"عندما يصير كاتب فيلم سينمائي قطعة إكسسوار فيه" بتلك العبارة بدأ الصحافي والناقد السوري نضال قوشحة تعليقه حول فيلمه "رسائل الكرز" الذي كتب السيناريو له، بينما أخرجته الممثلة السورية سلاف فواخرجي وأضافت اسمها عليه ككاتبة سيناريو.
حصل الفيلم أخيراً على جائزة "الفيلم الأول للمخرج في مهرجان الإسكندرية وهي جائزة تشجيعية أكثر منها تقييمية، تمنح للمخرج في عمله الأول، تقاسمتها سلاف مع مخرج عراقي، من قبل لجنة نقابة المهن السينمائية.
كما منحت لجنة تحكيم مهرجان الإسكندرية السينمائي الفيلم السوري (الرابعة بتوقيت الفردوس) لمحمد عبد العزيز جائزة لجنة التحكيم، بالإضافة لمنحها بطلته نوار يوسف، جائزة فاتن حمامة كأحسن ممثلة، لكن الترويج الإعلامي الخاطئ، والذي يبدو أنه لم يكن بريئاً، منح فيلم "رسائل الكرز"جائزة أفضل فيلم في مهرجان الإسكندرية.
وبعيداً عن ذلك الخطأ، فاجأنا هذا المساء الصحافي والناقد نضال قوشحه، كاتب قصة وسيناريو الفيلم، بتعليق ناري على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حين قال: "تعلمت وآمنت، أن العمل السينمائي جماعي، يبدأ بالكاتب، الذي يضع الخطوط الأولى في الفيلم، والذي يبني المقولة الفكرية النهائية له. ثم يأتي دور المخرج الذي يضع المعادل البصري المناسب للفيلم. وكلمة المعادل هنا غاية في الأهمية، كونها تعني نقل ما كتبه صاحب النص، طبعا يحق للمخرج وهو شخص مبدع كما الكاتب، أن يضع تصوراً ما في النص ولكن بموافقة الكاتب أولا، وبشرط أن تبقى المنظومة الفكرية التي بناها الكاتب موجودة وإلا فليكتب هو".
نضال قوشحة قال إن الجولان الذي كان قد سكن وجدانه كونه أحد أبنائه، جعله يكتب نصاً سينمائياً عنه منذ عام 1993 ، حين كان ما يزال طالباً جامعياً ولكن هذا النص الذي قدمه للمخرج محمد ملص حينها والذي كان بعنوان (ابن الجولان) كان محتاجاً لاختصار كبير في الحوار بحسب رأي محمد ملص، الأمر الذي دفعه لإعادة كتابته عشرات المرات، حتى خرج بنسخته النهائية في عام 2010.
وأوضح قوشحة في منشوره أنه كان قد قابل الصديقة سلاف فواخرجي في نهاية عام 2010 في أحد مقاهي دمشق وتحدث معها عن سيناريو فيلم سينمائي مدته حوالي الساعة، يحمل عنوان(رسائل حب من كرز الجولان ). ثم مرت أيام وأبدت رغبتها في إخراج الفيلم، وليس التمثيل فيه، ولأنه كان ينظر إليها باعتبارها قامة فنية سورية كبيرة، لها تاريخ فني حافل على الصعيدين السوري والعربي، فوافق على الفكرة وبدأت مسيرة البحث عن منتج.
وتنازل لها أمام لجنة صناعة السينما والتلفزيون عن سيناريو الفيلم، لكن سلاف وبحسب كلامه قامت بإدخال تعديلات على النص وافق على مجملها وكانت مقتصرة على مشهدين، على أن تنفذ حرفياً ما ورد في باقي سيناريو الفيلم، ولكن ما إن بدأ تنفيذ الفيلم حتى بدأ تجاهله.
يقول قوشحة منتقداً التعديلات التي أجرتها سلاف: "عرفت أنها أدخلت مشهدين لحربي الـ48 وكذلك الـ73، وقد أتفهم وجود حرب الـ73 بحكم تتالي الزمن الخاص بالفيلم، ولكن ما معنى الرجوع للوراء في مشهد عن حرب الـ48. هذا التدخل في بنية السيناريو نسف المفهوم الأساسي له وهو الابتعاد تماماً عن السياسية والبقاء في إطار قصة الحب الشفافة بين الحبيبين. وجعل منه ليس فيلما سياسياً فقط بل ومؤدلجاً". ثم أنهى تعليقه المطول على فيسبوك بوضع السيناريو الأصلي لفيلمه كاملاً.
الأغرب من كل ذلك أن الناقد نضال قوشحة حين كان يكتب تصريحه هذا من بيته، كان الفيلم يعرض جماهيرياً في مدينة دمشق ، في قاعة الأوبرا، وكانت المخرجة تقدمه على أنه الفيلم الحائز على جائزة "أفضل إخراج" في مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته 32.
الأغرب من كل ذلك أن الناقد نضال قوشحة حين كان يكتب تصريحه هذا من بيته، كان الفيلم يعرض جماهيرياً في مدينة دمشق ، في قاعة الأوبرا، وكانت المخرجة تقدمه على أنه الفيلم الحائز على جائزة "أفضل إخراج" في مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته 32.
Facebook Post |