يعمل عدد من الشباب الفلسطينيين في مختلف مخيمات لبنان على مساعدة الأشخاص المعوقين ذهنياً. هؤلاء لم يجدوا أي مانع من التطوع.
علي عبيد (25 عاماً) هو أحد هؤلاء. درس الإدارة العامة في الجامعة ولم يجد عملاً بعد. يقول لـ "العربي الجديد" إنه بدأ العمل التطوعي منذ كان في الجامعة، لافتاً إلى أنه يحب مساعدة الآخرين، وخصوصاً الأشخاص المعوقين. يضيف: "أعمل وآخرون على إعادة تدوير بعض الأشياء التي نستخدمها في بيوتنا لنبيعها، على أن يعود ريعها للأشخاص المعوقين ذهنياً". ما يهم بالنسبة إليه هو إسعاد الآخرين.
من جهتها، تقول جنى ياسين (19 عاماً)، والتي تعمل متطوعة أيضاً مع جمعية "الأولمبياد الخاص اللبناني"، وهي عضو في اللجنة الشبابية في الجمعية، إن الجمعية تركز في عملها على فئة الشباب. وبالتالي، تستعين بالشباب كونهم قد يكونون أكثر قدرة على التواصل مع آخرين من الفئة العمرية نفسها. توضح أن "عملنا يرتكز في الجامعات والمدارس، ونحاول توعية الطلاب التلاميذ على كيفية مخاطبة الأشخاص المعوقين ذهنياً، تفادياً لإيذائهم، وخصوصاً أن الأمر يتكرر دائماً".
تتحدث ياسين عن المشروع الذي قامت به بمساعدة أهلها. تقول إنها بدأت بصناعة ساعات يدوياً في البيت، وساعدها في ذلك أهلها، لافتة إلى أن "ريع المشروع سيخصص للأشخاص المعوقين ذهنياً، بهدف تأمين مشاركتهم دائماً في الألعاب الأولمبية الشتوية، كالتزلج وغيرها". وتلفت إلى "أننا نحتاج إلى دعم الناس ومساعدتهم". وتوضع أنها تصنع الساعات "من خلال استخدام أدوات المطبخ كالمقلاة أو الملاعق الخشبية وغيرها".
تتابع ياسين: "نركز في عملنا على دمج الأشخاص المعوقين ذهنياً مع الآخرين، وذلك من خلال تأمين مشاركتهم في الألعاب الأولمبية". وتشرح أنه "عادة ما يحدث الأمر من خلال دمج أشخاص معوقين ذهنياً مع آخرين لا يعانون من أية إعاقات في فريق واحد". وتلفت إلى أن "بعض الجمعيات استغربت الأمر في البداية، لكنها عادت واقتنعت بأهميته في وقت لاحق، وخصوصاً أن هؤلاء أثبتوا قدرتهم على اللعب".
إلى ذلك، تلفت ياسين إلى أن بعض المتبارين حازوا ميداليات، مضيفة "إننا نعمل اليوم مع عدد من الجمعيات بهدف مساعدة الأشخاص المعوقين ذهنياً. وهناك مشاركة كبيرة من قبل جمعيات فلسطينية"، مشيرة إلى ضرورة أن يكون هناك وعي لدى المسؤولين. أما عن الأماكن التي يمارس فيها الأشخاص المعوقون الرياضة، فهي ملاعب المدارس، التي تستوفي الشروط المطلوبة، أو ملاعب البلدية.