قبل نهاية العام 2014، أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن "قوات النظام السوري قتلت ما لا يقل عن 32507 أشخاص، من بينهم 24430 مدنياً، و8077 مقاتلاً في صفوف المعارضة. وكان بين المدنيين 3629 طفلاً و3714 امرأة، لتصل نسبة القتلى من المدنيين إلى 75 في المائة، ونسبة الأطفال والنساء منهم إلى 30 في المائة".
أيضاً، أشارت الشبكة إلى أنه "منذ بدأت قوات التحالف الدولي حملتها العسكرية الموجهة ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في 23 أيلول/سبتمبر الماضي، وشنت غارات عدة على محافظات الرقة ودير الزور وإدلب، قتل 40 مدنياً، من بينهم ثمانية أطفال وست سيدات".
رفض هذان الطفلان أن يكونا في عداد القتلى. بطبيعة الحال، اتخذ الأهل القرار فجاءا إلى لبنان. الفقر دفعهما إلى العمل، حالهما حال كثير من الأطفال هنا. لكنهما صارا رقماً ضمن الإحصائيات الخاصة بعمالة الأطفال، تلك التي تجريها المؤسسات المعنية بحقوقهم. الأرقام مهولة. حرما من حياتهما التي حلما بها.
يعملان طيلة النهار. اعتادا أن يبقيا معاً. هذا يشعرهما بالطمأنينة. على الرغم من الحرب التي شهداها، بكل ما تحمله من رعب وقتل وتدمير، ما زال في قلبيهما مكان للحب. في لحظة ما، قبّل أحدهما الآخر. منحه تلك العاطفة الجميلة التي يحتاج إليها. هو مجرّد طفل ما زال توازنه النفسي في إطار النمو. والحب أحد عناصر القوة.