تتنوّع فعاليات الدورة السادسة من مهرجان "شبّاك: نافذة على الثقافة العربية المعاصرة"، التي تنطلق مساء الجمعة المقبل وتتواصل حتى 14 يوليو/ تمّوز، بين العروض الأدائية والسينمائية والأمسيات الموسيقية والفنون البصرية والجلسات الأدبية وورش العمل.
يُفتتح المهرجان بعرض "رجل بالمقلوب: ابن الطريق"؛ وهو عملٌ يبحث فيه الفنّان التونسي المقيم في بروكسل محمد توكابري، في سيرته الذاتية كشاب عربي يجد نفسه داخل عالم الرقص؛ حيث يروي قصّة اكتشافه، وهو في الثانية عشرة من عمره، الرقص أمام محطّة للسكك الحديد في بلاده، ثمّ رحلته إلى أوروبا. ويشارك الفنّان الفلسطيني عامر حليحل بنصّ "أخبار مجنون ليلى" للشاعر البحريني قاسم حدّاد. يمثّل العرضُ إعادة تفسير للقصة التراثية مع تسجيل صوتي، ترافقه على العود الإلكتروني والصوتي كلٌّ من رحاب عازار وكريم سمارة.
ويحضر المخرج والكاتب المسرحي السوري وائل علي، بعرض يحمل عنوان "تحت سماء خفيضة"، وفيه يُضيء على يوميات لاجئ سوري في فرنسا، من خلال قصّة سينمائي أربعيني يفقد كل أماكنه وماضيه في وطنه الأم، ومعها القدرة على الشعور بالذات واستيعاب ما يحدث حوله.
على صعيد الموسيقى، تُقام أمسية بعنوان "أثر الفراشة" تستذكر الفنّانة الفلسطينية الراحلة ريم بنا (1966 - 2018) يشارك فيها فرج سليمان وتانيا صالح وآخرون، كما تعزف "أوركسترا ليفربول الفلهارمونية" بعض أغنياتها. من الجلسات الحوارية التي يُقيمها المهرجان ندوةٌ بعنوان "سورية واليمن: صناعة الفن اليوم"، وتتناول راهن ومستقبل الفن والثقافة في هذين البلدين من وجهة نظر فنّانين وقيّمين وباحثين من داخلهما وخارجهما، ويطرح هؤلاء أسئلةً حول التحدّيات التي تواجه عملهم وكيف تؤثّر الحرب على التعبير الفني، وكيف يتعاملون مع الهجرة والمنفى القسري أو الطوعي.
وفي يوم مخصّص للأدب في البلدان العربية، يُقام في "المكتبة البريطانية" حوار يتناول المشاركون فيه عدّة محاور؛ أبرزها "النسوية الجديدة في الرواية العربية" التي تشارك فيها العراقية إنعام كجه جي والمغربية ليلى سليماني، لمناقشة صعود كتابة المذكّرات والسير الذاتية عند الكاتبة العربية، وتحاولان الإجابة عن سؤالَي: ماذا يعني أن تكوني نسوية عربية في 2019؟ وكيف يتقاطع إرث الأجيال السابقة مع الممارسات الإبداعية الحالية والحركات المعولمة؟
من الندوات الأخرى واحدةٌ حول الأدب الكردي يتحدّث فيها بختيار علي، وأُخرى عن الكتابة السورية الجديدة تشارك فيها ديمة ونوس، وثالثة حول الرواية التاريخية العربية المعاصرة، يشارك فيها كلّ من العراقية البريطانية رقية عز الدين، والفلسطيني ربعي المدهون، والسوداني حمور زيادة.
من أبرز معارض التظاهرة، التي تُقام كلّ سنتين بتنظيم من "مؤسّسة شبّاك" المستقلّة وكانت دورتها الأولى في 2011، معرض "الجزائر: الانتماء، جوانب متقابلة"، بمشاركة فنانين جزائريّين منهم فتحي صحراوي ومنير غوري وسارة عودة، وتتناول أعمالهم ثيمات الانتماء والهوية والهجرة وتحديات المستقبل.