فن إنقاذ العواصم القديمة!

27 مارس 2019
+ الخط -
"انت من هنا وعارف"، ولذلك ستتفهم كيف ولماذا شعر محسوبك بالغضب المشوب بالحقد والممتزج بالضغينة والمداني لتمني زوال النعمة، لأنه أدرك أن أحداً لن يعاقب مسئولي متحف الفن الحديث بمدينة نيويورك بالفصل من عملهم والإحالة لنيابة أمن الدولة العليا، لأنهم قاموا بتنظيم معرض يصور أحوال فقراء نيويورك، ويتضامن مع معاناتهم في العثور على سكن آدمي لائق، ولأنه لن يتم شن حملات إعلامية شعواء على منظمي المعرض، تتهمهم بالإساءة إلى سمعة أمريكا، وتطفيش السياح القادمين إليها، وإهالة التراب على الصورة المشرقة لمدينة نيويورك تفاحة أمريكا الكبيرة، بدلاً من الاكتفاء بعرض الأعمال الفنية "الهادفة" التي تظهر محاسن نيويورك ومفاتنها، وتحض على حب الوطن وسلامة أراضيه وطاعة أولي الأمر وتقبيل أيديهم ومؤخراتهم قبل الأكل وبعده.

ولأن كُلاً يغني على ليلاه، يمكنني أن أجزم أن تلك الأفكار المشوشة، التي دارت بذهني وأنا أطوف جنبات ذلك المعرض الثري، لم تدُر بخَلَد أغلب الذين حضروه معي، وشاهدوا في أحد أركانه الفيلم التسجيلي الذي يروي معاناة مشردي نيويورك الباحثين عن حقهم في السكن، ويعرض نضال عدد من مواطني الأحياء العريقة في المدينة، في مواجهة شركات العقارات الضخمة التي تسعى لهدم المباني القديمة، وطرد سكانها منها لإحلالها بعمارات زجاجية ضخمة شاهقة الإرتفاع كئيبة المنظر. صحيح أن مزيجاً من الغضب والحزن كان بادياً على وجوه الواقفين إلى جواري لمشاهدة الفيلم، لكنهم بالتأكيد كانوا يفكرون في ما يمكن فعله لمساندة هؤلاء السكان في حملتهم على الفور، بينما كنت أفكر في مأساة انهيار سقف طموحاتنا، بحيث لم نعد نتمنى زوال الظلم عن أوطاننا، بل أصبحنا نتمنى أن يُترك لنا فقط الحق في التعبير عن رفض الظلم وإنكاره، دون أن نتهم بالإساءة إلى سمعة الوطن وتشويه صورته وإهانة شعبه، وغيرها من التهم التي تطارد منذ الأزل كل من يفكر في مواجهة أبناء شعبه بأوضاعهم المزرية، بدلاً من أن يشاركهم الاقتيات على خرافات، توهمهم أنهم يمتلكون خصوصية تجعلهم أفضل شعوب الأرض، لكونهم خير أمة أخرجت للناس أو المتحدثين بلغة أهل الجنة أو أحفاد بناة الحضارات القديمة.

كان لا بد أن يمضي بعض الوقت، لكي أسيطر على أفكاري الملتاعة، وأبدأ في مشاهدة المعرض مركزا على ما بداخله من معلومات وتفاصيل، أكثر من تركيزي على ما بداخلي أنا من ألم وحسرة، لكن ذلك بدا صعباً للغاية، خاصة أن المعرض بأكمله كان مكرساً لمعالجة قضية "التطوير غير المتكافئ"، أو "النمو الظالم"، التي نعاني منها في بلادنا أشد المعاناة، حيث تختبئ خلف شعارات التطوير والتحديث وأرقام النمو والإصلاح، سياسات شريرة تسعى لسحق غير القادرين، وتجعل ثمار التطوير والتنمية حكرا على القادرين والمتنفذين، وهو ما سعى المعرض لإبرازه من خلال أحوال ستة مدن كبرى هي: مومباي، اسطنبول، ريو دي جانيرو، نيويورك، لاجوس، هونج كونج، يجمع بينها أنها تمتلك كثافة سكنية عالية وأهمية اجتماعية واقتصادية فائقة، وتاريخا ممتدا من المشاكل والأزمات، حيث جاء المعرض تتويجا لمبادرة تحمل عنوان "التطوير غير المتكافئ"، قامت على مدى 14 شهرا بدراسة أوضاع تلك المدن وأحوال سكانها، لطرح حلول معمارية مبدعة، تحاول السيطرة على "التطوير" الظالم الذي يصاحب النمو السريع لتلك المدن.


