مع إعلان فوز الثنائي الذي يمثل الجناح اليساري ساسكيا إسكن ونوبرت فالتر بوريانس بزعامة "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" في ألمانيا بنسبة 53 % بالمائة من الأصوات، بدأت التوقعات ورود الفعل من قبل الأحزاب المعارضة ترجّح نهاية مبكرة للائتلاف الحاكم الذي تقوده المستشارة أنجيلا ميركل، الذي يضم حزبها "الاتحاد المسيحي" و"الاشتراكي الديمقراطي".
هذا الواقع، فرضته التصريحات والانتقادات التي كان الثنائي المنتخب لقيادة "الاشتراكي" قد أطلقها مراراً وتكراراً ضد التحالف الكبير "غروكو"، وهو يريد اتخاذ قرار بشأن مستقبل التحالف الحكومي استناداً إلى قضايا واقعية، بينها ما يتعلق بالحد الأدنى للأجور وسياسة أكثر طموحاً تهم تغير المناخ والعدالة الاجتماعية والاستثمار.
في المقابل، وفي أول تعليق على الفوز قال الأمين العام لحزب ميركل، بول زيمياك، في حديث صحافي، إن حزبه يريد الاستمرار في التحالف مع القيادة الجديدة لـ"الاشتراكي"، موضحاً بالقول "نتطلع إلى تعاون وثيق من أجل مصلحة بلدنا، ما يحسم ليس المناقشات بين الأحزاب، إنما التحديات التي تواجه ألمانيا".
أما "الليبرالي الحر" فاعتبر أن النتائج أظهرت الانقسام كما لم يحدث من قبل داخل "الاشتراكي"، وذلك بعد فوز المنتقدين لتحالف "غروكو"، فقال نائب زعيم الحزب، مايكل تويرر: "ألمانيا أمام حكومة أقلية أو انتخابات برلمانية عامة مبكرة، والليبرالي الحر مستعد لتحمّل المسؤولية".
من جهته، أعرب زعيم الحزب، كريستيان ليندر، عن اندهاشه من النتيجة وكتب على "تويتر": "أنا متحير تماماً". أما زميله في الحزب، ماركو بوشمان، فكتب أيضاً على "تويتر": "الحزب الاشتراكي الديمقراطي ينجرّ إلى الفوضى وهذا ما يهدّد البلاد، وعلى المستشارة الآن أن توضح بسرعة كيف تريد أن تحكم. الهدايا الباهظة للاشتراكي لم تجلب شيئاً، تغيير المسار يجب أن يأتي".
أما حزب "البديل من أجل ألمانيا"، اليميني المتطرف، فاعتبر عبر زعيمه المشارك يورغ مويتن، المعاد انتخابه، أن التحالف الكبير سوف ينهار مع انتخاب إسكن وفالتر بوريانس، قائلاً "أصبحت الانتخابات المبكرة الأكثر ترجيحاً".
من جهتها، هنّأت زعامة حزب "الخضر" القيادة المنتخبة لـ"الاشتراكي" متمنية لها كل النجاح، وهي تتطلع إلى تعاون عادل وموضوعي وبناء. أما حزب اليسار فاعتبر أن المهمة الآن تقع على القادة الجدد لإعطاء فرصة جديدة للأغلبية اليسارية، وإعادة الديمقراطية الاجتماعية إلى المسار الصحيح.
تجدر الإشارة إلى الثنائي الخاسر، نائب المستشارة اولاف شولز والقيادية في "الاشتراكي" كلارا غيفيتز، تعهّد بدعم القيادة الحزبية الجديدة لأن الهدف يبقى جعل حزبهم قوياً مرة أخرى حسب تعبيرهما. أما رئيس كتلة الحزب، رولف موتزينيتش، فقال لوكالة الأنباء الألمانية إن حزبه يتطلع إلى الأمام ويستجمع قواه ليخرج بطريقة تعزز قوته بعد هذا التصويت، موضحاً أن "المؤتمر الحزبي الذي سيعقد الأسبوع المقبل ستكون مهمته التركيز على الخبرات واستخدامها لمواجهة التحديات التي تواجه بلدنا وأوروبا".