07 يونيو 2016
في أحوال الحكم والسلطة... عربياً
تحرّرت الشعوب العربية من المُستعمِر الغربي، ولكن بعد تصفية استعماره وطرده، ظهر مُستعمِر آخر من أبناء جلدتنا، يتمثل بأنظمة الاستبداد المهيمنة التقليدية العربية. ولو نظرنا إلى حكام اليمن، فمنذُ خروج المحتل البريطاني من جنوب اليمن، وكذلك الأتراك من شماله، لم يرَ الشعب اليمني النور، واستمر الصراع بين أبناء الطبقة التقليدية. فتارةً يحكم اليمن أبناء القبائل وتارةً أبناء الهاشميين وهكذا. لا يوجد أي دور للمثقف الحقيقي، وأعني حملة الدكتوراه والخبراء والمهندسين والأطباء ورجال الكلمة ... إلخ. دور هؤلاء هامشي، بل لا يوجد لهم ثقل ووزن داخل الدولة اليمنية، منذُ ثورة السادس والعشرين من سبتمبر/ أيلول 1962، وكان دور هذه الطبقة المثقفة لا يتعدى مكان عملها، كأطباء ومدرسين، وغير ذلك من مهن، ولا تمتلك الدور الحقيقي في رسم سياسة الدولة، بما يواكب المتغيرات العالمية.
ويرزح جزء من الوطن العربي تحت سلطات دينية وقبلية تقليدية، ولا يوجد دور للمثقف الحقيقي في هذه البلدان. وفي مصر والجزائر وسورية، ما زالت تحكم شعوبها بحكم عسكري تقليدي بحت، ولا مجال لأي طبقة أو فئة أخرى أن تنافس القائمين عليه. وما حدث في مصر، أخيراً، خير دليل على قولنا هذا، وكذلك ما يحصل في سورية اليوم، فهناك جرائم ومجازر وإبادة جماعية يرتكبها بحق أبناء الشعب السوري نظام الدكتاتور بشار الأسد.
وهناك دول تعيش تحت نير طبقةٍ دينيةٍ طائفيةٍ تقليدية متشددة، لا تَعرف سِوى الغِلّ والحقد والأنانية والغرور وهؤلاء أشد خطراً من الأنظِمة العربية التقليدية الأخرى. هؤلاء لا يؤمنون سِوى بِلغة الموت للآخر والحياة لهم. وتعتقد هذه الطبقة أن الحكم جعله الله لها، وما على المثقفين والمتعلمين والآخرين سِوى الطاعة. تحكم هذه الطائفة العراق اليوم، وقد سجنت وعذبت وشردت خبراء وقادة فكر وحملة شهادات عليا والمهندسين، وأصبح شعب العراق من أكثر الشعوب العربية تعرضاً للقسوة والتنكيل.
يعرف الوطن العربي اليوم أسوأ مراحل تاريخه المعاصر والحديث، بل والقديم أيضاً، لعدة أسباب: أولاً، الحاكم الفعلي في الوطن العربي هو المثقف التقليدي (الشيخ، الملك، السلطان، الضابط). ثانيا، لا مجال للنقد الموضوعي والبناء في الوطن العربي، فأصحاب الرأي والكلمة والقلم غالباً محرومون ومضطهدون. ثالثاً، المثقف الحقيقي (الخبير، الدكتور، المهندس، المفكر، الجامعي، الصحافي، الأديب، المخترع) مستبعدون غالباً في أجهزة إدارة شؤون الدولة. ولذلك، هاجرت أغلب العقول والأدمغة والكفاءات العربية من بلادها. وقد أفاد الباحث الجزائري، بلكبير بومدين، في إحدى دراساته، بأنّ أكثرمن 32% من المثقفين العرب يعيشون في المنفى نتيجة للغبن والظلم والقمع الذي تلقوه في بلادهم.