لم يكن المعرض ضخم الحجم، لكنه كان منظماً بشكل مبدع، حيث امتزجت الخرائط والصور والفيديوهات والرسوم البيانية والمعلومات الخاصة بكل مدينة، بشكل يجعلك تأخذ فكرة مكثفة عن أوضاعها الحالية، وفكرة أوسع عن المبادرات التي يتم عملها الآن لإصلاح أحوالها، ومع أن المعرض يستضيفه الجناح المخصص لفنون المعمار في متحف الفن الحديث، إلا أنك لن تجد من يستغرب كيف كان اهتمام المعرض الأكبر منصبّاً على سكان المدن، أكثر من المباني التي يسكنون فيها، ولن تجد من يتصور أن حل مشاكل تلك المدن المعقدة، يكون بتركها تواجه مصيرها المظلم، وبناء عواصم جديدة يتم اختيار سكانها على الفرازة، وهو ما حدث في بلادنا المحمية بالحرامية، حين قرر نظام عبد الفتاح السيسي قبل سنوات أن يهرب من مواجهة مسئوليته عن أزمات القاهرة الكبرى، ليراه المصريون يقف فخوراً بصحبة مموليه الإماراتيين، أمام ماكيت شديد القبح، فوجئ المصريون أنه ماكيت لعاصمتهم الإدارية الجديدة، التي ستكون فخرا لكل زائريها من المانحين والمقرضين والمستثمرين، وهو ما التقطه على الفور بعض صبيان النظام في وسائل الإع.. لام، فأخذوا يتحدثون عن ضرورة انتقاء من سيدخلون العاصمة الجديدة، لكي لا يتسرب إليها من يشوه صورتها الحضارية، ويطفش منها الأثرياء الأجانب الذين سنبنيها بأموالهم، من أجل أن نساعدهم على أن يشعروا أنهم في وطنهم الثاني: دبي.

ومع أن مدينة ضخمة مثل نيويورك، لا تعاني من نقص فادح في ناطحات السحاب الزجاجية الخازوقية، إلا أن مسئولي متحف الفن الحديث، وضعوا نيويورك في نفس المستوى مع مدن تعاني من الفقر والعشوائيات والزحام الخانق مثل مومباي وريو دي جانيرو ولاغوس واسطنبول، دون أن ينبري لهم من يذكرهم مثلاً بأن المدينة تحظى بعدد مهول من السائحين المنبهرين بها كل عام، لأن تقييم أصحاب العقول للمدن لا يعتد بتعداد ناطحات السحاب الموجودة فيها ولا بعدد السياح الزائرين لها، بل بقدرتها على توفير حياة أفضل لكل سكانها مقيمين فيها أو زائرين لها، ولذلك لم يخجل متحف الفن الحديث، أو الموما كما يسميه أهل نيويورك، الذين يعتبرونه ثالث أكبر وأهم متاحفها، من تذكير زائريه سواءً كانوا من أهل نيويورك ومن السائحين القادمين إليها، بأن هذه المدينة التي تعد أهم مركز للإقتصاد العالمي، والتي يسكنها حتى نهاية عام 2014 ما يقرب من 389 ألف ومائة مليونير، هي نفس المدينة التي يعتبر 21.4 في المائة من سكانها فقراء، منهم 5.4 في المائة يعيشون في فقر مدقع، ويعاني واحد من كل أربعة أطفال فيها من الفقر، داعمة تلك الأرقام بخرائط تفصيلية حول الأحياء التي تعلو فيها نسب الفقر، واحصائيات حول المشاكل التي يعاني منها سكان تلك الأحياء، ليوصل ذلك رسالة إلى كل من يرى المعرض أن ما يراه حوله من مباني فخمة، قبل قدومه إلى المتحف أو بعد خروجه منه، ليس الصورة الكاملة لنيويورك، وأن من الخطأ البالغ تبنّي الصور النمطية عن المتسولين والهائمين على وجوههم في طرقات نيويورك، بوصفهم كسالى متهربين من تحمل مسئولياتهم، ولذلك تم عرض لقاءات مصورة مع عدد منهم، تحدثوا فيها عن محاولاتهم المريرة لإيجاد عمل دون جدوى، وعن معاناتهم من أجل العثور على فرص حياة آدمية، بدلا من اللجوء إلى التسول، مع تأكيد المتحدثين في الفيلم المعروض على أن التبرعات والأعمال الخيرية لن تحل وحدها مشاكل تلك المدينة، وأن على الجميع الإنضمام إلى المبادرات الشعبية الجادة التي تهدف لإنقاذ المدينة وتحسين أوضاعها، والتي يوفر المعرض طرق التواصل مع أصحابها للإنضمام إليهم أو مساندتهم.

