فيديو السيلفي... منصة شعبية لمخاطبة السياسيين

15 ابريل 2017
(جاستن سوليفان/فرانس برس)
+ الخط -
قبل أيام، وبعد تفجير الكنيستين المصريتين في طنطا والإسكندرية، وجّه الناشط المصري شادي سرور رسالةً للرئيس عبدالفتاح السيسي عبر قناته على "يوتيوب"، مستخدماً تقنيّة "فيديو السيلفي". في الفيديو، عبّر سرور عن استيائه من الأوضاع الأمنية والاقتصادية التي آلت إليها مصر في عهد السيسي، بصفته مواطناً مصرياً بسيطاً لا ينتمي لأي حزب أو جماعة سياسية، ويجري مقاربةً بين ما قاله السيسي وما حققه، ويسائله عما حققه في 3 سنوات. 
فيديو سرور انتشر بكثافة حينها، ثم حُذف. لكنّها ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها مواطنون من البلاد العربية منصات التواصل الاجتماعي وتقنية "فيديو سيلفي" لإرسال رسائل مباشرة للسياسيين. فهذه الوسائط التي خلفها التقدم التقني كان لها دور هام لإعطاء مساحة خاصة للتعبير عن الرأي ومناقشة القضايا السياسية بأسلوب مختلف عن الطريقة النمطية التي عادةً ما يتم بها تصدير صوت الهامش إلى شاشات التلفزة المسيسة والمفلترة.

وعادةً ما تنشر "فيديوهات سيلفي" التي تحتوي على رسائل من الشعب للحكام باسم "رسالة إلى السيد الرئيس" أو "رسالة إلى الملك". وتتصف معظم هذه الفيديوهات بالإيجاز، وبلغتها الهجائية النقدية التي لا تخلو من الشتائم في بعض الأحيان، وباقترانها بأحداث سياسية معينة.

فمعظم "فيديوهات السيلفي" التي وجهها الفلسطينيون للرئيس محمود عباس، تتسم بنبرة الهجاء؛ وكذلك الرسائل التي يوجهها السوريون للرئيس بشار الأسد. فإن اللكلمات الحادة تلازم غالباً الرسائل للأسد، وتنشر بعد إصدار قرارات سياسية، مثل الفيديوهات التي نشرت عقب القرارات الرئاسية والمراسيم المتعلقة بخدمة العلم أو زيادة تكاليف جوازات السفر. وأشهر هذه الفيديوهات هو "فيديو السيلفي" الذي نشره هاروت كيجايان على موقع "فيسبوك"، في صفحته "ميكانيكي أزمة"، المؤيدة للنظام السوري، والذي عقب خلاله على حادثة سليمان الأسد من وجهة نظر شاب مؤيد "شعر بفساد النظام". وما زاد حينها من شهرة الفيديو أنه نشر على صفحة كانت تعتبر منبراً للمؤيدين، فأدى لردود فعل عنيفة، ومنها أن كيجايان غير بعده آراءه السياسية وتخلى عن تبعيته للنظام.

ومن خلال البحث على مواقع التواصل الاجتماعي يتبين أن أكثر الشعوب العربية استخداماً لـ"فيديو سيلفي" كمنصة لإيصال رسائل هم المغاربة. فهناك عشرات الفيديوهات لشباب من المغرب وجهوا رسائلهم للملك محمد السادس. وتتسم بعض تلك الفيديوهات بالتهكم، وبعضها تعود لشباب ملثمين، يرغبون بإيصال رسائلهم للملك دون أن يكشفوا عن هويتهم.



دلالات
المساهمون