في رشد المجتمعات

14 اغسطس 2019
+ الخط -
كثيرة هي الأحداث التي تقع ووقعت في هذا المجتمع الفسيفساء المتعدد الثقافات والأعراف، والذي يوحده دين واحد، كما أنه مجتمع متماسك، إذا قورن بمجتمعات أخرى، هي أشبه بجماعات فوق برميل بارود في أية لحظة قد ينفجر. وفعلا انفجرت مجتمعات وتفجرت داخليا لأسباب منها غياب الرشد، فلو كان الرشد حاضرا ما وقع في ليبيا ما وقع من أحداث مؤلمة، قتال بين أجنحة يجد كل جناح فيها مبررا لاستمرار القتال، فيما الخاسر الأكبر طبعا هو الشعب الليبي.
غير بعيد عن هذا البلد المفتون والمنهار، أوقف رشد الساسة والمفكرين، وكل من له رأي وموقف، أوقفوا حالة التأزم والتراشق بالكلام والتصريحات، ونعني في تونس التي تتجه قريبا نحو الانتخابات. ورشد التوانسة لا يقل أهمية عن رشد الموريتانيين، فالرشد هو إبعاد البلد عن مآلات قد تؤدي إلى تدهور في العلاقات الاجتماعية، ومن ثم توديعه لمن يعيش في مستنقعات الصراع والقتل، كذاك المتشرد الذي صارعه هوميروس حسب أرسطو.
على المغاربة إدراك أهمية الرشد السياسي والأخلاقي للابتعاد قدر الإمكان عن كل أشكال الفتن، ولا سيما التراشق وإرسال التهم والتهديد والوعيد، لأن ذلك يخلق نوعا من الارتباك داخل المجتمع، ويبعث القلق بين قواه. وتؤكد وقائع وأحداث أخيرا على أهمية الرشد، فما المراد مثلا من تعليق نائب على فتيات يملكن حسا إنسانيا، وقدمن من بلجيكا لتقديم يد العون لحي أو دوار ما.
كان على البرلماني أن يشدّ على أيديهم، كما كان المطلوب من منتقديه الدخول في نقاش هادئ، لا يستفز مشاعر أحد.
ليس عيبا قيام مجموعة من الجماعات الغربية، بدافع إنساني وأخلاقي، بأنشطة يقبلها القانون وتسير في إطار المجهود التنموي لإسعاد الناس.
حالة الضيق التي يعانيها المواطن، والتي تعوّد عليها كحياة طبيعية، بل وقد تصالح مع الشقاء. يعود الضيق إلى حالات غياب الاستقرار النفسي والاجتماعي، مما يثير حفيظة وتخوّف المواطن.
الرشد مطلوب لذاته، وعلى المثقف العضوي وعلى المسير والسياسي وكذا النقابي، وقبل ذلك كل القوى التي لها تأثير مباشر كأهل الديانة من الأئمة والوعاظ نشر فضيلة الرشد.
F01BF109-CE84-49A7-B7DD-C4503D4FBCEE
F01BF109-CE84-49A7-B7DD-C4503D4FBCEE
محمد الأغظف بوية (المغرب)
محمد الأغظف بوية (المغرب)