"المدن هي الناس أولا وأخيرا، وإذا كان هناك أزمات معقدة تمر بها هذه المدن الكبرى، فلن يكون الحل أبدا في الهروب من مواجهة تلك المشاكل وتحميلها للناس، بل سيكون الحل في إشراك الناس في حل هذه المشاكل، من خلال مبادرات ذكية وعملية يدرك من خلالها الناس أن حياتهم مهمة، وأن هناك إمكانية لجعلها أقل سوءا"، هذه هي الرسالة المهمة التي يتبناها المعرض، وهذا ما تسعى للتأكيد عليه مبادرته التي قدمت مقترحات من واقع أحوال المدن الستة، توصلت إليها ستة فرق عمل، تكونت من متخصصين في العمارة والتطوير الحضري والهندسة وخبراء البيئة والمتخصصين في الدراسات الإجتماعية والإقتصادية، وقد لفت انتباهي الحرص على أن تكون المقترحات "متدرجة من أسفل إلى أعلى"، طبقا لتعبير مسئولي المبادرة، للتأكيد على أهمية العمل بالتوازي بين المقترحات الضخمة التي يظهر أثرها بعد سنوات، وبين المقترحات البسيطة التي يمكن ظهور أثرها البسيط على الفور.


في أركان متفرقة من المعرض، سترى كيف يتم تطوير المساكن المتهالكة في أحياء مومباي الأشد فقرا، بحيث يتم إعادة بنائها دون إخراج سكانها منها، من خلال مجالس شعبية من أهالي الأحياء، يشتركون في بحث وتنفيذ خطط تطوير منازلهم وشوارعهم وإمدادها بالخدمات، لتكون مشاركتهم فعالة ومثمرة، بعد أن اطمأنوا إلى أن المبادرة لا تهدف إلى إزالتهم من الوجود، لتحل مكانهم عمارات ضخمة أو منتجعات سكنية. في حين تنصب خطط تطوير لاجوس عاصمة نيجيريا، على ثلاثة مجالات هي المياه والمواصلات ومشاكل الطاقة الكهربائية، خاصة أن الكهرباء لا تصمد في بعض أحياء لاجوس لأكثر من ثلاث ساعات في اليوم، وهو أمر لم يكن سيحدث في بلد بترولي ثري، لولا الفساد والنمو الظالم الذي يجني ثماره الأغنياء. أما اسطنبول كبرى مدن تركيا والتي كانت أسعد حظا ببدء خطط تطويرها منذ سنوات، فقد شهدت تزامناً بين المقترحات الكبرى التي تسعى لحل مشكلة الإختناق المروري وأزمة المواصلات والمشاكل البيئية، وبين المقترحات البسيطة التي تسعى لحل مشاكل فرعية في بعض الأحياء، من ذلك على سبيل المثال ما تم في أحد الأحياء التي تكثر فيها الحرائق في فصل الصيف، حيث تم تثبيت طفايات حريق بصناديق البريد الموجودة في الشوارع، ليتم استخدامها عند الضرورة دون انتظار المطافئ، وما حدث في حي شعبي آخر به كثافة سكنية عالية، ولا توجد به مساحات للعب الأطفال، حيث تم تحويل بعض مناطق الأرصفة إلى مساحات تم ملئها برمال الشواطئ مع توفير ألعاب ليستخدمها الأطفال، مع مراعاة أن يتم تنفيذ ذلك واستمراره من خلال سكان المناطق أنفسهم، بتنسيق مع أجهزة الشرطة وإدارة البلديات التي يتحكم الناس في اختيارها بالإنتخاب وبالتالي يتحول الأهالي عبر هذه الشبكة إلى شركاء في التطوير، بدلا من أن يكونوا متفرجين عليه، ليتعاملوا باستخفاف مع محاولات تخريبه أو نهبه، أو يشاركوا في ذلك التخريب والنهب.

لكن، "انت من هنا وعارف" أن طرح أي مقترحات من هذا النوع في بلادنا، سيواجه بحديث مكرر ومعاد يدعي أن المواطن المصري غير قابل للإصلاح، ويفترض أنك لو قمت بتحسين حياته بأي شكل سيقوم بنهبه وإفساده، ليختار البقاء في التخلف والفقر و"العفانة"، وهو كلام يردده نفس الأشخاص الذين لا يكفون في أوقات النشوة الوطنية عن ترديد أفكار عنصرية تفترض أن المصريين أعظم شعوب الأرض، مع أن الطريقة التي سيتصرف بها المصريون في مواجهة أزماتهم، لن تختلف عن الطريقة التي يتصرف بها أي شعب، حين يشعر أن هناك أملاً في إصلاح أحواله، وحين يدرك أن هناك اهتماما حكوميا بتحسين معيشته، وأن هناك قانونا سيطبق بعدل وحزم على كل من يخطئ دون خيار ولا فاقوس.

