فنون.. يقظة ذاكرة اللاجئ التسجيلية

05 ابريل 2015
القضية الفلسطينية حاضرة في المناشط الفنية في المهجر(Getty)
+ الخط -
أزقة وحارات المخيم كانت خزان النشاط الثقافي والفني لأبناء الشتات، فقد كان المخيم مليئاً بالفنانين التشكيليين، ومصوري الفوتوغراف، وموسيقيين ومسرحيين.
كان الشباب حاضراً دائماً بإمكانياته البسيطة من خلال فعاليات في شتى المجالات الثقافية، راسماً طريقاً جديداً للخروج من قوقعته المفروضة عليه للتعبير عن نفسه بالفن أو غيره، لتأتي الحرب في سورية وتقطع هذا الطريق وتفرض عليه منفى جديداً في أوروبا، وانتقل هذا المخزون مع اللاجئ إلى منفاه القصري الجديد، وسرعان ما يبدأ هذا المخزون بالتدفق ثانية، مثلما كان الحال عليه في بداية التغريبة الأولى، تحرضه المساحات والحريات المفقودة في وطن عربي مصاب بتخمة المحظور، بالإضافة إلى المؤسسات والهيئات المدنية لإيصال الصورة الحقيقية عبر الفن، وهذه المرة كانت هناك عدة معارض وملتقيات فنية للاجئين قدموا من سورية إلى أوروبا، منها: معرض "حكاية وفنجان قهوة من مخيم اليرموك إلى برلين"، للفنان أنس سلامة، قدم فيه لوحات من بقايا قهوته، راسماً من خلالها معاناة الفلسطينيين في سورية لينقل رائحة قهوته في اليرموك إلى برلين.
هناك أيضاً معرض "أصنع الحب لا الحرب"، للفنان الفلسطيني الشاب، محمد الشايب، المقيم في السويد، نقل فيه حبه الحياة ورفضه الحرب بتصاميم وملصقات غرافيك معاصرة، والعديد من الأمسيات الشعرية والغنائية وعروض لأفلام من مخيم اليرموك.
ولم يتوقف الأمر على المشاركات فقط، فقد حاز رسام الكاريكاتير الفلسطيني، هاني عباس، مناصفة مع الرسامة المصرية، دعاء العدل، أرفع جائزة عالمية في فن الكاريكاتير والتي تنظمها مؤسسة "رسامو كاريكاتير من أجل السلام" في جنيف ويترأسها فخرياً الأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي عنان، وقد حاز أيضاً الفنان التشكيلي، محمد السعدي، المركز الأول في مسابقة للفن التشكيلي أقيمت في فرانكفورت، وقد تفوق السعدي على 50 فناناً من دول عربية وأوروبية. هذا ولم يمضِ على وجود اللاجئين الفلسطينيين من سورية في أوروبا عامان، وقد بدأت هذه الفعاليات كدليل على طاقات ونشاط شباب فلسطيني فني مختزن.
(مخرج مقيم في موسكو)
المساهمون