تنتظرُ هذه العجوز السورية التي جاءت إلى لبنان هرباً من الحرب الدائرة في بلادها الحصول على المساعدات. لا تكترث للجهة التي قد تعينها. يهمها فقط ألا يموت الأطفال من البرد أو الجوع. هذه الجدة كانت تحلم أن يعيش أحفادها حياة طبيعية، وكانت قد رسمت لكل واحد منهم مستقبلاً جميلاً. جعلت منهم أطباء ومهندسين، ولاحقاً آباء وأمهات. هذه التخصصات برأيها تضمن لهم العيش الكريم. لكن كل شيء تغيّر. وبدأت تتنازل عن أحلامها شيئاً فشيئاً.
يحتاج اللاجئون في لبنان إلى أمور كثيرة. المساعدات التي يحصلون عليها، والتي بدأت تتضاءل أخيراً، بالكاد تلبي احتياجاتهم الأساسية. أمس، أعلن المفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات خريستوس ستيليانيدس، تقديم مساعدات إنسانية جديدة بقيمة 37 مليون يورو لمساعدة لبنان في مواجهة تداعيات أزمة اللاجئين السوريين. وقال إن هذه المساعدات "جزء من حزمة جديدة بقيمة 136 مليون يورو لمواجهة تداعيات الأزمة في سورية، وهي مخصصة للداخل السوري والبلدان المجاورة"، لافتاً إلى أن هذا التمويل "سيساهم في تلبية الاحتياجات الأساسية للاجئين الأكثر فقراً في لبنان".
فيما أكد المفوض الأوروبي للسياسة الأوروبية للجوار ومفاوضات التوسع يوهانس هان، أن لبنان "يضم الرقم الأعلى من اللاجئين بالنسبة لعدد السكان فيه". ربما تُساهم هذه الملايين في تقديم خدمات أفضل لللاجئين السوريين في لبنان، أو تتلاشى وسط كم المآسي التي يصعب إحصاؤها.