ولعل من يقرأ كثيراً من الأدب التركي الحديث المترجم إلى العربية، خصوصا ما كان منه لكتاب ساخرين، سيجد فيه مر الشكوى من انتشار التسيب والفساد والفوضى في ربوع تركيا خصوصا خلال حكم العسكر لها بالحديد والنار، وهو ما جعلني أستغرب بشدة منذ أن بدأت بزيارة تركيا بانتظام بدءا من عام 2005، فقد رأيت في أكبر مدنها اسطنبول وإزمير وأنطاليا وبورصة، وحتى في مدنها الصغيرة وقراها، صورة مختلفة للغاية عما كنت قد قرأت عنه، ولأعرف من خلال جولاتي ومناقشاتي، أن الصورة التي قرأت عنها كانت حقيقية بالفعل قبل سنوات قريبة، لكنها تغيرت تدريجيا وبشكل مبهر، ليس بفعل قرارات حكومية فوقية، وإنما بسبب الأثر المدهش الذي حققته الإنتخابات البلدية الحرة والخالية من التزوير، فقد أصبحت القيادات المنتخبة عبرها طاقة تغيير حقيقية، جعلت كل من يزور تركيا بانتظام، يندهش من وجود تطور مستمر في مدنها، لا يستهدف في الأساس إرضاء السائحين والمستثمرين، بل يستهدف قبل ذلك إرضاء المواطنين الذين يتحكمون في بقاء مسئولي المدن والقرى في مناصبهم، ويضعونهم تحت رقابتهم للإطاحة بأي مسئول ينكشف فساده أو يظهر تلاعبه بموارد المدينة أو القرية، ويحدث كل ذلك بشكل متوازٍ مع الصراع السياسي العنيف الذي يدور بين الأحزاب والحركات الإجتماعية، ويتقاطع معه أيضا حيث تصبح البلديات مجالا لإنتاج قيادات شعبية مرتبطة بالعمل الإجتماعي، ويتم تصعيدها بعد ذلك إلى ساحة العمل السياسي، وهو ما يفسر سرعة تجذر حزب العدالة والتنمية في الواقع التركي، بشكل أزعج منافسيه وجعلهم عاجزين عن استغلال الخطايا والجرائم السياسية، التي بات يرتكبها زعيمه رجب طيب أردوغان بكثافة في الأعوام الأخيرة، خصوصاً بعد توسعه في التنكيل بمعارضيه عقب فشل الانقلاب العسكري الأخير، لأن نجاح البلديات التي يسيطر الحزب على نسبة كبيرة منها، في جعل حياة كثير من المواطنين أقل سوءاً وأكثر احتمالاً، هو الذي سيظل يثير اهتمام نسبة كبيرة من الأتراك أكثر من اهتمامهم ـ للأسف ـ بحرية الصحافة أو بأوضاع حقوق الإنسان أو بمتابعة الصراع السياسي والإعلامي، وأداء الحزب الحاكم في كثير من البلديات والمحافظات هو الذي يجعل نسبة كبيرة من مؤيدي الحزب والمتعاطفين معه لا يرون بديلاً آخر في الساحة عن أردوغان وحزبه، ولذلك سيظل على أي حزب يرغب في الإطاحة بأردوغان وحزبه من الحكم، أن يبدأ أولاً وأخيراً من العمل في البلديات والمحافظات، والتي لن يستفيد أردوغان كثيراً من خطابه الشعبوي والديني، إذا ساءت أحوال المواطنين المعيشية فيها.

لكن، تعال وقل هذا الكلام لمن لا يرى أصلاً جدوى انتخابات اتحادات طلاب الجامعات، فضلا عن أن يرى جدواها في المجالس المحلية والبلديات، أو لمن يعتقد أن الانتخابات رجس من عمل الغرب المتآمر، ومن يظن أن حياته ستصبح أفضل في ظل حكم الفرد الآمر الناهي المتصرف على البلاد والعباد، وحين تذكره بأن ذلك لم يفلح ولا مرّة، سيقول لك أن العيب في كل مرة، كان في شخص الحاكم، وليس في طريقة حكمه، وأنك ستندهش هذه المرّة، حين ترى الخير الذي سيعم على البلاد، بفضل حاكمها المغمور بالنفحات الإلهية، فلا تجد أمامك حينها إلا ترديد المثل الشعبي القائل "يا مستني السمنة من طيز النملة، عمرك ما تتقلّى"، محاولاً التغلب على مشاعر الضغينة والحقد وتمني زوال النعمة التي تنتابك، حين ترى كيف تحاول البلاد الراغبة في التطور إنقاذ مدنها القديمة وإصلاح حال سكانها، دون زياط ولا همبكة ولا نحنحة.

"وأن ليس للإنسان إلا ما سعى".
ـ فصل من كتابي (من صندوق الدنيا)، يصدر قريباً عن دار المشرق بإذن الله ـ
605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.