تشكّل مواقع التواصل الاجتماعي واحدة من أبرز وسائل الترفيه لدى العراقيين اليوم، خصوصاً مع انعدام الأمن وندرة الأماكن التي يستطيع الشباب - من كلا الجنسَين - اللجوء إليها لقضاء أوقاتهم. هي أيضاً واحدة من وسائل التفريغ وسط الفساد والتطرّف الديني، بالإضافة إلى أنها وسيلة للتواصل ما بين الأصدقاء والأهل والأقرباء وكذلك للتعارف وتبادل الأفكار والخوض في نقاشات. ويتجه أكثر العراقيين إلى موقع "فيسبوك"، إذ تشير تقارير محلية حديثة إلى أن نحو 70% من العراقيين ابتداءً من سنّ السادسة عشرة، يملكون حساباً فيه.
يوماً بعد آخر، ترتفع نسبة المقبلين على "فيسبوك" من أطفال وشباب ومتقدمين في السن من الجنسَين، فهو يوفّر لهم عالماً متكاملاً للاطلاع على ما يدور حولهم والتواصل مع أقاربهم أو أبنائهم الذين شتتتهم الحروب. لكنه لا يمكن غضّ النظر عن سلبيات قد تشكّل مخاطر على المجتمع لأسباب عديدة، منها جهل الاستخدام الصحيح واللجوء إلى العالم الافتراضي لتعويض ما يفتقده كثيرون في عالمهم الخاص، بحسب ما يلفت أهل الاختصاص.
يقول الخبير في أمن المعلومات رضا الحسني إنّ "الجميع مشغول بمتابعة ما يجري من حوله والتواصل مع أقاربهم في المناطق التي لا تتوفر فيها شبكات خلوية". يضيف لـ "العربي الجديد" أن "ثمّة مخاطر من جرّاء سوء استخدام فيسبوك، إذ يؤثر ذلك على النسيج الاجتماعي ويحدث مشاكل كبيرة، خصوصاً أنّ عدداً كبيراً من مستخدمه لا يعرفون كيفية التعامل مع الحسابات المزيفة أو حتى التواصل مع الحسابات الحقيقية بطريقة آمنة".
من جهتها، تلفت الباحثة الاجتماعية، عبير عيسى، إلى أنّ "ثمّة مخاطر تحيط بالجميع، خصوصاً بالنسبة إلى المراهقين والمراهقات عند سوء استخدامهم فيسبوك، لا سيما من خلال نشر صور عائليّة خاصة". وتوضح لـ "العربي الجديد" أنّ "أسباباً كثيرة تدفع بشخص ما إلى البحث عما يحتاج إليه من عاطفة وحنان عبر العالم الافتراضي، من دون أن يتنبّه إلى المخادعين. وذلك من شأنه أن يسيء إلى سمعة كثيرين، خصوصاً الشابات والنساء". تضيف أن "الزوج قد يبحث عن العاطفة خارج إطار الزواج إذ رأى أن زوجته مقصّرة بحقه أو منشغلة بأعباء المنزل والأطفال. أما الزوجة، ففد تبحث من جهتها عن تلك العاطفة في العالم الافتراضي، عندما تجد أن زوجها لا يهتم بها وتشعر بأنه يهرب منها".
وتشدّد عيسى على "ضرورة أن تثقّف كل أسرة أبناءها وبناتها حول الطرق الصحيحة لاستخدام فيسبوك ومواقع التواصل الأخرى، وتوعيتهم حول مخاطرها وثغراتها التي يستغلها المتصيدون والمحتالون".
وتسجّل حالات طلاق على خلفية اكتشاف الزوجة أنّ علاقة صداقة كانت تربط زوجها بامرأة أخرى عبر "فيسبوك"، قد تطوّرت إلى لقاءات وعلاقة أكثر حميمية. وتقول المحامية بتول عبد السلام إنّ "نساء متزوجات وكّلنني بدعاوى، بعد اكتشافهن علاقات غير شرعية تربط أزواجهن بنساء أخريات عبر هذا الموقع". وتلفت إلى أن "الأمر لا يتعلق بالرجال فحسب. ونجد هؤلاء الذين لا يهتمون بزوجاتهم ولا يعودون إلى المنزل حتى ساعات متأخرة من الليل. هكذا، تلجأ المرأة إلى فيسبوك كوسيلة لتمضية بعض الوقت، وهو ما يعرّضها إلى الوقوع ضحية أحدهم".
الهروب نحو العالم الافتراضي بحسب ما يفيد باحثون وعلماء نفس، يعود إلى أسباب نفسية، لا بدّ من تشخيصها وتحليلها عبر البحث في عمق العلاقة الأسرية، التي لا يتطرق إليها المجتمع بسبب طابعه المحافظ. المتخصص في علم النفس الاجتماعي صادق الفراجي يوضح أنّ "ثمة أخطاء يتحملها الجميع خصوصاً الأب والأم، عند وقوعهما أو أبنائهما ضحية لتهديدات موقع التواصل الاجتماعي هذا أو مواقع أخرى. وقد تبدأ المشكلة من برود العلاقة الحميمية بين الزوجين، كنتيجة لبداية زواج غير صحيحة إما بسبب عدم التفاهم أو الرضا المتبادل على خلفية ما تفرضه عادات وتقاليد معينة، أو لانشغال أحدهما عن الآخر أكثر من اللازم. فيلجآن إلى فيسبوك كتعويض".
ويشير الفراجي إلى أنّ "الأمر ينسحب على الأبناء إذا كانوا في سن المراهقة خصوصاً، والخطر قد يطاول الفتيات أكثر، لا سيما في غياب التوعية وعدم متابعة الأهل لأبنائهم وانشغالهم عنهم. وتقع الكارثة عندما يعد بعض الشبان شابات بالزواج، ويتبادلون معهن الصور الشخصية. بعدها، تبدأ مرحلة ابتزازهن وتهديدهن". وعن الحلول، يشدّد الفراجي على "واجب الوالدين بتوضيح ماهية مواقع التواصل لأبنائهما ومخاطرها عليهم".