يتضح أنّ الطبقة التقليدية الحاكمة بالاستبداد والعسف والإقصاء، في الوطن العربي، هي من أجّجت الصراع الداخلي في الوطن العربي، وهي من أسباب الخراب والدمار والجهل والتخلف والفقر والحروب الطائفية التى يدفع ثمنها المواطن العربي المسكين. ولن تتقدم الدول العربية، وتتطور في مسار الديمقراطية والابتكار والتنمية الا عندما تحكمها الطبقة المُثقفة، وذلك كل في إطار تخصصه وعمله. حينها، سيرى الوطن العربي الخير والتقدم والرفعة، وسيخرج من كبوته، وسيستعيد دوره الحضاري والتاريخي، وسينافس الدول الصناعية الكبرى. قد يقول قائل إنّ الأحداث التي يمر بها الوطن العربي، اليوم، لا تبشر بخير. وبالتالي، من المستحيل الوصول الى ما نصبو إليه، لكننا نؤكد أنّه، بعد هذه الأزمات والحروب والكوارث، سيخرج جيل مثقف واع يعرف ماذا يريد، وسيتولى السلطة في غير بلد عربي. لسنا متشائمين، بل متفائلين، والمتمنى أن يكون تفاؤلنا في محله.
ويرزح جزء من الوطن العربي تحت سلطات دينية وقبلية تقليدية، ولا يوجد دور للمثقف الحقيقي في هذه البلدان. وفي مصر والجزائر وسورية، ما زالت تحكم شعوبها بحكم عسكري تقليدي بحت، ولا مجال لأي طبقة أو فئة أخرى أن تنافس القائمين عليه. وما حدث في مصر، أخيراً، خير دليل على قولنا هذا، وكذلك ما يحصل في سورية اليوم، فهناك جرائم ومجازر وإبادة جماعية يرتكبها بحق أبناء الشعب السوري نظام الدكتاتور بشار الأسد.
وهناك دول تعيش تحت نير طبقةٍ دينيةٍ طائفيةٍ تقليدية متشددة، لا تَعرف سِوى الغِلّ والحقد والأنانية والغرور وهؤلاء أشد خطراً من الأنظِمة العربية التقليدية الأخرى. هؤلاء لا يؤمنون سِوى بِلغة الموت للآخر والحياة لهم. وتعتقد هذه الطبقة أن الحكم جعله الله لها، وما على المثقفين والمتعلمين والآخرين سِوى الطاعة. تحكم هذه الطائفة العراق اليوم، وقد سجنت وعذبت وشردت خبراء وقادة فكر وحملة شهادات عليا والمهندسين، وأصبح شعب العراق من أكثر الشعوب العربية تعرضاً للقسوة والتنكيل.
يعرف الوطن العربي اليوم أسوأ مراحل تاريخه المعاصر والحديث، بل والقديم أيضاً، لعدة أسباب: أولاً، الحاكم الفعلي في الوطن العربي هو المثقف التقليدي (الشيخ، الملك، السلطان، الضابط). ثانيا، لا مجال للنقد الموضوعي والبناء في الوطن العربي، فأصحاب الرأي والكلمة والقلم غالباً محرومون ومضطهدون. ثالثاً، المثقف الحقيقي (الخبير، الدكتور، المهندس، المفكر، الجامعي، الصحافي، الأديب، المخترع) مستبعدون غالباً في أجهزة إدارة شؤون الدولة. ولذلك، هاجرت أغلب العقول والأدمغة والكفاءات العربية من بلادها. وقد أفاد الباحث الجزائري، بلكبير بومدين، في إحدى دراساته، بأنّ أكثرمن 32% من المثقفين العرب يعيشون في المنفى نتيجة للغبن والظلم والقمع الذي تلقوه في بلادهم.
يتضح أنّ الطبقة التقليدية الحاكمة بالاستبداد والعسف والإقصاء، في الوطن العربي، هي من أجّجت الصراع الداخلي في الوطن العربي، وهي من أسباب الخراب والدمار والجهل والتخلف والفقر والحروب الطائفية التى يدفع ثمنها المواطن العربي المسكين. ولن تتقدم الدول العربية، وتتطور في مسار الديمقراطية والابتكار والتنمية الا عندما تحكمها الطبقة المُثقفة، وذلك كل في إطار تخصصه وعمله. حينها، سيرى الوطن العربي الخير والتقدم والرفعة، وسيخرج من كبوته، وسيستعيد دوره الحضاري والتاريخي، وسينافس الدول الصناعية الكبرى. قد يقول قائل إنّ الأحداث التي يمر بها الوطن العربي، اليوم، لا تبشر بخير. وبالتالي، من المستحيل الوصول الى ما نصبو إليه، لكننا نؤكد أنّه، بعد هذه الأزمات والحروب والكوارث، سيخرج جيل مثقف واع يعرف ماذا يريد، وسيتولى السلطة في غير بلد عربي. لسنا متشائمين، بل متفائلين، والمتمنى أن يكون تفاؤلنا في محله.