 2013 وتنافس فيها نحو مليون متسابق من 68 بلدا في ثلاث مراحل.

كانت المرحلة الأولى عبارة عن السيرة الذاتية لكل متسابق التي يشرح فيها أسباب رغبته في السفر إلى الفضاء على نحو يقنع الجمهور للحصول على أكبر عدد من الأصوات، وقال سمرة إن عدد الأصوات التي حصل عليها في تلك المرحلة كان من الضخامة بحيث أُعفي من خوض المرحلة الثانية وصعد مباشرة إلى المرحلة الثالثة.

ونجح 110 أشخاص في الوصول إلى المرحلة الثالثة من المسابقة، والتي أقيمت بمقر إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) في كيب كانافيرال، وخضع المتنافسون فيها لعدة اختبارات.

وقال سمرة "خضعنا لستة اختبارات هي: قوة الجاذبية، وقوة السيطرة، واللياقة البدنية، وقوة التحمل، وامتحانات في الفيزياء وفي المعلومات العامة عن الفضاء وأمور أخرى.. وبعد هذه الاختبارات تم اختيار 23 شخصا، كنت الوحيد بينهم من الوطن العربي."

ويحكي عمر في حديثه لوكالة "رويترز" عن تجربته خلال فترة التأهيل التي يمر بها حاليا "تكنولوجيا المكوك مختلفة عن أي شيء آخر، لأن نقلع مثلما تقلع الطائرة ونهبط مثل ذلك، يمكن أن نفعل ذلك في مطار عادي، لكننا نحلق في رحلة مدتها بين الساعة والساعتين على ارتفاع 105 كيلو فوق سطح البحر، وبسرعة تتجاوز أضعاف سرعة الصوت ونخترق الغلاف الجوي حتى نصل إلى منطقة "اللاجاذبية" أو كما يسمونها منطقة "الرحلات شبه المدارية"، ثم نبدأ في الهبوط، وأثناء عملية الهبوط نقوم بالدوران كثيرا حتى نقلل سرعة المكوك عند دخول الغلاف الجوي، لتجنب مخاطر هذه المرحلة".

عمر الحاصل درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية لندن لإدارة الأعمال، ولد في 11 أغسطس 1978، وتخرج من كلية الاقتصاد وإدارة الأعمال في الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 2000.

في عمره السادسة عشر تسلق عمر أول جبل ثلجي في الألب السويسرية، الرحلة التي ألهمته ليقرر بعدها رغبته في تسلق إفرست يوما ما، وقام بعد تخرجه من الجامعة برحلة الـ 370 يوما في أنحاء آسيا وأمريكا اللاتينية زار خلالها 14 دولة استغرقت عاما كاملا، وفور إتمامه برنامج الماجستير انطلق عمر في رحلة استغرقت تسع أسابيع ونصف إلى القمة إفرست.

في أبريل 2008 تسلق عمر جبل "كليمنجارو"، أعلي قمة أفريقية، ثم تسلق "كارستنز بيراميد" أعلي قمة أسترالية في أبريل 2009، وفي يناير 2011 أصبح عمر ثاني عربي في التاريخ بعد "مكسيم شعيا" يتسلق جبل "أكونجاجوا سولو"، أعلي قمة بأمريكا الجنوبية.

ويعد "عمر سمرة" عدته في الوقت الراهن لرحلتين إلى القطبين الشمالي والجنوبي ليضيفهما إلى قهر القمم السبع، ويحصل على لقب الجائزة الكبرى للمغامرات.

دلالات
المساهمون