في مثل هذا اليوم..العراق يكتب التاريخ ويتوج بكأس آسيا

29 يوليو 2016
أسود الرافدين بطل آسيا 2007 (Getty-العربي الجديد)
+ الخط -
احتفلت جماهير المنتخب العراقي الأول لكرة القدم بمرور تسع سنوات على تتويج منتخب بلادها بلقب بطولة كأس أمم آسيا لكرة القدم 2007، والتي أقيمت خلال الفترة ما بين السابع وحتى التاسع والعشرين من شهر يوليو/ تموز من ذلك العام، في أربع دول هي: إندونيسيا وماليزيا وفيتنام وتايلاند، حيث حقّق منتخب أسود الرافدين آنذاك لقب البطولة إثر تغلبه في المباراة النهائية على حساب نظيره السعودي بنتيجة هدف دون مقابل.

ورغم مرور تسع سنوات بالتمام والكمال على فوز المنتخب العراقي بلقب بطولة كأس أمم آسيا لكرة القدم، إلا أنّ جماهير منتخب أسود الرافدين لا تزال تستذكر حتى هذه اللحظة الإنجاز الأكبر في تاريخ كرة القدم العراقية، والذي يتمثل في تتويج المنتخب العراقي بلقب بطولة كأس أمم آسيا 2007، رغم الظروف القاسية والمعقدة التي كانت تمر بها البلاد منذ الغزو الأميركي في عام 2003.

وحصد منتخب أسود الرافدين، والذي كان يقوده المدرب البرازيلي جورفان فييرا، لقب تلك البطولة بعدما تمكن من تحقيق الفوز في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب "غيلورا بونغ كارنو" في العاصمة الإندونيسية "جاكارتا" على حساب نظيره السعودي بنتيجة هدف دون مقابل، حمل إمضاء مهاجمه، يونس محمود، والذي تُوج آنذاك بلقب أفضل لاعب في البطولة.

وشكّل ذلك الإنجاز مفاجأة بالنسبة لكافة المحللين والنقاد، لا سيّما أن المنتخب العراقي قد تمكن من خطف البطولة، رغم أنه لم يكن مُرشحاً على الإطلاق للظفر بها، حيث كانت "العراق" تُعاني في ذلك الوقت من ويلات الحرب والانقسام، فضلاً عن البداية المتذبذبة لمنتخب "أسود الرافدين" في تلك البطولة، إذ استهل مشواره بالسقوط في فخ التعادل الإيجابي (1/1) أمام منتخب البلد المضيف تايلند، قبل أن يُحقق فوزاً ثميناً على حساب نظيره الأسترالي بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل، ومن ثم يعود للسقوط في فخ التعادل السلبي أمام منتخب سلطنة عُمان.

وحجز المنتخب العراقي في ذلك الوقت تذكرة الصعود للدور ربع النهائي بعدما تصدر المجموعة الأولى برصيد 5 نقاط، ليضرب موعداً مع المنتخب الفيتنامي، ويُحقق الفوز عليه بنتيجة هدفين دون مقابل، سجلهما المهاجم يونس محمود، قبل أن يصطدم بمنتخب كوريا الجنوبية في المربع الذهبي، والذي بلغه للمرة الثانية بعد الأولى عام 1976، ومن ثم ينجح في بلوغ المباراة النهائية بعد تغلبه على منافسه الكوري بنتيجة (4-3) بركلات الجزاء الترجيحية، قبل أن يُتوج باللقب بعد فوزه على حساب شقيقه المنتخب السعودي.

ونجح المنتخب العراقي من خلال تتويجه بلقب كأس أمم آسيا 2007 في توحيد أبناء الشعب الواحد، والذين عانوا الأمرين جراء الانقسامات المذهبية التي رسختها الفوضى السياسية التي دبت في أركان الدولة العراقية، لتُثبت كرة القدم أنها الأداة التي تُمثل جسر التقارب الوحيد بين أبناء الشعب الواحد، والذين تفرقت أحسابهم وتفرعت أنسابهم وأقطارهم، لكنهم اجتمعوا على حُب كرة القدم التي وحدتهم وصهرتهم في بوتقة واحدة.


المساهمون