في ديربي مدريد..رجل السكر عاد إليكم من جديد!

23 ابريل 2015
+ الخط -

تطورت الطرق الدفاعية كثيراً وصارت الخطط أكثر تعقيداً، ولم تعد هناك الأخطاء الساذجة في الملعب كما في السابق، بالإضافة إلى ذكاء المدافعين الكبار، مع قوتهم البدنية وحضورهم الذهني. في الماضي، شاهدنا الكثير من الأهداف داخل الصندوق بسبب أخطاء الدفاع والتسرع البدائي، هكذا علمتنا اللعبة على مر تاريخها الطويل.

المهاجم القديم
أدى تغير طرق التسلل وقوانين اللعبة إلى تمديد واتساع الملعب، وأصبح خط الدفاع المتقدم وفارق الـ 25 متراً بين الدفاع والهجوم أمراً أقرب إلى المستحيل، على طريقة أريجو ساكي مع ميلان التي انتهت تقريباً إلا مع فرق قليلة جداً. عاد الخط الأخير للخلف وبدأ يقف أمام منطقة الجزاء، حتى الفرق التي تبادر بضغط عالٍ هذا الموسم، تلعب بخط دفاع متأخر مع ثنائي ارتكاز في منطقة الوسط، لذلك قل كثيراً معدل المهاجمين الذين يسجلون فقط، لغياب الرفاهية الكروية بعيداً عن دهاليز وخبايا المستديرة.

يقول ويلسون في إحصائية قديمة عن الفرنسي نيكولا أنيلكا خلال فترته مع تشيلسي، إن المهاجم الخبير كان البادئ بالتسجيل في مناسبتين فقط خلال 14 مباراة مع فريقه، أما البقية فجاءت بعد تسجيل المبادرة من جانب لاعب آخر، وهذه الأرقام تؤكد أن لاعب الصندوق تعتبر مهمته في غاية التعقيد، ويحتاج دائماً إلى عدة فرص متتالية من أجل هز الشباك.

رجل السكر
القناص مرعب الحراس، المهاجم الكلاسيكي القادر على تسجيل الأهداف أمام المرمى، اللاعب المشاغب مواليد منطقة الجزاء، كل هذه العبارات تم إطلاقها على مهاجم الصندوق أو فيما يعرف باسم "رجل السكر"، وفي التكتيك الإنجليزي هو الـ Goal Poacher، على طريقة آلان شيرار مع نيوكاسل ومنتخب إنجلترا. بينما في إيطاليا، حصل الأزوري على مونديال 82 عن طريق أهداف القاتل، باولو روسي، وعرف بيبو انزاجي التألق رغم أنه ليس لاعب كرة قدم من وجهة نظر كرويف، لأنه فقط يُدرك قيمة الأمتار الأخيرة من الملعب، حيث يقابل الحارس ويلامس الشباك.

ومع ظهور فكرة المهاجم الوهمي، ثم المهاجم المساعد الذي يتحرك باستمرار ويفتح الطرق أمام زملائه، كذلك المهاجم القوي في ألعاب الهواء، الذي يصعد لتسلم الكرة الأولى وإيصالها إلى صانع اللعب المجاور، اختفى تدريجياً رجل السكر من سجلات الكرة العالمية، وبقي وجوده فقط في بعض الفرق الصغيرة، أو كبديل استراتيجي مع الكبار، يشارك خلال دقائق معدودة ويسجل في الأوقات القاتلة.

وتوجد بعض الشروط الفنية الهامة جداً لظهور دور رجل السكر، أهمها بكل تأكيد اللعب بخطة 4-4-2، حيث يتواجد مهاجم متحرك لا يكل ولا يمل، وآخر ينتظر الخطأ داخل المنطقة، ويلعب باستمرار أمام صانع اللعب. وخلال "الديربي" الأوروبي الأخير بين ريال مدريد وأتليتكو مدريد، عاد رجال سيميوني كثيراً للخلف، ولعب أنشيلوتي بفكر قريب من التكتيك الكلاسيكي القديم، لذلك وجد المكسيكي خافيير هيرنانديز نفسه في الطريق الصحيح نحو المجد.

تشيتشاريتو
بالغ فريق أتليتكو مدريد في الدفاع، وكانت تغييرات الشولو دفاعية بامتياز، بعد إخراج نيجويز وإشراك جابي، ثم جارسيا مكان جريزمان، وأخيراً خيمينيز بدلاً من لاعب الارتكاز تياجو، لذلك زاد تكتل الروخيلانكوس أمام المرمى، وترك الفريق الضيف الوسط والهجوم لصالح ريال مدريد، الذي راهن على ثنائي طرفي حقيقي، ايسكو ورودريجز على الخط الجانبي، مع راموس وكروس في العمق، بينما يتحرك رونالدو بأريحية، وينتظر المكسيكي الهدايا من الرفاق.

إذا ركزنا فقط على أداء "تشيتشاريتو" فسندرك فوراً أنه استقبل أكثر من فرصة طوال التسعين دقيقة، وكلها تقريباً داخل منطقة الجزاء، مصدر خطورته الأول وحيز تحركه الوحيد، لذلك أضاع اللاعب الفرصة الأولى، ولم يسجل الثانية، وتعامل مع الثالثة بدون تركيز، حتى جاء الفرج أخيراً بتوغل رونالدو وصناعة رودريجز، ومع تركيز معظم دفاع الأتليتي على النجوم القادمين من الخلف، ظهر دور المهاجم التقليدي جلياً في الدقائق الأخيرة، ووضع هيرنانديز هدف الفوز داخل الشباك.

بكل تأكيد لا يمتلك تشيتشاريتو مهارات بنزيما، ولا يمتاز بسرعة خيسي، ومن الصعب جداً إشراكه في معظم مباريات الميرينجي، لكنه ضروري جداً إذا أراد المدرب الإيطالي اللعب بالخطط الكلاسيكية، والعودة إلى مبادئ اللعبة، حيث تكون مهمة المهاجم خاصة بتسجيل الأهداف، ولا شيء غير ذلك. 

المساهمون