قائمقام سنجار لـ"العربي الجديد": انسحاب آخر دفعة من مسلحي "العمال الكردستاني"

20 ابريل 2018
سكان محليون: سنجار مستقرة منذ أيام (دييغو كوبولو/Getty)
+ الخط -



بعد نحو شهر كامل على تفجُّر أزمة مدينة سنجار، شمال العراق، إثر تهديدات أطلقتها الحكومة التركية بتنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد مسلحي "العمال الكردستاني"، قال قائممقام المدينة، محما خليل، لـ "العربي الجديد"، الجمعة، إن آخر دفعةٍ من مسلحي الحزب غادرت المدينة مع كامل أسلحتها، وحلت مكانها قوات الجيش العراقي.

وفيما شدد خليل على أنه "لا وجود لأي نشاط لحزب "العمال" داخل سنجار"، أكد سكان محليون أن "المدينة مستقرة منذ أيام، وشهدت احتفالات مركزية لرأس السنة الأيزيدية بلا مشاكل".

وسيطر مسلحو "العمال الكردستاني" على سنجار بعد انسحاب تنظيم "داعش" منها عام 2015، وفرضوا حكماً ذاتياً فيها، قبل أن تتحول إلى معقل رئيسي للحزب حال دون عودة أهلها إليها.

وتقول أنقرة إن مسلحي الحزب، المدرج على لائحة الإرهاب لديها، مارسوا "أعمالاً عدائية" ضدها انطلاقاً من سنجار، وهددت بـ "تنفيذ هجوم واسع" على غرار عملية "غصن الزيتون" في عفرين السورية.

وقال قائممقام سنجار، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن آخر دفعات مقاتلي حزب العمال غادرت المدينة، و"حالياً قوات الجيش تبسط سيطرتها على كل أجزاء المدينة".

وكشف خليل عن عودته إلى منصبه داخل المدينة بعدما كان يدير ملفها من خارجها، لافتاً إلى موافقة رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، على إطلاق "برنامج شامل لتثبيت الاستقرار" بالمدينة وإعادة السكان إليها "بأسرع وقت ممكن".

وبشأن التهديدات التركية، قال إنها "صارت من الماضي، ولا يوجد ما يبرر أي تهديد اليوم".

بدوره، قال الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي، مهدي العلاق، في مؤتمر صحافي عقده أمس الخميس، إن مجلس الوزراء وافق على دمج الفصائل الأيزيدية في سنجار ضمن "الحشد" ووزارتي الدفاع والداخلية، مبيناً أنه تم توجيه وزارة الدفاع لإزالة المخلفات الحربية من سنجار، وإعلان القضاء خالياً منها.

وأوضح العلاق أنه تم توجيه الموظفين بالعودة إلى سنجار، كما تم التوجيه بفتح مكتب للعائدين داخل القضاء، ودفع مبالغ تعويضية بشكل استثنائي للأيزيديين العائدين حصراً.

وقام حزب "العمال"، خلال سيطرته على سنجار، بتدريب المئات من الكرد الأيزيديين من النازحين على القتال، وشكل ما تعرف بـ"وحدات حماية سنجار"، وكذلك مليشيا "أيزيد خان"، ومليشيا "لالش".

وتعرضت المدينة لأفظع جرائم تنظيم "داعش"، عندما اجتاحها عام 2014، وتمكنت البشمركة والتحالف الدولي من تحريرها نهاية عام 2015 في عملية استمرت عدة أسابيع.

في غضون ذلك، ذكر مسؤول في بلدية سنجار أن العودة على نحو خفيف لسكان المدينة "قد بدأت فعلاً".

وقال المهندس فريد هكاري، لـ"العربي الجديد"، إن هناك "حالة ارتياح" عقب التطورات الجارية بالمدينة، و"السكان قرروا العودة، ونأمل أن يسرع الجيش العراقي في رفع جميع المخلفات الحربية، وتطهير المدارس والمراكز الصحية على وجه التحديد"، مبيناً أن "نحو ربع السكان عادوا، ولكن بلا خدمات ولا بنى تحتية، غير أنها أفضل من حياة المخيمات بالتأكيد"، وفق قوله.

وتقع مدينة سنجار على بعد 80 كم غرب الموصل، ضمن محافظة نينوى شمالي العراق، وعلى بعد نحو 50 كم عن الحدود مع مدينة الحسكة في الجانب السوري، وتضم ثلاث نواحٍ، وأكثر من 60 قرية، وهي خليط من العرب المسلمين من عشائر شمّر وعبيد، والكرد الأيزيديين، وكذلك قرى آشورية ومسيحية، وتعود تسميتها (سنجار) إلى أحد فروع قبيلة شمر العربية، التي استوطنتها منذ القدم، ويعتقد حسب آخر المسوحات العراقية أنها تحتوي على كميات هائلة من الغاز الطبيعي في الجزء الجنوبي منها.