في هذه الحالة، فإن أول من يتحمل المسؤولية هم العاملون في قطاع السكك الحديدية وسواقو القطارات المتهمون مباشرة بتشكيل الصورة السيئة لهذا القطاع.
المخرجة أريج السحيري أرادت من خلال فيلم "عالسكّة" سرد قصة شابين: أحمد وعبد الرحيم، وإضاءة جنبات معتمة، بعيداً عن الصورة النمطية المتداولة.
يبلغ أحمد من العمر 34 سنة وهو حفيد لأحد العاملين في السكة الحديدية، اختار العمل في المجال نفسه، ووثق كل أوجه الخلل التي يعرفها القطاع.
تسبب هذا في غضب المسؤولين الذين ضيقوا عليه في العمل وحرموه من التمتع بالامتيازات الوظيفية، الأمر الذي حال دون تحقيق حلمه في الزواج بمن يحب، ليتحول القطار الذي يعمل فيه إلى عائلته التي يفتقدها.
يشارك أحمد في التوثيق لعمل سائقي القطارات عبد الرحيم، البالغ من العمر 27 سنة، وهو فنان راب اختار العمل في السكة الحديدية لتمويل ألبومه الأول، فكانت مصدر إلهام له، كما كانت مصدراً لتوثيق المعاناة اليومية للسواقين.
في تجربتها الأخيرة مع فيلم "عالسكّة"، تواصل أريج السحيري طريقاً في الأفلام الوثائقية قطعته بثقة، بعد نجاح فيلمها الأول "فيسبوك أبي"، الذي حصل على جائزة أفضل فيلم قصير في فعالية "ليالي الفيلم القصير" في باريس.
الفيلم يعرض الآن في ثماني قاعات في العاصمة التونسية. وأكد محمد أمين بن هلال، المستشار الإعلامي للفيلم، أن "عالسكة" "يعرف إقبالاً جماهيرياً محترماً" رغم أن عرضه تزامن مع عرض أفلام أخرى ورغم طابعه التوثيقي.