فيدرير الفائز الأكبر بين عمالقة التنس في أميركا المفتوحة

09 سبتمبر 2014
فيدرير خلال بطولة أميركا المفتوحة (Getty)
+ الخط -

بهدوئه المعتاد، وابتسامته الواثقة، صافح السويسري، روجيه فيدرير، المصنف الثالث عالمياً بين لاعبي التنس المحترفين، الكرواتي مارين سيليتش، بعد مباراة نصف نهائي بطولة أميركا المفتوحة، آخر بطولات "الغراند سلام" الأربع الكبرى، والتي انتهت بانتصار تاريخي للأخير، ولكن "المايسترو" يعرف في قرارة نفسه أنه الفائز الأكبر في هذه البطولة من بين "الكبار".

ففيدرير هو الوحيد من بين "عمالقة" اللعبة الحاليين الذي زاد رصيده بعد مشاركته في هذه البطولة، حيث كان قد خسر في رابع أدوار نسختها الماضية أمام الإسباني، تومي روبريدو، لكنه هذه المرة خرج من نصف النهائي.

في المقابل، واصل الصربي، نوفاك ديوكوفيتش، المصنف الأول عالميا، نزيف النقاط بخروجه المفاجئ أمام الياباني، كي نيشيكوري، في نصف النهائي، بعد أن بلغ نهائي البطولة العام الماضي، ليخسر أمام الإسباني، رافائيل نادال، الذي لم يشارك في البطولة للإصابة.

ليس هذا فحسب، بل إن فيدرير فاز، فيما يراه البعض من عشاقه، بأهم من لقب أميركا المفتوحة، البطولة التي احتكرها بين عامي 2004 و2008، وهي الثقة في النفس، بعد ملحمة ربع النهائي أمام الفرنسي، جايل مونفيس.

كان اللاعب الفرنسي متقدما بمجموعتين دون رد، وسنحت له فرصتان للفوز بالمباراة، لكن "المايسترو" استجمع قواه وتركيزه في كلا النقطتين، ليدفع بالمباراة بعيداً ويعود ويفوز باللقاء في خمس مجموعات.

حقيقي أن مونفيس، الذي يبهر الجماهير بحركاته الاستعراضية وكراته التي تكتم الأنفاس، تأثر ذهنيا ونفسيا بعد خسارة نقطتي الفوز في المباراة، ولكنه لا يزال تحديا بدنيا كبيرا أمام فيدرير، صاحب الـ33 عاما.

كما أن فيدرير لم يتمكن من تحقيق هذه العودة الكبيرة منذ عام 2012، وتحديدا في ثالث أدوار بطولة ويمبلدون، ثالث بطولات "الغراند سلام" الأربع الكبرى، أمام الفرنسي، جوليان بنيتو، مما يؤكد أنه تجاوز تماما موسم 2013، الذي يرغب جميع عشاق "المايسترو" في محوه من ذاكرتهم من غير عودة.

لا تقتصر مكاسب فيدرير في البطولة، التي تقام في نيويورك، فقط على حصد مزيد من النقاط، أو استعادة الشعور الجيد والثقة في النفس، وإنما في تحديد منافسه الأول، خلال السنوات المتبقية في مسيرته الاحترافية، التي بدأها في 1998، وتوج خلالها وفاز خلالها حتى الان بـ 80 لقبا، 17 منها في بطولات "الغراند سلام"، في رقم قياسي بات "رافا" يهدده (14 لقباً).

هذا المنافس ليس نادال ولا ديوكوفيتش، ولا حتى سيليتش، الذي حقق فوزه الأول على فيدرير من أصل ست مواجهات جمعت بينهما، وإنما: الإجهاد.

فبعد مباراة من خمس مجموعات أمام مونفيس، لم يتمكن من مجاراة سيليتش، المصنف 16 عالميا والبالغ من العمر 25 عاما، حيث يدين اللاعب الكرواتي بجزء من الفضل في الفوز إلى الارهاق الذي عانى منه "المايسترو"، إلى جانب ضرباته القوية، بما في ذلك ضربة الإرسال.

والإرهاق لم يكن فقط على الصعيد البدني، وانما كذلك على الصعيد الذهني، الأمر الذي بدا جليا خلال المباراة، وخاصة مع قرارات الهجوم من خلال الصعود على الشبكة.

فقد خسر فيدرير نقاطا أكثر من المعتاد في هذه الاستراتيجية، لأسباب تنوعت ما بين تأخر قرار الصعود على الشبكة أو بطء الحركة نسبيا، مما أمهل منافسه، في كلا الحالتين الوقت الكافي لاتخاذ القرار المناسب، في ظل وضعية لا تمكن "المايسترو" من الرد المناسب.

وبعد أن فاز فيدرير بالثقة اللازمة وحدد منافسه الأول، عليه الاستمرار في استراتيجيته الحالية، المتمثلة في تسديد الكرات مبكرا بحيث يحرم منافسه من العودة إلى وضعية الاستعداد بشكل سريع، والصعود المتكرر ولكن المحسوب إلى الشبكة، بوتيرة أسرع، ليظل هو الفائز الأكبر، ولكن مع تحقيق الألقاب.

المساهمون