إقرأ أيضاً: العراقيون مصدومون مما يتصفحه أطفالهم
يوماً بعد آخر، ترتفع نسبة المقبلين على "فيسبوك" من أطفال وشباب ومتقدمين في السن من الجنسَين، فهو يوفّر لهم عالماً متكاملاً للاطلاع على ما يدور حولهم والتواصل مع أقاربهم أو أبنائهم الذين شتتتهم الحروب. لكنه لا يمكن غضّ النظر عن سلبيات قد تشكّل مخاطر على المجتمع لأسباب عديدة، منها جهل الاستخدام الصحيح واللجوء إلى العالم الافتراضي لتعويض ما يفتقده كثيرون في عالمهم الخاص، بحسب ما يلفت أهل الاختصاص.
يقول الخبير في أمن المعلومات رضا الحسني إنّ "الجميع مشغول بمتابعة ما يجري من حوله والتواصل مع أقاربهم في المناطق التي لا تتوفر فيها شبكات خلوية". يضيف لـ "العربي الجديد" أن "ثمّة مخاطر من جرّاء سوء استخدام فيسبوك، إذ يؤثر ذلك على النسيج الاجتماعي ويحدث مشاكل كبيرة، خصوصاً أنّ عدداً كبيراً من مستخدمه لا يعرفون كيفية التعامل مع الحسابات المزيفة أو حتى التواصل مع الحسابات الحقيقية بطريقة آمنة".
من جهتها، تلفت الباحثة الاجتماعية، عبير عيسى، إلى أنّ "ثمّة مخاطر تحيط بالجميع، خصوصاً بالنسبة إلى المراهقين والمراهقات عند سوء استخدامهم فيسبوك، لا سيما من خلال نشر صور عائليّة خاصة". وتوضح لـ "العربي الجديد" أنّ "أسباباً كثيرة تدفع بشخص ما إلى البحث عما يحتاج إليه من عاطفة وحنان عبر العالم الافتراضي، من دون أن يتنبّه إلى المخادعين. وذلك من شأنه أن يسيء إلى سمعة كثيرين، خصوصاً الشابات والنساء". تضيف أن "الزوج قد يبحث عن العاطفة خارج إطار الزواج إذ رأى أن زوجته مقصّرة بحقه أو منشغلة بأعباء المنزل والأطفال. أما الزوجة، ففد تبحث من جهتها عن تلك العاطفة في العالم الافتراضي، عندما تجد أن زوجها لا يهتم بها وتشعر بأنه يهرب منها".
وتشدّد عيسى على "ضرورة أن تثقّف كل أسرة أبناءها وبناتها حول الطرق الصحيحة لاستخدام فيسبوك ومواقع التواصل الأخرى، وتوعيتهم حول مخاطرها وثغراتها التي يستغلها المتصيدون والمحتالون".
وتسجّل حالات طلاق على خلفية اكتشاف الزوجة أنّ علاقة صداقة كانت تربط زوجها بامرأة أخرى عبر "فيسبوك"، قد تطوّرت إلى لقاءات وعلاقة أكثر حميمية. وتقول المحامية بتول عبد السلام إنّ "نساء متزوجات وكّلنني بدعاوى، بعد اكتشافهن علاقات غير شرعية تربط أزواجهن بنساء أخريات عبر هذا الموقع". وتلفت إلى أن "الأمر لا يتعلق بالرجال فحسب. ونجد هؤلاء الذين لا يهتمون بزوجاتهم ولا يعودون إلى المنزل حتى ساعات متأخرة من الليل. هكذا، تلجأ المرأة إلى فيسبوك كوسيلة لتمضية بعض الوقت، وهو ما يعرّضها إلى الوقوع ضحية أحدهم".
الهروب نحو العالم الافتراضي بحسب ما يفيد باحثون وعلماء نفس، يعود إلى أسباب نفسية، لا بدّ من تشخيصها وتحليلها عبر البحث في عمق العلاقة الأسرية، التي لا يتطرق إليها المجتمع بسبب طابعه المحافظ. المتخصص في علم النفس الاجتماعي صادق الفراجي يوضح أنّ "ثمة أخطاء يتحملها الجميع خصوصاً الأب والأم، عند وقوعهما أو أبنائهما ضحية لتهديدات موقع التواصل الاجتماعي هذا أو مواقع أخرى. وقد تبدأ المشكلة من برود العلاقة الحميمية بين الزوجين، كنتيجة لبداية زواج غير صحيحة إما بسبب عدم التفاهم أو الرضا المتبادل على خلفية ما تفرضه عادات وتقاليد معينة، أو لانشغال أحدهما عن الآخر أكثر من اللازم. فيلجآن إلى فيسبوك كتعويض".
ويشير الفراجي إلى أنّ "الأمر ينسحب على الأبناء إذا كانوا في سن المراهقة خصوصاً، والخطر قد يطاول الفتيات أكثر، لا سيما في غياب التوعية وعدم متابعة الأهل لأبنائهم وانشغالهم عنهم. وتقع الكارثة عندما يعد بعض الشبان شابات بالزواج، ويتبادلون معهن الصور الشخصية. بعدها، تبدأ مرحلة ابتزازهن وتهديدهن". وعن الحلول، يشدّد الفراجي على "واجب الوالدين بتوضيح ماهية مواقع التواصل لأبنائهما ومخاطرها عليهم".
إقرأ أيضاً: العراقيون مصدومون مما يتصفحه أطفالهم