حقيبة مسروقات تتحول في ليلة وضحاها إلى مقام يأتيه الناس من كل حدب وصوب طلباً للبركة والشفاء. هذه الفكرة العبثية هي محور فيلم "السيد المجهول"، للمخرج المغربي علاء الدين الجم الذي يشارك في المسابقة الرسمية في الدورة الثامنة عشرة من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش.
في إطار كوميدي عبثي، تدور أحداث الفيلم حول لص يهرب بحقيبة مسروقات إلى الصحراء بينما تلاحقه الشرطة. يقرر أن يدفن الحقيبة في منطقة صحراوية، ويحول مدفنها إلى ما يشبه القبر كي يسهل له التعرف على هذا المكان فيما بعد. تلقي الشرطة القبض عليه وتسجنه لأعوام عدة، ليخرج بعدها ويتوجه رأساً إلى المنطقة حيث دفن الحقيبة، فيكتشف أنها تحولت إلى مقام وضريح لمن أطلق عليه الناس "السيد المجهول".
يسلط الفيلم، بشكل ضاحك، الضوء على سلطان الخرافات وكيف تؤثر في معتقدات الناس وتدفعهم للقيام بأي شيء. فسكان المنطقة الجبلية الصغيرة تركوا بيوتهم وسكنوا بالقرب من الضريح طلباً للشفاء والبركة وهطول المطر، غير مدركين أن تلك البقعة لا تضم سوى حقيبة نقود مسروقة.
Facebook Post |
يتناول المخرج الصراع ضد سطوة الخرافة عبر قصة اللص ومحاولاته المستميتة لانتشال الحقيبة من الضريح، وطبيب يعين في القرية ويصطدم بمعتقدات سكانها الرجعية، وشاب يحاول السفر بحثاً عن مستقبل أفضل لكن والده المسن يعيقه عن ذلك.
يصور المخرج كيف ينتشر تأثير الخرافات كالعدوى ليصيب حتى اللص والطبيب والشاب الذين لم يكن يؤمن أي منهم بذلك كل لأسبابه المختلفة.
ويقول المخرج إنه اختار القالب الكوميدي لأنه أراد أن تضحك الناس على تلك الأفكار الرجعية فتدرك مدى سخافتها. وقال "لا توجد خصوصية للمكان في الفيلم لأن هذا النوع من الأفكار منتشر في معظم المناطق القاحلة في المغرب".
Twitter Post
|
وأضاف: "أردت أن يكون الفيلم أشبه بالكورال. مجموعة من الشخصيات موجودة في المنطقة نفسها وتتقاطع مصائرهم بسبب هذا الكيان".
وسبق أن شارك الفيلم في قسم "أسبوع النقاد" في "مهرجان كانّ السينمائي الدولي"، حيث لاقى استحسان النقاد.
ويشارك في المسابقة الرسمية في "المهرجان الدولي للفيلم بمراكش" 14 فيلماً من 14 دولة، منها ثلاث دول عربية هي المغرب وتونس والسعودية. وتستمر هذه الدورة من المهرجان حتى السابع من ديسمبر/كانون الأول الحالي.
(رويترز)