قائد الخرطوم يلوح بفض الاعتصام: يشكل خطراً

الخرطوم

عبد الحميد عوض

avata
عبد الحميد عوض
31 مايو 2019
7287C5ED-D743-4267-9F62-E2E7DF27D4BC
+ الخط -
قال قائد عسكري في السودان، الخميس، إن ميدان الاعتصام أصبح يشكل خطراً على البلاد بعد حدوث مظاهر فلتان أمني أدت لـ"إزهاق أرواح بريئة".

وذكر اللواء بحر أحمد بحر، قائد منطقة الخرطوم المركزية، في مؤتمر صحافي الخميس، أن منطقة شارع النيل القريبة من الاعتصام شهدت "جملة من التفلتات في الأيام الماضية، كما شهدت استفزازات للقوات الأمنية، وأن التفلتات امتدت حتى داخل الأحياء السكنية"، مؤكداً أن المنظومة الأمنية "ستتعامل وفق القانون لحسم كافة التفلتات".

وكانت الاستخبارات العسكرية قد أغلقت أمس مكتب قناة الجزيرة في الخرطوم، وأبلغت العاملين فيه بسحب الترخيص الممنوح للمكتب.

وأعلنت لجنة الأطباء المركزية في السودان، الخميس أن شاباً في العشرينات من عمره قتل إثر إصابته بطلق ناري في منطقة الصدر، نتيجة "تبادل لإطلاق نار" بشارع النيل بالخرطوم قرب ساحة الاعتصام.

ويبدو أن الأوضاع في السودان تتجه إلى مزيد من التعقيد، مع حديث قوى "إعلان الحرية والتغيير" عن أن التفاوض بينها وبين المجلس العسكري الانتقالي لا يزال متوقفاً، ما يقلل الآمال بإكمال الاتفاق على هياكل الحكم خلال الفترة الانتقالية المقترحة، بعد سقوط نظام عمر البشير.

وأوضح القيادي في قوى "إعلان الحرية والتغيير" أحمد الربيع، لـ"العربي الجديد"، أن المفاوضات المباشرة متوقفة تماماً، وأنه حتى اللجان الفنية الرباعية لم تنجح طوال الأيام الماضية في تقريب الخلاف بين الطرفين خصوصاً في موضوع تشكيل مجلس السيادة.

وكان المجلس العسكري و"قوى الحرية والتغيير" قد اتفقا الأسبوع قبل الماضي على فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات تدير فيها البلاد سلطة مكونة من مجلس سيادة ومجلس وزراء تشكله "قوى الحرية والتغيير"، وبرلمان انتقالي تُمنح فيه هذه القوى 67 في المائة من عضويته، على أن تترك بقية النسبة للقوى غير المشاركة في النظام السابق. لكن كل طرف أصر على حصوله على الأغلبية داخل مجلس السيادة وعلى منصب رئيس المجلس، ما عمّق الخلافات بينهما، ودفع المجلس العسكري للتلويح على لسان نائب رئيسه، الفريق أول محمد حمدان دقلو، بالدعوة لانتخابات مبكرة أو اللجوء لخيار تشكيل حكومة مستقلة من الكفاءات، بعيداً عن "الحرية والتغيير".


وكانت "قوى الحرية والتغيير" دعت إلى إضراب عام يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين ولاقت دعوتها استجابة واسعة في القطاعين العام والخاص.

وعن ذلك، قال أحمد الربيع، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إن الإضراب وجّه رسالة قوية للمجلس العسكري، وأظهر حجم الدعم الشعبي للمطالب الثورية الخاصة بمدنية السلطة الانتقالية ومدنية حتى مجلس السيادة، مشيراً إلى أن محاولات للتوسط بين المجلس العسكري و"قوى الحرية والتغيير" برزت في الأيام الماضية، من كثير من الجهات، لكن أغلبها لم يقدّم رؤية واضحة وتفصيلية واكتفى بالنقاش حول موقف "الحرية والتغيير" في ما يتعلق بمواضيع الخلاف.

ولم يستبعد الربيع لجوء المجلس العسكري إلى حكومة خاصة به بعيداً عن "الحرية والتغيير" أو إلى خيار الانتخابات المبكرة، موضحاً أن الخيارين سيرفضان من جماهير الشعب السوداني ومن قوى المعارضة على وجه أخص وسيواجهان بمثل ما ووجهت به حكومات النظام البائد.

في الأثناء، طالب وفد من الحركة الشعبية (قطاع الشمال) المجلس العسكري الانتقالي بفتح مسارات الإغاثة الإنسانية للمتضررين من الحرب، وتهيئة المناخ لأجل التوصل لاتفاق سلام شامل مع قوى الكفاح المسلح، فيما قالت لجنة الأطباء إن شخصا قتل قرب ساحة الاعتصام، في وقت ساد الجمود بين قوى الحرية والتغيير والمجلس.

وجاءت مطالبات الوفد الذي ترأسه ياسر عرمان، خلال اجتماع له مع اللجنة السياسية بالمجلس العسكري الانتقالي، اليوم الإثنين، بالخرطوم.

ذات صلة

الصورة

سياسة

اقتحم عناصر من قوات الدعم السريع عدداً من منازل المدنيين في ولاية الجزيرة بشرق السودان أواخر الشهر الماضي، ونفذوا انتهاكات كبيرة بحق السكان.
الصورة
مخيم نزوح في مدينة القضارف - شرق السودان - 14 يوليو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

في تحذير جديد، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأنّ الجوع والنزوح وتفشي الأمراض، وسط حرب السودان المتواصلة، تشكّل "مزيجاً قاتلاً".
الصورة
سودانيات نزحن إلى القضارف بسبب ويلات الحرب، 6 يوليو/ تموز 2024 (فرانس برس)

مجتمع

حذّرت "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية في تقرير أصدرته اليوم الإثنين، من أنّ طرفي الحرب في السودان، وخصوصاً قوات الدعم السريع، ارتكبا "أعمال عنف جنسي واسعة النطاق".
الصورة
توزيع مساعدات غذائية لنازحات من الفاشر إلى القضارف (فرانس برس)

مجتمع

ترسم الأمم المتحدة صورة قاتمة للأوضاع في مدينة الفاشر السودانية، وتؤكد أن الخناق يضيق على السكان الذين يتعرّضون لهجوم من كل الجهات.