تحول مقطع فيديو، مدته أقل من دقيقة، انتشر بشكل كبير اليوم بين روّاد الإنترنت في المغرب إلى جدال عربي واسع حول حقوق المثليين جنسياً في المنطقة العربية، في ظل عادات وتقاليد ترفض المثلية وتتعامل مع المثليين باعتبارهم مجرمين.
ويظهر مقطع الفيديو شاباً مغربياً متهماً بالمثلية، ينتمي بحسب المتداول إلى مدينة فاس، داخل سيارة أجرة، بينما يتجمع حول السيارة العشرات في محاولة للاعتداء عليه، وفي حين يطلب بعض المحيطين بالسيارة ضرورة تأديبه على فعلته، يرى آخرون ضرورة إخراجه من السيارة أولاً كون صاحبها لا ذنب له، في حين يسخر آخرون ويهتف شخص "الله أكبر".
ويظهر مقطع فيديو ثانٍ جموعاً تعتدي على الشاب المثلي بعد سحله على الأرض، وسط ثناء من كثير من المواطنين الذين تجمعوا لمشاهدة الموقف.
وشاهد مقاطع الفيديو المتداولة نحو نصف مليون شخص على الرغم من أن تداولها لم يمر عليه إلا نحو عشر ساعات فقط.
ويظهر الشاب بمظهر أنثوي حليق الوجه طويل الشعر عاري الذراعين، كما يظهر في عدد من المشاهد وقد تعرّى صدره، في حين لا يتضح إن كان هو من قام بتعرية صدره أم أن من يحاولون الاعتداء عليه هم من فعلوا به ذلك.
وترفض الدول العربية والإسلامية منح المثليين أي حقوق قانونية أو رسمية، كما تنظر قوانين معظم تلك الدول إلى المثليين باعتبارهم خارجين على القانون، ويحاكمون بتهم متباينة بينها الحض على الرذيلة وإشاعة الفاحشة.
وتتواصل بين بعضهم نقاشات تعتبر المثلية الجنسية مرضاً، وترفض اتهام المثليين بالفجور أو الخروج على الطبائع المعتادة، في حين يرى كثيرون من العرب والمسلمين أن المثليين ليس لهم حق في ممارسة ما يوصف بأنه "شذوذ جنسي"، ويلفت كثيرون إلى قصة قوم نبي الله لوط، والذين عاقبهم الله على ممارستهم لما يسمى حالياً بـ"اللواط".
وقبل عام واحد، طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الحكومة المغربية "بوقف محاكمة المتهمين بالمثلية"، وأعربت عن "قلقها حيال المحاكمة غير العادلة"، على خلفية الحكم بالسجن على ستة مغاربة في مايو/أيار 2014 بتهم عدة بينها الشذوذ الجنسي، وهو الحكم الذي أيدته محكمة الاستئناف لاحقاً.
وينص قانون العقوبات المغربي في المادة 489 على أن "كل مجامعة على خلاف الطبيعة يعاقب عليها بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات". كما يعتمد القضاء على المادة 483 من القانون نفسه، والتي تنص على أن "من ارتكب إخلالاً علنياً بالحياء، وذلك بالعري المتعمد أو بالبذاءة في الإشارات أو الأفعال، يعاقب بالحبس من شهر واحد إلى سنتين".
وفي مصر، قررت محكمة استئناف القاهرة، في 27 ديسمبر/كانون الأول 2014، تخفيف الحكم على ثمانية شبان مصريين متهمين بالمثلية من ثلاث سنوات إلى سنة، بعد نشرهم على موقع "يوتيوب" فيديو يظهرون فيه وكأنهم يشاركون في حفل زواج لمثليين.وأصدرت المحكمة الأميركية العليا، الجمعة الماضية، ما وصف بأنه "حكم تاريخي"، يقضي بـمنح المثليين جنسياً الحق بالزواج رسمياً في كافة الولايات الأميركية.