21 يونيو 2020
في يوم المرأة العالمي
في يوم المرأة العالمي، جُلّ ما أتمناه هو أن يأتي يوم لا تحتاج المرأة فيه إلى يوم لتحتفل به. أن لا تُجبر على الوقوف من وقت لآخر للمطالبة بحقوقها أو للاعتراف بدورها. كانت المرأة إلهة وكانت ملكة حاكمة وكانت محاربة حتى تم تقليص دورها إلى أم وأخت وزوجة، وبالتالي تقليص حقوقها وتقليص حريتها في عموم الحضارات والديانات.
اليوم، كنساء مسلمات، نستمع لكثير من الخطب والمواعظ، وللأسف تعلو أصوات "نسائية" كثيرة تتكلم عن أن المرأة المسلمة قد كرمها الله وأنها ليست بحاجة لهذا اليوم العلماني ولا للحقوق التي يضللوننا بها ولا للمساواة المزعومة وإلخ إلخ من الأسطوانات المشروخة التي طالما سمعناها ونسمعها في كل يوم يخصّ المرأة.
للأسف التأريخ الإسلامي لم ينصف المرأة. غيّب حقوقها المشروعة عمداً وبدون قصد في كثير من السياقات، حرص على نقل صورة خاطئة لنا عن المرأة قبل الإسلام وعن مكانتها، فالمرأة لم تكن مجرد متاع، لقد كانت لها مكانتها وكانت تجالس الرجال في مجالسهم وتُدلي برأيها، كانت تاجرة وكانت شاعرة إلى أن أتى الإسلام وكان لها موقفها منه.
هناك من آمنت ودعمت الرسالة بمنأى عن موقف الرجل، وما كان لها أن تقف هذا الموقف لو أنها كانت منكسرة ذليلة وتابعة فقط، بل كان لها رأيها الذي وقفت به في وجه الرجل، سواء كان زوجها أو أباها أو أخاها.
وكان القرآن ككتاب تشريعي واضح جداً في ما للمرأة وما عليها "ولهن مثل الذي عليهن"، لكن الحركات المتشددة حرصت على نقل صورة سوداوية عن المرأة المسلمة، ابتداء بفرض العباية السوداء على جسدها وانتهاء بالأفكار المظلمة التي شوّهت بها أجيال كاملة.
المرأة ليست فقط متاعاً تنتقل عهدته من يد الأب أو الولي إلى يد الزوج، وليست أقل قدرة ولا ذكاء لتحرم من حقوق فكرية أو مادية وليست مجرد جسد يتخصص فيه المعاقون فكرياً وخلقياً بمجلدات فقهية تتحدث عن الطريقة التي يجب أن تمشي بها أو الرداء الذي يجب أن تلبس أو الزينة المباحة لها، من دون أن يتحدثوا عن عقلها ولا عن فكرها ولا عن حريتها، لأنهم باختصار يفكرون بشيء آخر عدا عقولهم.
اليوم في عصر التكنولوجيا وسهولة الحصول على المعلومة، أرى أن المرأة هي العدو الأول لنفسها، فطريق المعرفة لم يعد حكراً على أحد، تستطيع الخروج من شرنقتها السوداء لترى نور الله والعالم وتهتدي بهما إلى كل العوالم الأخرى.
اليوم وكل يوم هو يوم المرأة والرجل معاً، بدأت الخليقة بهما وستنتهي بهما معاً، يسيران في خطين متوازيين، فلا تقبلي بخط معوج أو ناقص أو منكسر، فلكِ كل الحق أن تسيري على ذات الخط المستقيم.