نجا الطفل ووالده (الصورة) من الغرق في البحر المتوسط. كان حظهما أفضل من آخرين ابتلعهم البحر. حلمهما صغير. يريدان عيش حياة كريمة وآمنة فقط. اضطرا إلى خوض تجربة الموت هذه. خافا وتعانقا طويلاً في عرض البحر. صارا اليوم في أمان. يقبّل الوالد طفله، وهو بدوره يبتسم. بات في حضن دافئ ومكان آمن.
صباح الثلاثاء الماضي، استقبل مركز تجمع المهاجرين في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية أكثر من 1200 مهاجر، بحسب المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين. وكانت المنظمة الدولية للهجرة قالت إن 3800 مهاجر على الأقل أُنقذوا منذ يوم الجمعة الماضي، ووصلوا إلى إيطاليا وتحديداً جزيرتي لامبيدوزا وصقلية، فيما لقي 29 مهاجراً حتفهم بسبب البرد، وفقد أكثر من 300 آخرين الأسبوع الماضي.
واستقبل المركز، الذي لم يعد يفتح أبوابه إلا في الحالات الطارئة، 1200 شخص، بينهم 200 امرأة ونحو مائة طفل. وسجلت وزارة الداخلية ارتفاعاً في نسبة المهاجرين غير الشرعيين بنسبة 40 في المائة في يناير/كانون الثاني بالمقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي. أما هذا الشهر، فوصل الجزيرة نحو 3800 مهاجر، بزيادة كبيرة بالمقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي.
وأعرب المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة في جنيف، عرب جويل ميلمن، عن قلقه من الانطلاق المبكر والقوي "لموسم التهريب". فيما قال المتحدث باسم المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين أدريان ادواردز، إنها "مشكلة أكبر مما نراه في البحر المتوسط أو ليبيا. إنها مقلقة جداً".